* لم تعد قضية الجنوب في أدراج الساسة .. فقد خرجت إلى الشارع غصباً عن كل محاولات التعامي عنها أو محاولات وأدها .. وفي عيد قيام دولة الوحدة الثاني والعشرين .. والاستعداد لانطلاق الحوار الوطني .. تصعد قضية الجنوب والجنوبيين.. إلى السطح وتلمع الأضواء من حولها.. وليس بالضرورة حولها!! * هذا الأسبوع لفت انتباهي في صنعاء لوحات ضوئية كبيرة تحمل إضاءات عن القضية الجنوبية أبرزها لوحة كبيرة تقول (القضية الجنوبية لاتعني الانفصال بل تعني البحث عن العدالة والمواطنة المتساوية).. وفي هذا الأسبوع وقبل يوم من الاحتفال بعيد الوحدة أسقط انتحاري قرابة المائة من جنود الأمن المركزي في عقر الدولة وبيتها الحصين وهو ميدان السبعين .. وهي واقعة يصعب تجاوز دلالاتها .. * وصباح يوم الثلاثاء .. يوم 22 مايو .. رصدت من الصفحة الأخيرة لصحيفة الثورة اليومية الرسمية بعض الشواهد المتصلة بموضوع الوحدة وقضية الجنوب .. حتى أضع القاري أمام واقع الحال وصورة الحوار المقبلة حتى يستبين حقيقة الأمر .. * كتب عبدالرحمن بجاش يقول (هؤلاء الذين يصرخون اليوم مُصِّرين على الانفصال وداعين لتحقيقه عليهم ألا يخطئوا مرتين ......) * وكتب عبدالله الصعفاني (يأتي الاحتفال بعد شهور وربما سنين تكاثر فيها عدد الذين يتفانون في التعريض بمنجز الوحدة اليمنية بترديد كلام يحمل في ظاهرة بعض الحق وحقيقته باطل .. باطل.....) * وكتب جميل مفرح (يجب أن يعلم الجميع إن مايحدث الآن هو مجموعة من المشكلات السياسية والاجتماعية الواهية والبسيطة ..... مصيرها الانزياح عن سماء وطننا الحبيب.....) * إذاً نحن أمام تصورات لحلول.. وتوصيف لمشكلة قائمة .. أراه يحدد اتجاه المرحلة القادمة .. وعلى الجنوبيين أن يستوعبوا بكل توجهاتهم مايطرح .. * فالقضية الجنوبية لاتعني الانفصال!! هذا الشعار الجازم القاطع.. ولا أعرف الجهة التي رفعته.. قد حدد مسبقاً أن سقف الحوار القادم يجب أن يكون تحت سقف الدولة الموحدة !! وهذا يخل بشروط الحوار الشفاف الوطني الصادق .. لأنه سقف الطرف الشمالي لاغير.. * ماكتبه الزملاء الثلاثة بمواقعهم المختلفة.. حدد خارطة طريق في تقديري تقود إلى تكرار نفس المشكلات.. وستبقي عليها في نفس الزاوية، بل ستحافظ على شكل السيئات وربما تبسيطها وتسطيحها .. * نحن إذن أمام إعلام يشكل تحيزاً واضحاً ضد الجنوب وقضيته، ويخلق معياً مشوهاً بحقيقة ماجرى ويجري، متناسين أو قاصدين أن عدد الرافضين في الجنوب لتوصيف قضيتهم من قبل الشمال، أصبح في تزايد سريع .. مما سيعقّد وضع حلول لمشكلة الجنوب لسنوات قادمة ..والبحث عن الحل العادل والمواطنة المتساوية وقائمة المصطلحات السائلة والصلبة ..