تمكنت قوات الجيش اليمني بمساندة من رجال القبائل صباح اليوم الجمعة من السيطرة على مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبينجنوب اليمن بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام مع مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وباستعادة سيطرته على شقرة، اصبح الجيش يسيطر على كل محافظة أبين تقريباً بعد استعادة زنجبار وجعار اكبر مدينتين سيطر عليهما أنصار القاعدة منذ حوالي عام. وقالت مصادر محلية وعسكرية ل«المصدر أونلاين» إن قوات الجيش واللجان الشعبية دخلت شقرة من الجهة الجنوبية الغربية بعد اشتباكات مع عناصر القاعدة التي كانت فرت في وقت سابق من مدينتي زنجبار وجعار بعد سقوطهما بيد القوات الحكومية يوم الثلاثاء الماضي. وخاضت قوات الجيش واللجان الشعبية على مدى ثلاثة أيام ماضية اشتباكات عنيفة مع المسلحين المتشددين الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» في المناطق المحيطة بشقرة، وكانت أعنف المواجهات مساء أمس الخميس. وقالت المصادر إن ما لا يقل عن 25 مسلحاً قتلوا الساعات الماضية، كما قتل عدد من الجنود لكن مصادر عسكرية تكتمت على الحصيلة. وكانت وزارة الدفاع أعلنت عن مقتل 40 مسلحاً من القاعدة في معارك أمس. وذكرت مصادر أن قوات الجيش عثرت على نحو عشرين جثة لمقاتلين من «أنصار الشريعة» على أطراف مدينة شقرة، التي يعتقد أنها كانت منفذاً بحرياً دخل من خلالها صوماليون متشددون للقتال في صفوف القاعدة باليمن. وانسحب مسلحو القاعدة إلى مدينة عزان بمحافظة شبوة التي يسيطرون عليها، وآخرين توزعوا بين الجبال الوعرة القريبة من شقرة. وقالت مصادر خاصة ل«المصدر أونلاين» إن أمير «أنصار الشريعة» في أبين «جمال بلعيدي» المكنى ب«أبي حمزة الزنجباري» فر ومعه الشيخ طارق الفضلي على رأس خمسين مسلحاً إلى جبال المراقشة التي ينتمي إليها البلعيدي. وتعذر التواصل مع مصادر مقربة من الفضلي بسبب إغلاق هواتفهم، بينما كانت اتهامات قد وجهت للأخير بالتعاون مع مسلحي القاعدة الذين سيطروا على بلدات في محافظة أبين لأكثر من عام. وبحسب معلومات حصل عليها «المصدر أونلاين» فإن اثنين من أبناء الفضلي هما «جلال الدين والزبير» كانا يقاتلان في صفوف المسلحين المرتبطين بالقاعدة، وأصيب جلال الدين في المواجهات التي وقعت بالقرب من مدينة لودر الشهر الماضي. إلى ذلك، قالت مصادر إن اشتباكات اندلعت بين مسلحي القاعدة وجنود من اللواء الثاني بحري في منطقة النشيمة بمحافظة شبوة والقريبة من مشروع الغاز الطبيعي المسال. وأضافت ان المسلحين حاولوا السيطرة على المنطقة لكن اشتباكات عنيفة اندلعت مع أفراد النقطة العسكرية التي تقع على طريق إمدادات الجيش، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات من المتشددين، بحسب مصادر. لكن بياناً ل«أنصار الشريعة» اعترف بمقتل خمسة مسلحين، وقال إنهم شنوا هجوماً في وقت لاحق على النقطة العسكرية ما أدى إلى وقوع «خسائر في الأرواح» بين الجنود.
الصورة لمسلحين قبليين في زنجبار أمس الخميس ( AFP- محمد حويس). المصدر اونلاين
