حذر ناشطون وسياسيون في محافظة أبين من حدوث كارثة إنسانية جراء تفشي وباء الكوليرا واستمرار الحصار المفروض على الآلاف من أهالي المدينة جراء المعارك الدائرة بين وحدات من الجيش اليمني يساندها مسلحون قبليون ضد جماعات مسلحة يعتقد انتمائها لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب«. وذكر تقرير صادر عن مركز الرصد الوبائي في أبين أن 4927 حالة إسهال شديد سجلت منذ نهاية أبريل الماضي وحتى نهاية الأسبوع الماضي في مستشفى الرازي بجعار توفي منها 37 حالة، وشفي منها 149 حالة بينما قال التقرير إن 3594 حالة مسجلة لا يزال مصيرها غير معروفه«.
وبحسب التقرير فإن عدد الحالات التي تم رصدها في مديرية جعار وحدها بلغ4640 حالة حيث أظهرت نتائج الفحص التي تم إجراءها تلوث مياه الشرب في جعار وباتيس بالكوليرا والايشيريشيا كولاي والكوليفورم». وقال الطبيب المسئول في قسم الطوارئ بمستشفي الرازي بجعار الدكتور مراد عيدروس النقيب بأن عدد الوفيات غير المعلنة من جراء تفشي الوباء يفوق بكثير ما تم الإعلان عنه من خلال الحالات التي تم رصدها مشيراً إلى أن حالات مرضية مشابهة توفيت في الأرياف والقرى بعد أن تعذر وصولها إلى المراكز الطبية جراء الحرب المستعرة». وأشار إلى أن قسم الطوارئ في مستشفى الرازي بجعار أصبح يستقبل خلال ال24 ساعة من (20-30)حالة مصابة بإسهال حاد وتقيء محذراً من تفشي الوباء مع تصاعد حالات الإصابة والوفيات جراء لجوء أهالي أبين إلى استخدام مياه الآبار للشرب والتي تعد المصدر الرئيس لانتشار الوباء والبكتيريا بعد قصف الطيران لخزانات المياه الحكومية في مدينة جعار الأسبوع الماضي».
وبحسب رئيس دائرة الإعلام في حزب الإصلاح بمحافظة أبين منصور بلعيدي فإن شبكة مياه الشرب في عدد من مناطق أبين أصبحت ملوثة جراء اختلاطها بمياه الصرف الصحي نتيجة تهالك شبكة الصرف». وأشار في تصريح للصحوة إلى أن معاناة الآلاف من أبناء أبين في لودر وجعار ومناطق أخرى تضاعفت جراء الحصار الذي تفرضه قوات الجيش على المدينة بعزلها عن بقية المحافظات منذ أسابيع واصفاً ذلك بأنه يمثل عقابا جماعيا لأبناء المحافظة وأنه لا يحمل أي دلالات أو أهدافا عسكرية من وراء ذالك». وألمح إلى أن عددا من الحالات المرضية ألمصابه بالإسهال أو بأمراض مزمنة مثل السل والفشل الكلوي توفيت بسبب عدم قدرتها على الوصول إلى محافظة عدن لتلقي العلاج بعد إغلاق طريق عدنأبين الذي يمثل شريان الحياة للمحافظة».
ويبلغ عدد سكان محافظة أبين وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان لعام2004م (433,819) نسمة موزعين على 11 مديرية، نزح منهم بحسب إحصائيات أعلنت عنها الحكومة مطلع الأسبوع الماضي 90 ألف نسمة هرباً من جحيم الاشتباكات المستمرة منذ شهرين بين الجيش ومسلحين يشتبه في بانتمائهم لتنظيم القاعدة يسيطرون على عاصمة المحافظة زنجبار ومدينة جعار». ويعد سكان مديرية مودية البالغ عددهم 34879 نسمة الأكثر عرضة للمعانات جراء الحصار الذي يفرضه مسلحو القاعدة بعد اغتيال مسلحين قبليين القيادي في التنظيم ياسر شليل عقب عودته من جبهة القتال بزنجبار إلى مودية، بينما يفرض الجيش حصارا على سكان مديرية زنجبار 70 ألف نسمة ويمنع حركة الدخول والخروج إليها والتي تعد المعقل الرئيسي لعناصر التنظيم».
وتعيش مدينة مودية في ظلام دامس منذ ما يقارب الشهر، بعد إغلاق الطريق العام الرابط بين مودية وزنجبار والمؤدي إلى محافظة عدن من قبل من تصفهم السلطة بعناصر القاعدة، الأمر الذي حال دون وصول مخصصاتها من المشتقات النفطية وقطع عنها كل المؤن الغذائية». نفاذ المؤن الغذائية وكان عدد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية في مديرية جعار أعلنوا الأسبوع الماضي عن مبادرة لتشكيل كيان أهلي يتولى القيام بمهام السلطة المحلية وإدارة المرافق الخدمية في المديرية». ووصف نائب عميد كلية التربية بلودر الدكتور.مهدي سعيد باحسن– أهمية المبادرة بأنها تسعى لتأمين حياة الناس بتوفير ألخدمات وحث أطراف النزاع المسلح على حقن الدماء بتغليب الحوار كجانب حضاري ومدني على العنف والمواجهات المسلحة».