قال سياسيون وعسكريون يمنيون إن عملية تحرير مدينة وميناء المخا، تعد تحولا جذريا في مسار الحرب، وخطوة في غاية الأهمية، كونها انتزعت من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح منفذا بحريا وميناء تاريخيا هاما تستمد منه استمرار تدفق الأسلحة والذخائر، أو في الجانب اللوجستي للمعركة، كما تؤكد عزم وإصرار الشرعية على تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية من قوات الانقلاب. وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي، من استعادة مدينة وميناء المخا الاستراتيجي في عملية عسكرية كبيرة لا زالت مستمرة، أطلق عليها" الرمح الذهبي"، والتي تهدف إلى تحرير السواحل الغربية لليمن، وتأمين حركة الملاحة الدولية في باب المندب. تحول جذري للحرب يقول الخبير العسكري علي الذهب، أن السيطرة على المخا ومينائها، يعد تحولا جذريا في مسار الحرب، سواء من حيث حرمان الطرف الآخر المتمثل بمليشيات الحوثي والمخلوع صالح من منفذ بحري يستمد منه استمرار تدفق الأسلحة والذخائر، أو في الجانب اللوجستي للمعركة. وقال الذهب في تصريح ل:الصحوة نت"إن سيطرة قوات الجيش الوطني المسنودة بالتحالف العربي، على المخا تتمثل في تقوية الموقف العسكري لقوات الشرعية التي يسهل من خلاله السيطرة على الطرق الرئيسة والفرعية التي تربط بين تعزوالحديدة، والمدن الصغيرة التابعة لهما، وتحول دون حصوله على ما يضمن له استمرار المواجهة في المناطق الأخرى. وأوضح أنه في حال تم تأمين المناطق الساحلية سيتضاءل تهديد الملاحة البحرية، لكنه لن ينعدم؛ لأن السواحل طويلة ولا يمكن تغطيتها بالقوات التي تؤمنها، ما يتيح للمليشيات التسلل واستهداف السفن. وعن مدى رضوخ المليشيات، اعتقد الذهب بناء على خطاب زعيم الحوثيين يوم أمس، أن الحوثيين لا يفكرون بالقبول بالقرارات الدولية، وأن المعركة ستطول، لأن زعيم الحوثيين يراهن على الصبر كما يقول، ولن يتوقف عن ذلك إلا في حال تعذر على جماعته حشد المزيد من المقاتلين. بعد استراتيجي من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي محمد الغابري، أن عملية تحرير المخا، تعد أول عملية كبرى بعد عملية السهم الذهبي التي أجبرت تحالف الحوثي صالح على الانسحاب من عدن والمحافظات المحيطة بها، حيث أن العمليات ظلت في مناطق لا تشمل مدنا كبيرة كما هو الحال في نهم وحرض وميدي والمعارك في أطراف صعدة. وأضاف الغابري في تصريح ل"الصحوةنت": أن السيطرة على المخا وباب المندب والسواحل الغربية له بعد استراتيجي في غاية الأهمية، كون المنطقة كانت ضمن العروض التي طرحت على تحالف الحوثي صالح في مفاوضات الكويت للانسحاب من تعزوالحديدةوصنعاء، مقابل مكاسب للحوثي صالح بالسير في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتابع "في حالة استكمال السيطرة على تعز والاتجاه نحو الحديدة لن يبقى مع تحالف الحوثي صالح إلا العاصمة التي ستكون نقطة ضعف وليست مركز قوة لأي تفاوض محتمل، لأن صنعاء تستمد قوتها من الساحل ثم إن القوات الحكومية في نهم على مقربة منها. وأوضح الغابري أنه في حالة السيطرة على الساحل كليا، فإن من الراجح تصدع تحالف الحوثي صالح وذهاب صالح للبحث عن مخرج ما والخروج بخسائر أقل من تكلفة الهزيمة الكاملة، إلا إذا كان صالح قد انتهى إلى قرار إما استعادة السلطة أو الدمار، وتلك فحوى الحرب التي أغرى الحوثيين بها ولجنونهم بالسلطة استعجلوا، حسب قوله. عزم على التحرير بدوره قال مدير مركز الجزيرة العربية للدراسات سابقا، أنور الخضري، أن السيطرة على ميناء المخا الذي يقع على خط الملاحة الدولية وبالقرب من باب المندب الذي يمثل أحد أهم الممرات العالمية، في يد أي طرف يعني تأثيره على مصالح الدول الكبرى وطرق الملاحة البحرية، لذلك سعى صالح والحوثي للإمساك بهذا الميناء وتعزيز قواتهم هناك بكل ما يمكن للحفاظ على ورقة مساومة دولية ولكن لم يتمكنوا من تحقيق مرادهم. وأضاف الخضري، في تصريح ل"الصحوة نت: "إن تحرير ميناء المخا يؤكد على عزم وإصرار الشرعية على تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية من قوات الانقلاب المليشاوية، وتمكين الدولة من بسط سيادتها على أراضيها وتأمين المصالح الدولية وتحييدها من أن تستغل كورقة ضغط في صراع داخلي. واستبعد إقدام المليشيات استهداف الملاحة الدولية كرد على خسارتها للمخا، معتبرا أن ذلك سيكون هذا بمثابة انتحار لهم وتحفيز لمواقف دولية أشد صرامة. وعن مدى رضوخ المليشيات للحلول السلمية، وتنفيذ القرارات الدولية، خاصة بعد الهزائم المتلاحقة، قال الخضري، إن المؤشرات تشير إلى الاستمرار وعدم الرضوخ، لأن الرضوخ له ضريبة أكبر خاصة وأن أتباع الانقلابيين ستشعر بخيانة ما يعتقدونه ""نضالا، و""شهداء""، ومن ثم سيتم القتال إلى آخر تابع ثم الفرار مع أول منفذ دولي، حسب قوله.