نظمت المنسقية العليا للثورة اليمنية بمحافظة حجة يوم أمس، ندوة سياسية تحت عنوان " توكل كرمان من ساحات الاعتصام إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام " احتفاء بفوزها وحصولها على الجائز، وتحدث المشاركون في الندوة عن دلالات وأهمية فوز الناشطة والحقوقية والثائرة كرمان بهذه الجائزة . وفي الندوة التي حضرها ثوار المحافظة أكد عضو للجمعية الوطنية بالمحافظة عادل راجح شلي في محوره " دلالات فوز الناشطة كرمان بجائزة نوبل للسلام " أن فوز كرمان جاء بجهود شخصية وذاتية واهتمام بالجانب الحقوقي في البلد، والذي كان لتوكل كرمان الدور البارز في إحياءه من قبل الثورة من خلال تواجدها في الكثير من المسيرات والمظاهرات ومساندتها لهم بالرغم من تعرضها للكثير من المضايقات من قبل النظام، إلى جانب وقوفها إلى مع المظلومين من الجعاشن ورباطها معهم وتصعيد احتجاجاتهم ضد شيخ الجعاشن محليا ودوليا، إلى غير ذلك من المطالب الحقوقية التي استطاعت كرمان المطالبة بها والوقوف إلى جانب أصحابها .
وأضاف شلي لقد كان لفوز توكل كرمان دلالات كبيرة من أهمها انتمائها لحزب الإصلاح الذي أنجب توكل وكان له الفضل لدعمها ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من مكانة، ودعم ومساندة المرأة اليمنية حقوقيا وسياسيا بدون مزايدة وإعطائها حقها في العمل السياسي بخلاف غيره من الأحزاب الأخرى.
وقال شلي إن حزب الإصلاح، أثبت للعالم قدرته على الانفتاح على الأخر والاهتمام بقضايا المواطن اليمني ووقوفه إلى جانب المغلوبين والمقهورين والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان، كما أن منح توكل كرمان جائزة نوبل للسلام معناه شهادة لحزب الإصلاح بالوسطية والتي توجت بجائزة نوبل للسلام وقطعت واخرصت ألسنة الكثير من المتقولين على هذا الحزب من النظام وغيره والتي يتشدق بها الإعلام الرسمي اليوم .
واعتبر شلي الدلالة الثانية أن فوز توكل كرمان الناشطة الحقوقية هو فوز للمؤسسات والمنظمات الحقوقية وفوز لكل الناشطين الحقوقيين الذين يناضلون من أجل قضايا الناس ، مشيرا بأن الجائزة توحي بأن المستقبل الحقوقي سيحضى باهتمام من الدول الغربية لأهميته وأنه سيكون واعدا .
أما الدلالة الثالثة " لتكريم توكل " بجائزة نوبل للسلام هو أنه شهادة للثورة اليمنية بأنها سلمية بخلاف ما يصوره النظام اليمني بأن الثورة الشبابية في اليمن ليست سلمية، مؤكدا ان الثورة الشعبية اليمنية أثبتت للعالم بأنها سلمية وشامخة بشموخ توكل كرمان الحائزة على الجائزة وأنه لا خوف عليها ، مشيرا بأن الجائزة قطعت لسان النظام الذي استخدم فزاعة العنف والقاعدة ضد المعارضة منذ بداية الثورة ليشوه الصورة الحقيقية لهذه الثورة لدى الغرب فباء بالفشل وثبت وبلا شك زيف كل ما يدعيه هذا النظام العائلي. إلى ذلك أشار الشاعر والكاتب علي وهبان في محوره " أن المرأة اليمنية قادرة أن تثبت لكل العالم قدرتها على كشف زيف الأنظمة وخوض غمار الحياة الحقوقية والسياسية التي غاب عنها الكثير من الرجال، مشيرا بأن فوز توكل كرمان كان رسالة قوية في هذا الجانب للأنظمة الاستبدادية التي همشت دور المرأة الحضاري.
وقال وهبان " لقد حاول نظام علي صالح أن يسرق فوز توكل حين قال أن فوزها يعود إلى المجال الواسع التي تحضى به اليمن في جانب الديمقراطية التي يعود فيها الفضل حسب مزاعمهم إلى علي صالح، متناسين اعتقالهم لتوكل كرمان وتهديدها بالقتل وخطفها والعبث بمنزلها وسرقة كافة محتوياته، متسائلا أين هي الديمقراطية التي يتحدثون إذا عنها أهذه هي الديمقراطية ؟ .
وتابع وهبان: لقد كانت توكل كرمان بمثابة الوقود لهذه الثورة السلمية، فهي من ألهبت حماس الشباب وخرجت في مقدمة الصفوف في المسيرات والمظاهرات من أمام جامعة صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام ورحيله في حين أحجم الكثير من الرجال عن ذلك ولهذا استحقت أن يلقبها اوباما بالمرأة الحديدية التي وقفت أمام نظام فاسد صادر كل هو جميل لهذا البلد وتقول أرحل لتفجر بذلك ثورة عظيمة ثورة شباب اليمن السلمية.
وتحدث المحامي والحقوقي كمال الصيف في محوره حول " انعكاسات جائزة نوبل للسلام على النظام والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني"، مشيرا بأن خطاب صالح الأخير تضمن بأن رجالا " عسكريين ومدنيين" سيمسكون بالسلطة وهي نبرة فيها انحياز وتمييز ضد المرأة، وأنها ليست قادرة على قيادة السلطة وهذا يعكس زيف ماكان يتشدق بها علي صالح طوال فترته بانحيازه إلى المرأة وإعطائها حقها في الحياة السياسية ، مؤكدا بأن توقيت صالح لهذا الخطاب يشير إلى ذلك.
وأكد الصيف: أن منح توكل كرمان جائزة نوبل للسلام فتح للثورة اليمنية قنوات اتصال بالعالم ، داعيا قيادة الثورة السلمية وتوكل كرمان على وجه الخصوص التواصل مع هذه القنوات لتعريفهم بأهمية الثورة وأن تبدأ باستغلال هذه الجائزة في التواصل بالعالم للتعريف بسلمية الثورة ونبل أهدافها، وأنها ليست أزمة بين قوى سياسيه كما يصورها نظام علي صالح اليوم، وعلى أنها ثورة شعب ضد نظام اغتصب السلطة منذ 33عاما.
كما تم استعراض فيلم وثائقي عن دور الناشطة الحقوقية كرمان في الجانب الحقوقي والسياسي وبروزها في الثورة اليمنية وتصدرها المسيرات والمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ورحيله.