تلعب الدبلوماسية السعودية من خلال سفيرها في اليمن محمد آل جابر دوراً محورياً ومهماً في توضيح الحقائق حول دور التحالف العربي في مساندة اليمن وحكومته الشرعية لبسط نفوذ الدولة. يعد السفير السعودي محمد آل جابر من الشخصيات الملمة بالشأن اليمني منذ وساطة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والتي أسفرت على التوقيع على المبادرة الخليجية وتم على ضوئها نقل السلطة سلمياً من الرئيس المخلوع إلى الرئيس عبدربه منصور هادي وتشكيل حكومة ائتلافية برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة.
كما كان السفير السعودي وسفراء مجلس التعاون الخليجي على اطلاع بالحوار الوطني الذي كانت جلساته علنية وكان تحت رعاية دول الخليج وثمرة من ثمرات المبادرة الخليجية والذي استمر ثمانية اشهر ونتج عنه التوقيع على وثيقة الحوار الوطني من جميع القوى السياسية المشاركة في الحوار بعد أن اتفق المتحاورون على كثير من القضايا وبدعم من المجتمع الدولي وتم معالجة الكثير من القضايا المهمة المختلف فيها، إلا أن المخلوع والحوثيين كانوا يحيكون المؤامرة ويعدون العدة لانقلابهم على الدولة وعلى مخرجات الحوار وبالفعل تم تنفيذ الإنقلاب على مخرجات الحوار وعلى الشرعية ممثلة برئيس الدولة وحكومة الوفاق الوطني واحتلال ونهب مؤسسات الدولة بقوة السلاح وحصار رئيس الجمهورية في منزله كما حاصروا أعضاء الحكومة ولاحقوا رئيس الجمهورية إلى عدن وقصف مقر إقامته بالطيران.
كل هذه الجرائم تم ارتكابها قبل أن يتقدم رئيس الجمهورية بطلب المساعدة والمساندة من دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية والتصدي للإنقلابيين، مثله مثل أي رئيس دولة قامت عصابة مسلحة بالإنقلاب على الدولة في بلاده ومؤسساتها بالقوة وطلب المساندة، وهو ما قامت به دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مدركة أن ما يحدث في اليمن ليس شأناً داخلياً وإنما هناك طرفا خارجيا يريد العبث بأمن اليمن وأمن المنطقة خاصة بعد المناورة التي أجرتها المليشيا على الحدود مع السعودية والتي أشارت إليها تصريحات مسؤولين سعوديين وعلى رأسهم السفير السعودي الذي أكد في تصريحاته لوسائل الإعلام على قيام جماعة الحوثي والرئيس المخلوع بعمل مناورة عسكرية على الحدود مع السعودية، وحاولوا التسلل داخل أراضي المملكة وإطلاق القذائف لاستهداف المراكز الحيوية والمواطنين.
الحرب في اليمن واضحة المعالم ولا تحتاج لجهد كبير لمن يريد معرفة حقيقتها وهي بين الشرعية بمساندة دول التحالف وبين القوى الإنقلابية المدعومة إيرانياً والتي لم يقتصر خطرها على اليمن فحسب وإنما تجاوز خطرها ليصل إلى دول الجوار وهو ما أكده السفير السعودي محمد آل جابر في لقاء أجرته معه (قناة روتانا) بأن عاصفة الحزم انطلقت لإيقاف الإنقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثي وصالح ومحاربة الإرهاب، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية وقطع الطريق أمام إيران التي دعمت الحوثيين وحليفهم وأشعلت الحرب في اليمن بهدف تدمير النسيج الإجتماعي للشعب اليمني، مشيراً إلى أن الانقلابيين عندما استولوا على صنعاء سارعوا إلى فتح المجال الجوي مع طهران بهدف جلب السلاح والذخيرة والمدربين.
وفي القلب من عمل التحالف يأتي دور العمل الدبلوماسي الذي يلمع فيه نجم السفير السعودي لدى اليمن آل جابر فهو دائم الحركة والنشاط يقضي جل وقته في خدمة الملف اليمني وإنجاح مهام التحالف سواء بالعمل الدؤوب أو من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام أو من خلال تحركه في المحافل الدولية لشرح موقف التحالف من الأحداث في اليمن ومساندته للجيش الوطني اليمني في استعادة بسط نفوذ الدولة.
