[email protected] القتل وسفك الدماء ليس الطريق لحكم الناس وإخضاعهم, وعبر التاريخ ارتكب الطواغيت مجازر دامية في حق الشعوب, لكنهم خرجوا مهزومين في نهاية المطاف, قد تحدث لهم الغلبة لبعض الوقت, وما تلبث أن تثور الشعوب لتتخلص ممن حاول قهرها, وحتى الجيوش الغازية التي استباحت أوطان الآخرين لم تتمكن من الاستمرار في حكم المغلوبين, فعندما استباح التتار بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وأحدثوا المذابح البشعة لم يدم لهم الأمر في بلاد المسلمين, واجتاح هتلر أغلب دول أوروبا,وبلغت المجازر بالملايين, لكنه لم يحقق حلم السيطرة والحكم وانتهى به الطغيان إلى الموت في ظروف مجهولة!! نحن في اليمن جزء من هذا العالم,ولن يستقر الحكم في بلادنا إلا بالعدل والمساواة والرحمة, وقد ارتفعت الأصوات منذ سنوات تطالب بالإصلاحات وإيقاف التدهور, لكن الاستكبار والطغيان مضى غير آبه بصرخات المظلومين ودعوات المصلحين فكانت الثورة الشعبية العامة.. اختارت الثورة الشعبية اليمنية النهج السلمي لتقطع الطريق أمام النظام الذي عمل على عسكرة المواجهة حيث الميدان الذي يتفوق فيه,ولم يتورع من استخدام كل أنواع الأسلحة بما في ذلك الطائرات,وهي التي أعدت لحماية الوطن وليس الاعتداء على أبنائه..!! الحناجر التي هتفت بإسقاط النظام,الجماهير التي احتشدت, المسيرات المليونية, الساحات الثائرة في كل محافظات الجمهورية, كل ذلك كان كافيا لتسلم السلطة بحق الشعب في التغيير وتقبل الخروج بأقل الخسائر,لكن العناد والغرور والطغيان جعلها تختار طريق العنف والضرب والقتل, وارتكاب المجازر في صنعاءوتعز وعدن وأبين والحديدة وإب, وكانت أبرز تلك الجرائم مذبحة جمعة الكرامة في ساحة التغيير بصنعاء ومحرقة مصنع الذخيرة بأبين ثم محرقة ساحة الحرية في تعز, حيث تبين كم هو الدم اليمني رخيص في نظر النظام المستبد!! والنظام المتعطش لسفك الدماء,التواق للمواجهة المسلحة اندفع لارتكاب حماقة العدوان على منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ومنطقة الحصبة مستخدما القذائف والصواريخ لكسر شوكة الأحرار المناصرين للثورة,لكن سهامه ارتدت عليه,خسر ولم يربح,و ظلت ساحات الاعتصام سلمية ولم تنجر للعنف رغم مئات الشهداء وآلاف الجرحى.. وهاهو النظام يواصل نهج القتل والتدمير في تعز وأرحب ونهم والحيمة ما يدل على أنه وصل مرحلة اليأس والإحباط,وما محاولاته للأخذ بأسلوب الاغتيالات للشخصيات السياسية والعسكرية إلا دليل على فقدانه الأمل في الحكم, فمن يريد أن يحكم لا يقتل, وعلى الثوار أن يستمروا في نضالهم السلمي لأنه أكثر فتكا, وأمضى أثرا في القضاء على ما تبقى من عوامل قوة النظام..