تعيين إيران سفيرا لها في اليمنإيران وبإعلانها تعيين سفير لها في صنعاء تنتقل من مرحلة العلاقة السرية وغير المباشرة "الوسيط" إلى العلنية والمباشرة ، وبم يمثل تحد لإرادة اليمنيين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وصولا إلى تمسكها بالملف اليمني بصورة استراتيجية وقحة، وأن الملف اليمني اضحى ورقة للعب على المكشوف ، سيما وقد اهتزت اوراقها في العراق ولبنان ولكنها لم تسقط بعد ، بيد أن استراتيجية الإعتراف الكامل بالحوثية ،ماهية ووجودا وانقلابا ، يشي باتخاذها استراتيجية الحافة واتباع النفس الطويل. فإقرارها العلني والصريح اليوم بالحوثية وفعلتها التاريخية والكارثية لا تعني الإرتباط المباشر للحوثية بها -فحسب- بل وأنها تنقل العلاقة تلك إلى مستوى متقدم وهو التبني الكامل للحوثية بعد إن كانت تعتبر العلاقة تلك "شوارعية"أي غير شرعية من قبل كهنوتها المتخلف وعمامتها السوداء والقاتمة ظلاما ورجعية ونكوصا وتطرفا وسيطرة عرقية على الإسلام وموطن العرب والحضارة الأولى ، وهذه بقدر ما تمثل ردة حضارية واساسا في اسباب تراجع الحضارة الإسلامية ونكوصها بعد مدها الحضاري -حسب ارنست رينان- فإنها وبتبنيها الأرعن والمفضوح للحوثية تبتغي دفن اليمن وإرادتهم ومستقبلهم في جبة عمامة السوء تلك وردهات الظلام الدامس ، واتخاذ اليمن اساسا وقاعدة لدق اسفين الطائفية وغلواء التشيع اللاوطني وبثه في جسم الأمة العربية واساسياتها ، تبعا لحالة اليمن وموقعها الجيوسياسي والحضاري والتاريخي في قلب الخارطة العربية وسر جذوتها وتوقدها وزخمها ماضيا وحاضرا ومستقبلا. اذ أن اليمن لا يمثل ورقة استراتيجية للضغط والتخفيف من حدة الخلافات والملفات العالقة بينها والغرب وتحديدا الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها من الوطن العربي ، بل وأنها تسعى من خلال علاقاتها العلنية والمفضوحة مع الحوثية إلى تغيير وكسر في حالة الرتابة والجمود المتعلق بينها ودول اقليمية "=السعودية" ودولية"=امريكا" ، وصولا إلى اتخاذ اليمن حجر اساس جيواستراتيجي لتغيير في بنى وخارطة الجغرافيا والديمغرافيا والهوية ومعنى الوطن والدولة الوطنية"=القومية" ومفهوم الأمة وعلاقات الدول فيم بينها ، والقوانين والإتفاقات المنظمة لذلك ، اضافة إلى تبني تغيير اجتماعي وثقافي واقتصادي على مستوى منطقة الخليج العربي والمشرق العربي برمته، وصولا إلى ترسيخ حلمها وحنينها الإمبراطوري المتعفن والمتشح بداء الثأرية من كل ماهو عربي. كما أنها-أي إيران- تسعى وبكل صفاقة إلى تثبيت الحوثية وارساء قواعدها في اليمن ومن خلال تلكم العلاقات القذرة بينهم، إلى مرحلة التمأسس السياسي والإجتماعي والثقافي والديبلوماسي ، بعد أن كان مقتصرا على الجوانب الأمنية والإستخبارية والتنشئة الميلاشوية ، أي الدخول في علاقات استراتيجية كاملة وشاملة حتى لو كانت عناوينها التبني واستتباعهم لليمن ارضا وانسانا. الأمر الذي يعني تهديد وجودي ومباشر وصارخ اقليميا ودوليا ووطنيا على اليمن ومحاولة انتزاعه وقضمه وإلحاقه بركب إيران الخمينية اللعينة ، كما ينطوي ذلك على تحد واصرار مسبق على الإرادة الدولية والإقليمية والوطنية ، وصولا إلى أن المقاربات الديبلوماسية والأمنية والعسكرية اليمنية والخليجية العربية والدولية ازاء ذلك أعني ، وخطأها يكمن في :اتخاذها سياسة تعديل السلوك الإيراني في المنطقة والعالم ، مرورا بسياسة أن لا حل عسكري للمشكل في اليمن ، وهذان الخطأن اقتفائهما كاستراتيجية مع إيران واعلانها سفيرا لها باليمن بعد اعتماد الحوثية سفيرا لها هناك ، يثبت بم لا يدع مجالا للشك بخطأ المقاربات السياسية والإستراتيجية إزاء الصلف الإيراني المشبع بداء الطائفية وشهوة الإستحواذ العرقي على الإسلام وموطن العرب الأول ومنبعهم الحضاري ، خصوصا وأن انتهاج ايران لسياسة الحافة تلك يحاصر السياسة المقتفاة ازائها وادواتها في الوطن العربي ، بل وأنها تبتغي من وراء كل ذلك التنسيق والتعاون والإستعداد لحرب مباشرة وكاملة مع العرب وحلفائهم الدوليين ، وها هي تقرع طبولها في اليمن ومن اليمن وموجهة للخليج والعالم برمته..والخطأ القاتل في كل ذلك الإستراتيجية المقتفاة لحربهم في اليمن ..وتغيير ذلك السلوك الإيراني المنحط يبدأ بتغيير قواعد وأسس ومخرجات الحرب المرسومة يمنيا،فإيران وقصة السفير لا تعني سوى مواجهة مفتوحة ورمي كامل الثقل الإيراني فيها! ملحوظة: الإنتقالي الإنفصالي ومن ورائه والموقف ازائه احد أهم الأسباب الرئيسية لخطوة إيران الفجة في اليمن.