تفاقمت معاناة أسر وزوجات المختطفين في سجون الحوثي وصالح بعد انتشار مرض الكوليرا في الزنازين المكتظة بالمدنيين في صنعاء. الكوليرا أصابت الأهالي بالفزع، وقد ظلت زوجة المختطف " م، "ع " 4 ساعات تنتظر دخولها لرؤية زوجها الذي عرفت من أم معتقل أنه مصاب بمرض الكوليرا وفي حاله سيئة بسجن هبرة بصنعاء. اجتاح الخوف قلبها وزاد من قلقها، معرفتها بالأوضاع التي يعيشها كل المختطفين.
تقول "للصحوة نت ": «كان قلبي يرتجف من الخوف حتى استطعت رؤيته، بدا شاحبا والاصفرار يغطي ملامحه، وكانت شفتاه يابسه وصوته يرتجف». تواصل: «قال لي انه ظل ليلة كاملة مصابا بالإسهال والقيء، وكان زملاءه يصرخون للمليشيات لإسعافه ولكنهم رفضوا وتركوه يعاني حتى الصباح". وتابعت بحزن" لولا لطف الله لخرج زوجي من هناك جثة هامدة". المخيف في الأمر وصول وباء الكوليرا الذي يجتاح صنعاء ومدن يمنية كثيرة، إلى داخل السجون، وقد سجل حقوقيون إصابة خمس حالات السبت الفائت في سجن هبرة في أمانة العاصمة صنعاء. وكشف الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان "أن سجن هبرة فيه عدد كبير من المختطفين، وهناك تشديد كبير ومعاملة سيئة من قبل القائمين على إدارة السجن." وقال "لا يمكن الوقاية طالما والأكل يصل إليهم ملوثا، حتى إن السجانين يقومون بإدخال أيديهم إلى أوساط الطعام أثناء تفتيشه خوفا من دخول أي أشياء هم يمنعونها ونحن الآن نخشى من كارثة انسانية كبيرة". رسالة من الجحيم بعث المختطفون في سجون الحوثي وصالح رسالة لمناشدة ضمير العالم وأفصحوا فيها عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا من 4 إلى 24 خلال يومين فقط في أوساط المعتقلين. المختطفون قالوا في رسالة حصلت الصحوة نت على نسخة منها "إن ابو علي -مشرف السجن- قام بتجميع أساتذة الجامعة والمدرسين والخطباء من جميع العنابر ونقلهم إلي أسوأ عنبر في بدروم السجن حيث الظلمة والمجاري وذلك للإمعان في تعذيبهم ونقل الأمراض إليهم". وذكرت الرسالة "أنه يتم تفتيش الطعام بطريقة غير صحية حيث يلامس المفتشون الطعام بأيديهم مباشرة مما يسبب نقل الأمراض، لافتين إلى أنه عند التفتيش يتم مصادرة بعض الطعام. وكذلك يخفض وقت الزيارة وإذا احتج المعتقل بأن زيارته ناقصة يتهم من إدارة السجن بأن لديه تلفون ويقومون بتفتيش العنبر ورمي الملابس وأدوات المعتقلين وخلطها وتوسيخها امعانا في العذاب النفسي وحتي لا يحتج المختطف مرة أخرى بأن زيارته سرقت". تبكي أم المعتقل "ص. م" قائلة للصحوة نت: «رسالة ابناءنا اوجعت قلوبنا وزادت من الألم الذي نعيشه خوفا عليهم فكل يوم نتوقع ان يأتونا جثث هامدة كما اخرجوا العديد من المختطفين الى القبور». وتسكب دموعها كالمطر وتتابع حديثها "كثيرا ما يتعرضون للمرض بسبب التعذيب مما يضعف أجسادهم بالإضافة إلى أثر بيئة السجن السيئة وطفح المجاري داخلها كل ذلك يعرض ابناءنا للمرض". وتضيف "حاولنا ادخال الأدوية لولدي ولكن المليشيات رفضت إدخالها ومنعت كل اسر المختطفين من ادخال أي ادوية لتزيد من عذاب ابناءنا ومعاناتهم وقتلهم اما بالتعذيب او اهمالهم صحيا". وتؤكد زوجه معتقل آخر أن مليشيا الحوثي وصالح "يقومون بتصفية ابنائنا وازواجنا داخل معتقلاتهم القذرة، فماذا يعني منع الأدوية عن المعتقلين المصابين بالكوليرا التي انتشرت في جميع المحافظات اليمنية؟". وتتابع بغضب "المليشيات المجرمة تتعمد قتل ابناءنا بأي طريقة وللأسف العالم يتفرج على الجريمة التي تحدث امام الجميع ولا نسمع الا الشجب والتنديد". وناشد أهالي المعتقلين المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية التدخل لانقاذ المعتقلين من موت محقق في سجون صنعاء.