فجر الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 ... لن ينساه التاريخ فبه ازيلت انظمة وايقظت شعوب .. فكان ربيع شابه برد قارس وصيف حار جاف وخريف تساقطت اوراقة فاسقطت اشجار ظلت متمسكة بجذور يابسة فتهاوت بفؤس لتدفئ عالم الجياع وتشتعل بنيران ذلك الجسد المحترق ... طارق الطيب محمد البوعزيزي (29 مارس 1984 - 4 يناير 2011 ) اسم سيخلده التاريخ شاب كان كغيره من الشباب في عالم الكبار كان يحلم وحلمه لم يطاول السماء بل بقي خلف عربة الفاكهة التي ( يجرها ) عفوا التي (جرجرته ) طويلا ليلاقي حتفه بسببها (( وكم هم كثر شبابنا الذين تجرجرهم رحى العربات في العالم المتهالك ))! بعدها وفجأة ... ثارت أمة .. وصرخ الجنون : بن علي هرب بن علي هرب ولكن (( البوعزيزي )) قد مات.
ظلت نيرانة والسنتها الملتهبة مشتعلة فحصدت من بعده ممالك كانت (( محصنة )) انطق صمت ((شعب ابو الهول )) ليعيد ثورة شعب ضد (( ملك )) .. ارحل .. فرحل ومعة حاشية قصرة ليبقى ممدد (( كتوت عنخ امون )) شاهد حال على تاريخ لن ينساه شعب النيل (( ويتخلى عن الاهرامات )) فزادت النيران لهيب لتنهي عصرا من قرن ماض بل ومتدت النيران في كل (( زنقة وتدخل كل بيت ودار)) محطمة باب ذل بعد ان كان (( عزيزا )) فكانت حفرة المجاري ماوى حقير!.
رغم كل ذلك لم تهدئ نيران البوعزيزي فاحرقت كل شي ء انتقاما لاجسام كوتها من قبل ..لتنفجر معلنة فجر انطلاق (( قطار )) غادر المحطة بعد ان صاحت دخان محرقتة معلنة بدء سفر جديد الى المجهول فتحول الدخان الى سحب ملبدة في سماء يسكن تحته اناس جهلوا ماعرفوا وعرفوا ماجهلوا .. ولايزال دخان ذلك القطار المنطلق يجوب المدن والقرى التي تنتظر هطول المطر لتمسح السواد الذي توشح به الجميع ....
فلتبقى نيرانك مشتعلة يا (( محمد )) كي تحمل الدفئ لكل من ارغمه البرد على العيش في وطن بلا موقد دافئ ...