كيف لجماعة شعارها الموت أن تهب الحياة؟ وكيف لمليشيا سبيلها الحرب أن يرجى منها سلام؟ في ظل دعوات أممية للتهدئة وخفض التصعيد وفي أول يوم من الهدنة التي دعت لها الشقيقة الكبرى "المملكة العربية السعودية" والتي التزمت بها أيضا الشرعية من طرف واحد، تبتدئ المليشيا مراسم مسرحيتها الهزلية بمحاكمة عشرة من الصحفيين المختطفين والمسجونين لديها ظلما وعدوانا منذ مارس 2015م. اختطفتهم مليشيا الحوثيين وهو يؤدون رسالتهم المهنية في إيصال الحقائق للناس، وجريمتهم القلم والتعبير، ولتنتهي فصول المسرحية الهزلية بقرار إعدام 4 منهم. أي عدالة ترجى من مليشيا تنقض كل مواثيق ومعاهدات السلام قبل أن يجف حبرها!؟ قضية الصحفيين المعتقلين حقوقية إنسانية بحتة ولا علاقة لها بالصراع السياسي. مجددا، تتصاعد الدعوات التي تطالب الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن والمنظمات الحقوقية التحرك لوقف تلك المهزلة وإنهاء الظلم الواقع بحق الصحفيين المعتقلين بالضغط على جماعة الحوثي للإفراج عنهم.. لم تعد البيانات تكفي، ولم يعد في الإدانات ما يشفي، ولا في التصريحات ما يجدي نفعا مع مليشيا أدمنت القتل والجريمة، ومجددا فإن مصداقية الأممالمتحدة ومبعوثها الأممي على المحك.