ارتفعت خلال الآونة الاخيرة حدة الخلافات الشديدة في صفوف المليشيات الحوثية بمحافظة ذمار واتسعت الفجوة العميقة بين القيادات الحوثية القادمة من محافظة صعدة مع القيادات الحوثية من أبناء المحافظة. ويرجع سبب تلك الخلافات المبكرة التي اندلعت عقب إسقاط المليشيات لمحافظة ذمار في اكتوبر 2014م الى إنفراد القيادة الصعدية في قيادة المليشيات سياسيا وعسكريا وتهميشها للقيادات المتحوثية من ابناء المحافظة من اي أدوار قيادية، بالاضافة الى احتقار الحوثيين الصعديين للحوثيين الذماريين والنظر إليهم على أنهم مجرد إتباع للمليشيات وجدوا لتنفيذ الاوامر لا المناقشة في اتخاذها. وتحمل القيادات الحوثية القادمة من صعدة القيادات الحوثية من أبناء ذمار مسؤولية وتبعات كل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشياتهم المسلحة بأوامر مباشرة منهم في عموم مديريات المحافظة. وفي هذا الشأن أكدت مصادر مقربة من قيادة المليشيات الحوثية بذمار ل"الصحوة نت" إتساع فجوة الخلافات العميقة في الاصل بين القيادات الحوثية الصعدية مع القيادات الحوثية الذمارية إلى حد يصعب معه إخفاء تلك الخلافات مهما مارست المليشيات التعتيم والتستر عليها، مبينة ان تلك الخلافات تطورت في الآونة الاخيرة إلى أن وصلت الى تبادل اطلاق النيران بين الطرفين ليسفر عنها إصابة احد أبرز القيادات الامنية الحوثية من أبناء ذمار برصاص قيادي حوثي بارز من أبناء صعدة. وكشفت المصادر عن تفاصيل آخر خلاف بين القيادات الصعدية مع القيادات الذمارية اذ نشب قبل أيام بين قيادي حوثي بارز من أبناء صعدة مع القيادي الحوثي الذماري ابو عبدالملك الشرفي المسؤول الاول عن الاختطاف والمختطفين في المحافظة. ونوهت المصادر الى أن هذا الخلاف بين القياديين اشتد وتطور حتى اقدم القيادي الصعدي على فتح سلاحه وأطلق عدد من الاعيرة النارية على القيادي الشرفي ليصيبه بإصابة خطيرة وبالغة. أما عن سبب هذا الخلاف فتوضح المصادر ان السبب يعود الى رفض القيادي الحوثي الشرفي (من أبناء ذمار) أوامر القيادي الحوثي الصعدي( لم تسميه) تقضي بنقل عدد من المختطفين واغلبهم من إبناء ذمار إلى احد مخازن الاسلحة التابعة للمليشيات لإستخدامهم دروعا بشريه على غرار ماحدث في منطقة هران العام الماضي. المصادر اشارت إلى أن سبب رفض ابو عبدالملك الشرفي لأوامر القيادي الحوثي الصعدي يرجع إلى الخوف من تحمله مسؤولية جريمة جديدة تخطط المليشيات تنفيذها بحق المختطفين باستخدامهم مجددا دروعا بشرية في مناطق معرضة للقصف ، بعد أن تورط في مذبحة هران الذي كان هو المسؤول الاول والمباشر عنها. وكانت مليشيات الحوثي قد استخدمت عشرات المختطفين المدنيين في محافظة ذمار من الصحفيين والحقوقيين والنشطاء السياسيين دروعا بشرية ونقلتهم من سجون مختلفة من عدة محافظات الى منطقة هران التي اتخذت منها منطقة عسكرية مغلقة بعد أن هدد التحالف بقصفها. وشهدت المحافظة في 21 مايو/ أيّار 2015م وقوع واحدة من أبشع جرائم الحرب وضد الإنسانية التي ارتكبتها المليشيات بحق المختطفين والتي راح ضحيتها اكثر من 34 شهيدا بينهم الصحفيين يوسف العيزري وعبدالله قابل والسياسي أمين الرجوي وعشرات المعتقلين الاخرين بالاضافة إلى مئات الجرحى منهم في هذه المذبحة البشعة.