تعيش محافظات إقليم تهامة شمال غرب اليمن وضعاً إنسانيا متدهورا جراء سيطرة ميلشيات الحوثي وصالح، حيث تعاني من عدد من الكوارث الإنسانية التي فاقمتها الحرب مما زاد نسب الفقر والمجاعة وتدهور الوضع الصحي للسكان هناك. ووفقا لتقرير رسمي أعدته سلطات الإقليم حصلت "الصحوة نت" على نسخة منه –فإن أكثر من ثلث سكان الإقليم 38% يصنفون فقراء "فقر عام" ومؤشر الفقر في الأربع المحافظات يصل إلى 47.5% ويشكل عدد فقراء الغذاء 15% من إجمالي سكان". ويتكون إقليم تهامة من أربع محافظات وهي "الحديدة" و"حجة" و"المحويت" و"ريمه" وتقع في شمال غرب اليمن حيث تزداد نسبة الفقر والبطالة بشكل كبير منذ سنوات وزادت الحرب من تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير. سوء تغذية في تهامة وقال تقرير "إن عدد الوجبات اليومية التي يتناولونها كمتوسط وجبتين في اليوم في الصباح والمساء في المجتمع التهامي تتكون في الصباح دقيق وسكر وطماطم (سحاوق) وفي وجبة الغداء". وأشار التقرير " أن المواطن التهامي في وضع لا يحسد عليه من الجوع والمعاناة الشديدة ". وأوضح التقرير "أن آلية الحصول على الغذاء عبر برنامج الغذاء العالمي والجمعيات والمؤسسات المحلية توزع كل شهرين بالإضافة إلى الشراء من السوق المحلية". وأفاد التقرير "أن حال الناس مع الجانب الصحي لا يختلف كثيرا عن المعاناة في الجوانب الأخرى من غياب للخدمات الصحية إلى انتشار الإمراض والأوبئة وبالأصح فإننا تمام كوارث قادمة في جميع مجالات الحياة الغذائية والصحية ". وضع صحي متدهور وقال التقرير " أن عدد من يعانون حرمان الحصول على المياه الآمنة والصرف الصحي بنسبة 90 % منذ مارس وتصنف اليمن كونها من أكثر البلدان التي تعاني من الفقر المائي وتعتمد بشكل أساسي على الوقود لضخ المياه الجوفية، وتحريك شاحنات نقل المياه التجارية". وأشار التقرير " أن عدد من انقطع عنهم مصدر المياه أو أصيب بأعطال بالغة بسبب ذلك أكثر من تسعة مليون شخص بينما تضرر مليون ونصف شخص من تدمير شبكات ومنشئات المياه بسبب الأحداث، وتوشك شبكات المياه في 8 مدن كبيرة على الانهيار". وذكر التقرير " أن شبكة الصرف الصحي الحالية في محافظة الحديدة خصوصا بمدينة الحديدة لا تغطي خدماتها جميع السكان وتعد في وضع متهالك ومنهار". و أظهرت نتائج استطلاعات التغذية الخاصة باليونيسيف ووزارة الصحة العامة والسكان في كل من عدن ولحج وحجةوالحديدة والبيضاء وصنعاء وتعز وصعده خلال الفترة من أغسطس 2015 مايو – 2016 مستويات مقلقة من سوء التغذية. ووفقا للتقرير "فإن المناطق التي زارها الفريق وجد سبعة أطفال من كل عشرة أ مصاب بما يسمى الدودة الإفريقية والتي بدأت في الانتشار بشكل ملحوظ كذلك انتشار مرض الجرب في مخيمات النزوح وكذلك في المجتمع المحلي المحيط وكذلك انتشار أمراض أخرى متعددة". الفقر في اليمن تعد اليمن من الدول الأشد فقرا في العالم بحسب تقارير دولية ويتركز الفقر وانعدام الأمن الغذائي في محافظتي حجةوالحديدة في المرتبة الأولى وتليها محافظتي المحويت وريمة حيث تعاني من نقص حاد في الغذاء وصل إلى الحد الأدنى. وبحسب تقرير سلطات الأقاليم " فإن حوالي 14.1 مليون في اليمن شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي منهم 7 مليون يقاسون انعدام الأمن الغذائي الحاد أي يوجد ما لا يقل عن 1من كل 2 يمنيين لا يستطيع الحصول على غذاء كافي". وذكر التقرير"أن 74 % منهم أطفال دون سن الخامسة، و 26 % نساء حوامل ومرضعات بحاجة لمساعدات تغذية عاجلة وحوالي 2.1 مليون شخص يعانون حاليا من سوء تغذية، من بينهم 1.5 مليون طفل 370 ألف طفل". وقال التقرير " أنه تم تسجيل أعلى انتشار لسوء التغذية في محافظة الحديدة حيث وصل معدل سوء التغذية الحاد الشامل إلى 31% بينما يبقى معدل سوء التغذية الحاد الشامل في بقية المحافظات مرتفعا فوق حد الطوارئ بحسب منظمة الصحة العالمية". إنقاذ تهامة ودعا التقرير لإنقاذ مجتمع إقليم تهامة وتوزيع السلة الغذائية الشهرية على مستوى الإقليم وتحسين أساليب التوزيع من خلال برنامج الكرت الغذائي بالتعاقد مع تجار في عموم مديريات محافظات الإقليم". وطالب التقرير "بالتدخل السريع ببرنامج مكافحة سوء الأغذية من خلال توزيع الأدوية المناسبة على المراكز الصحية والتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في المحافظات". وطالب ضرورة " توفير المياه النقية لمخيمات النازحين والقرى المحرومة من خلال منظمات المجتمع المدني التابعة لكل محافظة ، والتدخل العاجل في مكافحة أمراض الكوليرا والجرب والملاريا وحمى الضنك".