تعيش جماهير برشلونة أيامًا عصيبة، تحديدًا منذ الخسارة أمام بايرن ميونخ الألماني بثمانية أهداف مقابل هدفين في ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، والخروج من موسم 2019-2020 بدون أي بطولة، للمرة الأولى منذ أكثر من 10 مواسم، وجاءت تقارير اقتراب رحيل ليونيل ميسي لتزيد الأمور صعوبة. ومنذ الخسارة المذلة أمام بايرن ميونخ، والأجواء مشتعلة في برشلونة، حيث قررت إدارة النادي الكتالوني إقالة كيكي سيتين من تدريب الفريق، كما قرر إريك أبيدال السكرتير الفني للنادي تقديم استقالته من منصبه، وعلى المستوى القيادي قررت إدارة برشلونة تقديم انتخابات مجلس الإدارة الجديد لتكون في مارس 2021 بدلًا من يونيو من العام المقبل. ويبدو أن ليونيل ميسي، قائد برشلونة، والنجم التاريخي للنادي، قد قرر فرك الملح في الجرح، بعدما كشفت العديد من التقارير الصحفية المقربة من أروقة النادي الكتالوني عن نتائج الاجتماع بين الأرجنتيني والهولندي رونالد كومان المدير الفني الجديد للفريق، حيث أكدت أن ميسي أخبر مدربه الجديد بأنه لا يرى مستقبله في ملعب «كامب نو». قرار ميسي جاء كالصدمة على جماهير برشلونة، التي لم تر «البرغوث» بقميص آخر، ناشئًا في «لا ماسيا» ثم لاعبًا شابًا في الفريق الأول إلى نجمه الذي يبزغ ضوئه أكثر من أقرانه، والآن قائدًا وأسطورة النادي الأولى عبر تاريخه الطويل. وتتسابق التقارير حول هوية النادي الذي قد يلجأ إليه ميسي للهرب من سفينة برشلونة التي جنحت إلى شاطئ ضحل ولم تجد سبيلًا للنجاة، لكن دون التوصل لأي فكرة من الأساس عن ذلك. ميسي، والذي يمتد عقده مع برشلونة حتى صيف 2021، لم يعلق حتى الآن على تقارير قراره بالرحيل، وهو الذي اعتاد مؤخرًا أن يتحدث في وسائل التواصل الاجتماعي حين يستدعي الأمر ذلك، مثلما حدث في أزمة أبيدال بعد إقالة إرنستو فالفيردي من تدريب الفريق في يناير الماضي. وإذا كان قرار ميسي بالرحيل عن برشلونة حاسمًا، وأكدت الإدارة الكتالونية ذلك الأمر، بصورة أو بأخرى، فإن الأندية التي ستخطب وده ستصطف طابورًا طويلًا من أجل نيل رضاه، وقليل من الأندية في النهاية يمكنها تحقيق مطالبه المادية والمعنوية، وتؤمن له حصد الألقاب في المواسم الأخيرة من مسيرته. ورقة ضغط أخيرة وعلى صعيد آخر، ومثلما يتحدث الجميع عن دور ميسي الحاسم في كل ما يتعلق بالفريق الأول في برشلونة، فإن تقارير رحيله المحتمل قد لا تكون سوى ورقة ضغط من الأرجنتيني لإجراء تغيير شامل وحاسم في النادي. ورغم تجديد عقده أكثر من مرة خلال فترة رئاسة جوسيب ماريا بارتوميو، إلا أن ميسي قد لا يكون راضيًا عن أسلوب إدارته للنادي ولا الصفقات التي يبرمها للفريق في المواسم الأخيرة، وتكون تقارير رحيله المحتمل عن «كامب نو» وسيلة لتصدير الضغط إلى الإدارة من أجل عقد انتخابات رئاسة مبكرة عن الموعد المعلن مؤخرًا. وفي جميع الأحوال، الأيام القليلة المقبلة وحدها من ستخبرنا بحقيقة قرار ميسي، إما إذا كان سيواصل في برشلونة حتى نهاية تعاقده في صيف 2021 ثم يرحل عن الفريق، أو يقرر حزم حقائبه في الصيف الحالي، أو أن تكون تلك هي ورقته الأخيرة للضغط على إدارة النادي، من أجل إجراء تغييرات شاملة، تعيد هيكلة الفريق الأول