احتشد ملايين اليمنيين في ساحات التغيير والحرية ب 17 محافظة يمنية لأداء صلاة الجمعة تحت شعار "الإرادة الثورية"،للتأكيد على استمرار ثورة الشعب السلمية حتى تحقيق كافة مطالبها برحيل بقايا رموز نظام صالح،وبتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة ، في حين تلاشى تماما أنصار صالح من ميدان السبعين للأسبوع الثالث منذ وقوع حادثة الرئاسة،وُدعي من تبقى منهم لأداء الصلاة في جامع الصالح حسبما أفادت خدمة الأخبار القصيرة التابعة لوكالة سبأ الرسمية. ففي العاصمة صنعاء أدى أكثر من مليون ثائر وثائرة صلاة الجمعة في شارع الستين حيث أثنى الخطيب الشيخ محمد الحزمي على استمرار صمود الثورة رغم كل المعوقات الأمنية ومحاولات التشويه والقمع الممارس ضد ناشطيها. ودعا الحزمي الأشقاء في دول الخليج وعلى رأسهم السعودية إلى الانحياز التام للشعب اليمني وثورته بإعتبارة الأبقى فيما الأشخاص زائلون، وعدم المساهمة في إطالة أمد معاناة إخوانهم اليمنيين، مؤكدا أن موجبات الأخوة والدين والجوار والإنسانية تقتضي ذلك. وخاطب الغرب قائلا: " يادعاة الحرية والديمقراطية، إننا في اليمن نتوق للحرية التي تنعمون بها ولاختيار رئيس يقيم دولة العدل والقانون، لا رئيس يرقص على رؤؤس الثعابين " في إشارة للمقولة الشهيرة لعلي عبدالله صالح.
وهاجم الحزمي وسائل الإعلام الرسمية "التي قال أنها مارست التحريض على قتل وقمع المعتصمين السلميين،وعملت على تزييف الحقائق والتضليل والتدليس على الحاكم حتى هوى " ، لافتا إلى أن "ساعة الحساب قد دنت" كما وجه الكلام نفسه إلى القوات المسلحة التي لا تزال على ولائها لصالح.
وفند الحزمي ما سماه "أكاذيب النظام وتهويله باحتمال وقوع حرب أهلية"، متهما أنصار النظام بالترويج لهذه الدعاية من أجل إبقاء النظام وإجهاض الثورة اليمنية الطامحة للحرية والديمقراطية في البلاد. وعقب صلاة الجمعة أدى الحاضرون صلاة الغائب على شهيد عدن احمد الدرويش وشهداء الثورات السلمية في ليبيا وسوريا ومصر وتونس .
وفي ساحة الحرية بمدينة تعز أحتشد مئات الالآف في جمعة الإرادة الثورية ورفع المشاركون شعارات تندد بالتدخل الخارجي والوصاية على الثورة اليمنية. وحمل خطيب الجمعة هناك مسئولي تعز ومشايخها وواجهاتها مسئولية إيقاف القتل والعبث والفوضى الذي ترتكبه قوات الأمن والحرس،التي لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار ورفع المظاهر المسلحة وإخراج الدبابات والقوات العسكرية من وسط المدينة. وحيا الخطيب صمود أبناء تعز الثائرون، الذين قال إنهم انتصروا بإرادتهم الثورية وبسلميتهم على الدبابات وكل أجهزة القمع والقهر التي مارستها فلول ومليشيات النظام.
وفي مدينتي الحديدة وإب خرج مئات الألآف في مظاهرات مماثلة عقب صلاة الجمعة تطالب برحيل النظام وتشكيل مجلس انتقالي لتسليم السلطة، ورفض أي وصاية على ثورة الشعب السلمية. وطالب أبناء الحديدة برفع الحصار الجائر الذي تفرضه عائلة صالح على المحافظة من خلال قطع خدمات الكهرباء والوقود التي تسببت في وفاة عددا من المرضى جراء انقطاع الكهرباء والأكسجين في المستشفيات. وما سببته من معاناة إضافية أخرى . وشهدت مدن عدن وذمار وحجة وصعده وشبوة وحضرموت ومأرب والمهرة وسقطرى ولحج والضالع وباقي المدن حشودا هائلة في صلاة جمعة الإرادة الثورية ، وخرج المشاركون في مسيرات عقب الصلاة، تردد الهتافات والشعارات المطالبة برحيل أولاد الرئيس وأولاد أخوته الممسكين بزمام الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة والحرس الجمهوري ومحاكمة قتلة أبناء الشعب المطالبين بالتغيير والحرية، كما عبروا عن رفضهم الوصاية الخارجية على ثورتهم.
ودان المتظاهرون استمرار فلول الحرس والأمن في قصف مدينة تعز بالأسلحة الثقيلة، وكذا قصف منطقة أرحب الثائرة. ورفعوا لافتات تدين ما وصفوه بالمسرحيات الهزلية التي يمارسها بقايا النظام والمتمثلة في عملية التواطؤ وتسهيل عملية الهروب الجماعي لعناصر القاعدة المسجونين في سجن مدينة المكلا في محافظة حضرموت الأربعاء الماضي. يأتي ذلك في حين تتواصل الإعتصامات المفتوحة المطالبة بإسقاط بقية أركان النظام وبتشكيل مجلس انتقالي ومحاكمة قتلة المعتصمين، في 17محافظة يمنية . وشكل اليمنيون مدرسة خاصة وفريدة في الصمود والتضحية والتمسك بسلمية الثورة، بحسب مراقبين حيث لم ينجر اليمنيين وهم شعب مسلح إلى العنف والمواجهة رغم أعمال القتل والقمع الوحشي والبلطجة التي مورست من قبل النظام ضد المعتصمين والمتظاهرين السلميين. وما سجل من حالات مواجهة كانت حالات أخذت الطابع الشخصي والدفاع عن النفس كما حدث في حي الحصبة بصنعاء من رد أنصار الأحمر على عدوان غاشم نفذته قوات صالح على منزل الشيخ الأحمر،بسبب مواقف أبناء الشيخ المساندة للثورة.