تؤكد المملكة العربية السعودية من خلال سفريها لدى اليمن على الدور الإيراني في دعم الإرهاب في اليمن وتكوين الجماعات الإرهابية لهدف إيجاد الذريعة للسيطرة على المناطق السنية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وهو ما حدث في العراق وغيرها ولم يعد خافياً على أحد بأن القاعدة وداعش صناعة إيرانية، وبحسب السفير السعودي لدى اليمن فإن إيران خططت للسيطرة على اليمن بهدف تقوية تنظيمي داعش والقاعدة كما فعلوا في العراق وسورية، ثم يدعون محاربتهم للتنظيمات الإرهابية أمام المجتمع الدولي كذريعة لحصولهم على دعم وتأييد دولي.
يقول السفير: ايران تدعم الحوثي لقتل اليمنيين وتهجيرهم وتدمير آمالهم وفرص حياتهم"، وأكد أن الإنقلابيين يستخدمون المناطق التي يسيطرون عليها لتهريب السلاح والمسلحين وعلى رأس هذه المناطق ميناء الحديدة الذي أصبح مركزاً رئيسياً لتهريب السلاح والذخيرة.
ويضيف السفير آل جابر: "تستضيف إيران بعض اليمنيين لأدلجتهم ولتدريبهم على القتل والتدمير، ولَم تقدم لليمن مشروعاً سوى السلاح وإحداث الفتنة".
ويسخر السفير حسابه في تويتر لاسناد جهوده الدبلوماسية في دعم القضية اليمنية ويقول في تغريدات على "تويتر" إن زعيم المليشيا الايرانية في اليمن يتحدث باسم الشعب اليمني كما فعل حزب حسن نصر الله في لبنان باسم العروبة ثم يوجه سلاحه ضد الأمة العربية معلنا ولاءه لإيران.
ورغم استهداف الإنقلابيون للسعودية إلا أن ثمة جهود كانت ولا زالت تبذل لإيقاف الحرب حسب تصريح السفير السعودي الذي أكد أن المملكة العربية السعودية بذلت جهوداً كبيرة من أجل الوصول إلى حل سلمي بين جميع الأطراف اليمنية بما فيها جماعة صالح والحوثي لكن الأخيرة لم تحترم الإتفاقيات التي وقعت عليها وقامت بخرق وقف إطلاق النار، والهجوم على حدود المملكة، بالصواريخ الباليستية.
وبحسب تصريح السفير السعودي في اليمن فإن المملكة تسعى إلى تحريك الحل السياسي في اليمن من خلال دعم جهود مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ، من أجل الوصول إلى إعادة إحياء المشاورات وتحريك المسار السياسي بين الشرعية والإنقلابيين الذين يرفضون تنفيذ قرارات المجتمع الدولي وعلى رأسها قرار مجلس الأمن القاضي بتسليم السلاح والانسحاب من المدن ومن مؤسسات الدولة.
وأكد أن ميليشيا الحوثي لا تملك ذهنية الحل السياسي إضافة إلى عدم احترامهم للقانون الدولي والقانون الإنساني، مبيناً أن الحوثيين هم من أفشلوا محادثات الكويت بتعنتهم، وقال إن نتيجة مفاوضات الكويت لم تختلف عن المفاوضات في جنيف.
وعلى الجانب الإنساني تتحرك الدبلوماسية السعودية لشرح معاناة الشعب اليمني نتيجة استمرار الانقلاب على مؤسسات الدولة كما يقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بجهود كبيرة لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضريين من حالة الحصار والحرب التي فرضتها المليشيا على اليمن واليمنيين وأدخلتهم في حروب هم في غنى عنها، وبحسب تصريح السفير محمد آل جابر قدم مركز الملك سلمان للإغاثة قدم الكثير من الاحتياجات للشعب اليمني وصرف أكثر من 600 مليون دولار إضافة إلى 247 مليون دولار صرفت عن طريق المنظمات الدولية، كما أن المملكة سهلت للإنسان اليمني الدخول للمملكة والعيش بجوار أشقائه المواطنين والمقيمين، إضافة إلى منح نصف مليون يمني فرصة الحصول على إقامة وتحويل إقامته من مقيم غير شرعي إلى مقيم شرعي، كما وضح في تغريدات أخرى أن عمالة اليمن في المملكة تبلغ 20% من اجمالي العاملين، وان اليمنيين يقومون بتحويل مليارات الدولارات لأهلهم في اليمن سنوياً. | الصحوة نت