تبدأ في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا غداً السبت، محاكمة الكويتي خالد شيخ محمد العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وأربعة من اعوانه المفترضين المعتقلين معه، وهم اليمني رمزي بن الشيبة والباكستاني علي عبد العزيز علي الملقب ب «عمار البلوشي»، والسعوديان وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، بتهمة «تحضير الاعتداءات وتنفيذها في نيويورك وواشنطن وشانكفيل (بنسلفانيا)، وقتل 2976 شخصاً». يأتي ذلك بعد تسعة أعوام على اعتقالهم والتجاذبات السياسية القضائية في شأن محاكمتهم، ويترافق مع الذكرى الأولى لتصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن الذي تبنى الاعتداءات. وقال مارك ثييسين، المسؤول في ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش: «نرغب في تحقيق العدالة. المحاكمة لحظة مهمة لنا جميعاً»، علماً ان المتهمين يواجهون عقوبة الإعدام. وسيغطي 60 صحافياً انتقوا من اصل 200 الجلسات داخل قاعة المحكمة، فيما سيتابع 30 آخرون الحدث من قاعدة «فورت مايد» (مريلاند) حيث ستنقل وقائع الجلسات. وقال المتحدث باسم البنتاغون، تود بريسيل: «منذ اصلاح المحاكم العسكرية الاستثنائية العام الماضي ارتفع عدد وسائل الإعلام التي تذهب الى غوانتانامو لتغطية جلسات الاستماع بنسبة زادت عن ثلاثة اضعاف مقارنة بأعلى مستوى سجل سابقاً». الى ذلك، اكد كبير المدعين العامين الجنرال مارك مارتينز «اهمية توفير شفافية عبر نقل جلسات الاستماع على التلفزيون، وبث المرافعات على الإنترنت وتأمين حضور وسائل الإعلام. لكن المحلل ديفيد ريفكين حذر من ان خالد شيخ محمد الذي انتزعت اعترافاته الأولى تحت التعذيب في سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، قد يستغل جلسات المحاكمة «لمهاجمة الولاياتالمتحدة». وستستطيع عائلات الضحايا متابعة جلسات المحاكمة عبر شاشات عملاقة تتوزع على اربع قواعد عسكرية في الأراضي الأميركية. وأعلنت تيري غرين، العضو في منظمة «عائلات 11 ايلول من اجل غد مسالم» انها كانت تفضل اجراء المحاكمات امام محكمة للحق العام لأن «الوصول اليها اسهل للعائلات، ولأنها اثبتت جدارتها في تولي قضايا الإرهاب». وأبدت غرين خيبتها الكبيرة من انتظار المحاكمة سنوات قبل ان يتقرر اجراؤها امام محكمة عسكرية. وأراد الرئيس الأميركي باراك اوباما محاكمة المتهمين الخمسة في مانهاتن القريبة من موقع «غراوند زيرو» حيث تمركز برجا مركز التجارة العالمي اللذان دمرا في نيويورك. لكن الجمهوريين في الكونغرس، خصوم الرئيس الديموقراطي، منعوا نقل المتهمين بقضايا ارهاب الى الأراضي الأميركية. وقال جيمس كونيل، محامي الدفاع عن المتهم البلوشي: «النظام كله غير عادل»، فيما حذر باقي محامي الدفاع من انهم سيثيرون مبدأ السرية المطبق آلياً على اقوال المعتقلين في غوانتانامو، وكذلك الصعوبات التي يواجهونها في الوصول الى معلومات مصنفة بأنها «سرية»، والوقت بين الاعتداءات واعتقال المتهمين. وقد تستغرق «محاكمة القرن» كما يصفها المراقبون سنوات، اذا لم يعترف خالد شيخ محمد بالتهم الموجهة اليه ليحكم عليه بالإعدام ويموت «شهيداً» في نظر اتباع «القاعدة». وكالات