يشير علماء الاجتماع إلى أهمية التماسك الاجتماعي في أوقات الشدة والأزمات كعامل من أهم عوامل الصمود والانتصار. وأن هذا التماسك الجمعي يتجسد في جهود الأفراد والوحدات الاجتماعية المتوسطة - مثل الأسرة وتجمعات الجوار - في تأسيس وتوطيد علاقات تضامن فردية وجماعية تساهم في التماسك الكلي للمجتمع. وفي ظل العقاب الجماعي والتضييق في المعيشة اليومية الذي تمارسه بقايا نظام الاستبداد والفساد على شعب تطلع إلى العيش بكرامة ومساواة ، تعيش كثير من الأسر والإفراد في بلادنا أوضاعا غاية في الضنك والشدة. وتمر قصص المعاناة من ضيق العيش غير معروفة في خضم أحداث جسام يمر بها شعب اليمن المصابر وانشغال كلٌ بنفسه. ولعل من فوائد الابتلاءات والصعاب أنها تجعل من التراحم والتكافل ضرورتين من ضروريات الحياة وليستا فقط مكرمتين من الفضائل كما هي في أيام الترف والدعة. بل يصبح التراحم والإيثار هو الباب الأوسع لاستجلاب واستحقاق رحمة الله وفرجه ونصره ، كيف لا وقد وُعدنا بذلك بقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم فيما معناه: "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" span lang="AR-SA" style="font-size:13.0pt;font-family:" simplified="" arabic";mso-ascii-font-family:="" "times="" new="" roman";mso-hansi-font-family:"times="" roman";color:black"=""