[email protected] سنظل ندعو إلى يمن يسوده العدل والمساواة، وتغمره المحبة والإخاء، ينعم فيه اليمنيون بخيرات وطنهم دون تمييز أو استئثار، وهذا ليس مستحيلا إذا صدقت النوايا، وتخلص الجميع من الأنانية وحب الذات، وتم القبول بالتعايش مع الآخرين.. لم تتفجر الثورة الشعبية السلمية إلا بعد وصول الأوضاع إلى طريق مسدود، ورغم العنف والقسوة التي قوبل بها الشباب إلا أن الثورة حافظت على سلميتها، مئات الشهداء قضوا قنصا أو دهسا أو حرقا أو طعنا أو اختناقا، وآلاف الجرحى، إضافة إلى المخطوفين والمضروبين، وأساليب التعذيب والمضايقات والعقوبات الجماعية على المواطنين، الذين يعانون من انعدام الوقود والغاز المنزلي وانقطاع الكهرباء، ولا يستطيع النظام التملص من مسئولياته أو تحميل التهمة على ساحات الاعتصام لأن هؤلاء ليس بيدهم سلطة، وليسوا من يمنع ناقلات النفط من دخول العواصم، أو من يقطع الكهرباء!! الخيار السلمي سيظل هو طريق التغيير مهما كانت كلفته عاليه، وقد حاول النظام معاقبة بيت الأحمر لتأييدهم للثورة الشعبية فجاء العدوان عليهم في عقر دارهم بكل أنواع الأسلحة جريمة وخطأ إستراتيجيا، خسرت فيه السلطة أخلاقيا واجتماعيا وعسكريا، وصارت أطلال الحصبة خير شاهد على فشل العنف والقوة لغرض الرأي. كل المذابح التي ارتكبت من بداية الثورة الشعبية السلمية زادت الشباب حماسا وقوة، كما أن حادثة التفجير الغامضة في دار الرئاسة كانت محل إدانة جميع اليمنيين، ولا شك أنها لم تربك أنصار النظام فحسب، بل أربكت المعارضة أو جعلت الشباب في الساحات يطالبون النائب تولي مهام الرئاسة مع أنه جزء من النظام وأمين عام الحزب الحاكم، فالمعارضة الشديدة للنظام لا تعني القبول بوسائل العنف معه.. كل حوادث القتل والعنف، ومذابح جمعة الكرامة، ومحرقة أبين، وجرف وحرق ساحة الحرية في تعز، ومذابح صنعاء والحديدة والمنصورة وعدن والبيضاء ومأرب وغيرها، وتفجير دار الرئاسة كلها تؤكد أن استخدام القوة بين أبناء الوطن لا يصنع أمنا ولا استقرارا ولا يحقق انتصارا، ومع مشاعر الحزن على ما حدث فإن ذلك لا يمنع استئناف الحياة، وإيقاف جحيم المعاناة، كما أن الاستجابة للمطالب الشعبية ليس فيه هزيمة لأحد، فهل يتقدم العقلاء اليوم ليبحثوا عن المخرج الآمن للبلاد، ثم يأتي البحث والتحقيق عن كل ما حدث فيما بعد، وما يزال خيار قيام نائب الرئيس بمهامه الدستورية هو الأقل كلفة، وأما القوة والعنف فلن تحول اليمن إلا بلدا مضطربا واهنا، ومن حق شباب الثورة أن يختاروا الطريق السلمي الذي سيحقق أهدافهم إذا سدَّ أمامهم الأفق السياسي!!