تتجه مليشيات الحوثي إلى تغيير هوية اليمنيين وتستهدف بشكل كبير صغار السن لاسيما طلاب المدارس عن طريق المناهج الدراسية ومسخ الهوية الوطنية، حيث تستمر في انتهاكاتها اليومية بحق اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها وفي ظل الهزائم المتلاحقة التي تتكبدها في الجبهات. ومنذ وقت مبكر سعت المليشيات إلى إتلاف بعض الكتب وتغيير محتوى الدروس في البعض منها واستهداف بعض المعلمين لحضور دورات تنظيمية واستخدام الترغيب والترهيب بحق الطلاب في محاولتها جر العملية التعليمية إلى أتون صراعها الطائفي واستخدام الكادر التربوي وطلاب المدارس وقوداً لذلك الصراع. تغيير هوية المناهج قامت المليشيات بتغيير بعض كتب المنهج الدراسي وخاصة في الصفوف الأولى فقد أقدم أحد المدرسين الموالين لميلشيات الحوثي في مدرسة السلام بمديرية خارف في منتصف الشهر الجاري بتوزيع كتاب للقراءة يحتوي في مضمونة عبارات شعارهم المزعوم وقصيدة بعنوان "حسينيون". كما أقدمت معلمة مادة الجغرافيا في مدرسة عائشة وسط مدينة بشرح درس الحدود اليمنية بغير المتعارف عليها في الواقع حيث شرحت لطالباتها بأنه يحد اليمن من الشرق إيران ومن الغرب إسرائيل ولم يتم كشفها إلا من خلال أحد أولياء الأمور عندما نظر الى كراسة إبنته فوجد هذه المعلومة الغريبة. وعندها ذهب إلى المدرسة للإطلاع على الأمر فردت عليه المعلمة "خذوا أبناءكم ودرسوهم في بيوتكم" وهذا ما أكده موجه المادة في مكتب التربية بالمحافظة عندما وجه إلى المعلمة بمراجعة معلوماتها عن درس الحدود. اختطاف وإقصاء المعلمين رصدت منظمة السلام الحقوقية بمحافظة بعمران "أن ميلشيات الحوثي أقالت 37 مدير مدرسة في العام 2016 وأغلب من تم إقصائهم هم من المعارضين للميلشيات وكان آخرها في نوفمبر الماضي حيث تم إقصاء مدير مدرسة الشهيد الجناتي بمنطقة الجنات غرب مدينة عمران بمدير موالي لهم برغم عدم حصوله على المؤهل المطلوب". وذكرت المنظمة " أنه تم اختطاف ما يقارب 50 تربوياً في العام 2016 فقط تم الإفراج عن بعضا منهم بعد مراجعات ودفع أموال طائلة فيما لا يزال في سجونهم 17 من الكادر التربوي". وعملت ميلشيات الحوثي على إقامة دورات تنظيمية سرية تستهدف الكادر التربوي من جميع مديريات المحافظة حيث أقيمت بداية شهر ديسمبر الجاري دورة لعدد من معلمي مديرية خمر استمرت عشرة أيام وتم العمل خلالها بحذر وتكتيم شديد لكن البعض منهم لاذ بالفرار بسبب الشحن الطائفي . الطلاب بين الفصل والاعتداء في نوفمبر الماضي أقدم مدير مدرسة الشهيد كامل في قرية المرخام بمديرية ظليمة بفصل سبعة طلاب على خلفية أدائهم الإذاعة المدرسية بعكس رغبة المليشيات التي أمرتهم بتناول ما يسمى إدانة العدوان، صدرت أوامر مدير التربية بالمديرية بعدم قبولهم في أي مدرسة من مدارسها . إلى ذلك أقدم مدير التربية بمديرية العشة المكلف من قبل المليشيات بالاعتداء بالضرب على إحدى طالبات مدرسة شيماء بعد رفضها الخروج من المدرسة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي أقامتها المليشيات لكنها باءت بالفشل بعد تضامن الطالبات مع زميلتهن التي تعرضت للاعتداء. و بعد يومين من الاعتداء على الطالبة في نهاية شهر نوفمبر الماضي قام مدير التربية في مديرية العشة بإشهار سلاحه في وجوه الطلاب بغرض تهديد طلبة مدرستي رابعة والنهضة بعد قيامه بإغلاق أبواب المدرسة واحتجاز الطلاب عندما رفضوا المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت صباح ذلك اليوم. الآباء ألم وأمل كثير من أولياء الأمور تعتصر قلوبهم ألماً جراء ما يحدث للعملية التعليمية في المحافظة من قبل المليشيات وممارساتها في تغيير المناهج وإقصاء مدراء عرف عنهم الكفاءة والنزاهة. وقال ولي أمر أحد الطلاب طلب عدم ذكر اسمه "أنا وكثير من أولياء الأمور ومن يهمهم العملية التعليمية خوفنا كبير من حرف العملية التعليمية عن مسارها الصحيح ومسخ هوية جيل بأكمله ولكن نحن بلا حيلة إزاء ذلك لأن من يقوم بالاعتراض مصيره محتوم". وأضاف "العملية التعليمية في طريقها إلى الهاوية في ظل صمت مريب من قبل الأهالي ولم يتبق لنا إلا أمل واحد هو أن تعجل الشرعية بسرعة الحسم العسكري وإنهاء الانقلاب قبل أن تتوسع الفجوة وإلا فسيتم مسخ هوية جيل بكامله".