بعد غروب شمس يوم 20 مارس 2015م. تسللت مليشيا الكهنوت الحوثية إلى معسكر القوات الخاصة بتعز، و بعض المعسكرات، متخذة من الليل ستارا لإخفاء تدسسها، و من المعسكرات غطاء لموارات ذلك التسلل. رتب عسكرية كبيرة كانت تقود تلك المعسكرات، بعد لحظات من استقبالها للمليشيا تحولت هذه القيادات إلى ما يشبه الدُّمَى بيد صبية صغار من مشرفي الحوثي الذين تم فرضهم مشرفين على تلك الرتب الكبيرة من ضباط انبطحوا ببلادة و انقياد ذليل للحوثي. كان هناك من يطمئن تعز - بحسن نية - بأن القيادات العسكرية للألوية المنتشرة داخل مدينة تعز و حولها، قيادات منحازة للشعب و الوطن، و للثورة و الجمهورية. و في المقابل كان الشك يعتري كل من يسمع بأن تلك القيادات مثل حمود دهمس، أو حمود الحارثي أو منصور معيجير .. يمكن أن يكونوا مع الشعب وضد التحالف الانقلابي، فلما جاء الجد، و جاء وقت الصدق و الحاجة إلى اتخاذ الموقف فتحوا معسكراتهم للكهنوت، فذلك ما رتب له التحالف الانقلابي، منذ الغدر بعمران و صنعاء .. و هكذا. بنفس الليلة خرجت جماهير تعز إلى الشارع بمسيرة ليلية رافضة لتسلل الكهنوت المتدثر بالمعسكرات، كما كانت الاعتصامات أمام معسكر القوات الخاصة، و استمرت المسيرات اليومية و الاعتصامات. كان موقف أحزاب اللقاء المشترك - حينها - موقفا مسؤولا؛ لأنه تعامل بروح الإيمان؛ و انطلق بدافع مبدأ الحفاظ على الثورة و الجمهورية، فكانت مواقفه السياسية و الثورية في تعزيز حركة الشارع قوية و صادقة. و ذلك شأن الصف الثوري النقي الذي لا تتلبسه الأوهام و الهواجس، و لا تفسده الذاتية و الأنانية. مضت عصابات الكهنوت الحوثية التي تسللت الى المعسكرات تتسلم المواقع الحساسة و الهامة من تلك القيادات العسكرية الخائبة، و راحت توزع مجاميعها على مفاصل المدينة، و التمركز في مداخلها و المرتفعات، بل و حتى الانتشار في مديريات الريف . كانت المسيرات بتعز و الاعتصام أمام معسكر القوات الخاصة ماتزال مستمرة، كما قامت مسيرات رافضة و متصدية لعصابات الكهنوت في عدد من المديريات و أهمها مديرية الشمايتين التي استطاعت طرد تلك العصابات التي كانت تحاول فرض السيطرة على مركز المديرية( التربة) و لتأمين طريق تعز/عدن من جهة أخرى لمليشيا الكهنوت. تبين للجميع يومها أن من أكبر الأخطاء التي أضرت بتعز أن ثورة فبراير لم تحدث أي تغيير يذكر في الجهاز المدني غير تعيين محافظ، و الأخطر من ذلك عدم التغيير في الجانب العسكري بقيادات عسكرية منحازة للشعب و الوطن، و كلا الأمرين - عدم القيام بأي تغيير يذكر في الجانبين المدني و العسكري- كان العامل الأهم الذي ساعد في تسليم المحافظة للكهنوت. وهنا وجد أبناء تعز أنفسهم وجها لوجه أمام عصابات الكهنوت الدموية المتخلفة، و التي لا ينفع معها غير المقاومة، فكانت المقاومة التي تصدت لعصابات الحوثي التي سُلّم لها معسكرات دولة، و كانت قد بسطت بعصاباتها على كل المدينة غير شارع تحيط به بعض الحارات. و بفضل الله و من ثمّ العمل المقاوم، و موقف دول التحالف العربي، تم دحر عصابات الكهنوت الحوثية الى خارج المدينة. ليس أمام اليمنيين من خيار إلا الاستمرار في التصدي و المقاومة حتى إلحاق الهزيمة بمشروع الكهنوت، كما أنه ليس أمام العالم العربي إلا التصدي للمشروع الإيراني الذي تقف اليمن في الخط الأمامي للمواجهة.