اتهم رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني محمد المقرمي الحوثيين بنهب مساعدات الإغاثة عن طريق تقديم أسماء وهمية لمسؤولي المنظمات، بهدف المتاجرة بالمساعدات وبيعها في الأسواق السوداء. وقال المقرمي "إن الفساد الذي سجل في عملية توزيع المساعدات تجاوز 375 مليون دولار سنوياً" مضيفاً أن المنظمات تدعي أنها دفعت هذه المبالغ للمليشيا مقابل السماح لها بالعمل داخل مناطق سيطرتها. وأوضح "أن المنظمات تدفع لأمرين؛ أولهما العمل، وثانياً تقاسم مسؤوليها تلك المبالغ مع الحوثيين، وقد تم الكشف عن ذلك في 2019 عبر تبادل صفقات بين مسؤولين يتبعون الحوثي وآخرين يتبعون منظمة الصحة العالمية". ولفت إلى أن هناك سخطاً كبيراً في أوساط المانحين من منظمات الأممالمتحدة، إذ تسلمت هذه المنظمات أكثر من 10 مليارات دولار خلال السنوات ال5 الماضية، وكان يفترض أن يسير الوضع الإنساني في اليمن من المرحلة ال4 (الطوارئ) إلى مرحلة التعافي. وتابع: "لكن ما حدث هو العكس، فقد انحدر الوضع الإنساني من ال4 إلى ال5 (المجاعة)، ما يؤكد وجود فساد كبير تمارسه المنظمات إلى جانب مسؤولين تابعين للأمم المتحدة، ما يحتم عليها القبول برقابة منظمات المجتمع المدني لضمان وصول المساعدات". وذكر المقرمي: " أن المنظمات قبلت بالرقابة ضمنيا أمام المانحين، لكنها لم توافق عليها في الميدان وسعت إلى تغيير سياستها عبر دفع المال بدلاً عن الغذاء، وهو ما قد يحد كثيراً من سرقة الحوثيين للمساعدات". وبلغ إجمالي المساعدات التي تسلمتها المنظمات الدولية بنحو 3 مليارات و600 مليون دولار في 2019 أغلبها من دول التحالف، إذ قدمت السعودية 968 مليون دولار، 420 مليون دولار من الإمارات و250 مليونا من الكويت.