أكثر من 2500 معتقل قابعون في سجون الأجهزة الأمنية يواجهون القمع والتعذيب والإخفاء القسري، كما يعاني كذلك مئات السجناء في معسكرات الحرس الجمهوري ولا تصل أخبارهم إلا عبر من أفرج عنهم نقلوا أخبارهم وما يتعرضون له. المحامي عبد الرحمن برمان، مسئول الشكاوى في منظمة هود، أكد أن المعتقلين يعيشون المأساة مرتين: الأولى في المعتقلات والثانية بعد خروجهم منها، يخرجون مدمرين نفسيا كما أنهم يتعرضون للتهديد والضرب كما حدث للشاب صادق الغيلاني. وقال برمان في تصريح ل"الصحوة نت" إن محامين التقوا رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عصام السماوي وناقشوا معه قضية المعتقلين وموضوع شهداء الكرامة ووعد السماوي التواصل مع النائب العام. وأضاف: إن 2500 معتقل منذ بداية الثورة ما يزالون في المعتقلات في أمانة العاصمة وهذا العدد هو ما تلقت المنظمات الحقوقية بلاغات عنهم والمؤكد أن العدد ما يزال أكبر، خاصة وأن عمليات الاعتقال ما تزال مستمرة. وأشار إلى أن أقسام شرطة والبحث الجنائي استجابوا لتوجيهات وزير الداخلية وأطلقوا معتقلين والبعض الآخر تحايل وأحالوا معتقلين إلى النيابة الجزائية المتخصصة، أما الأمن المركزي فلم يلتزم بتوجيهات وزير الداخلية وما يزال مئات المعتقلين لم يطلق سراحهم. وقال برمان إن مئات المعتقلين غائبين عن القضاء ويقبعون في سجون الحرس الجمهوري ولا تصل كشوفات إلى المنظمات ويتعرضون للتعذيب وقد وصلت أخبارهم عن طريق من أفرج عنهم. أما المعتقلون في الأمن القومي فانه يمنع عنهم الزيارة وينكرون أن يكون المعتقل لديهم كما هو حاصل مع جمال الظفيري المعتقل في الأمن القومي. موت من التعذيب وفي ذات السياق اتهمت قبائل أرحب قوات نجل الرئيس أحمد والأمن بخطف جريح وتعذيبه حتى الموت. وقال بيان باسم القبيلة انه في 25 /مايو/ 2011 ارتكبت قوات الحرس العائلي جريمتها الشنعاء في نقطة فريجة- أو نقطة الموت حسب توصيفهم لها واستهدفت تلك المجزرة الدموية أبناء عزلة «شعب» الأحرار أثناء مرورهم من نقطة التفتيش «. و أضاف « ترصدت لهم قوات الحرس العائلي وأمطرتهم بوابل من الرصاص والقذائف بمختلف أنواعها، كاشفة عن وحشية سافرة ونفسية موغلة في الإجرام والقتل، وكانت الحصيلة الدامية لهذه المجزرة المروعة تسعة شهداء وعشرات الجرحى الذين اختطف بعضهم وهم في الطريق إلى المستشفيات, وبقي مصير الشيخ ناجي داحش السبعي- أحد جرحى المجزرة- مجهولاً بعد تعرضه لجروح طفيفة واعتقال من قاموا بإسعافه ونهب سيارته واختطافه في نقطة الأزرقين أثناء محاولة إسعافه إلى العاصمة صنعاء». و تابع « وطيلة سبعة شهور من رحلة البحث المضني والمتابعة المجهدة المليئة بمشاعر القلق على مصير الجريح المختطف، لاسيما وجروحه ليست قاتلة حسب شهادة مرافقيه، حرص خاطفوه من قوات الحرس والأمن العائلي على إخفائه وكتمان مكان تواجده على مدى الشهور الماضية, قبل أن نفاجأ بظهور معلومات تفيد بوجوده في مستشفى 48 التابع للحرس العائلي، ولكن ليس حياً كما كانت أسرته وكل أبناء أرحب يتوقعون، وإنما جثة هامدة قد فارق الحياة «. لسان صادق ومن المعتقلين الذين تعرضوا للاعتداء بعد الإفراج عنهم صادق الغيلاني (14 عاما) من منطقة جبل رأس بمحافظة الحديدة، وهو واحد من الشباب الذين طالتهم الانتهاكات بعد خروجهم من السجن، فقبل أسبوعين تم اختطاف صادق مرة أخرى بعد خروجه من ساحة التغيير، من أحد أطراف داخل الساحة وضربوه وقاموا بتخييط فمه طالبين منه أن يسحب البلاغ الذي تقدم به إلى هود بحق ضباط وأفراد في أمن أمانة العاصمة إلى منظمة هود. وقال صادق إنه يعرف اثنين من الثلاثة الذين هاجموه السبت الماضي وأنه وجدهم سابقا من ضمن العاملين في أمن أمانة العاصمة عندما كان معتقلا فيه. وتحدث صادق لصحيفة «الاهالي» عن الاعتداء الأخير الذي تعرض له، بقوله: فوجئت بأحدهم يدقني بقوة سقطت بعدها على الأرض، ثم أتبع ذلك بالإمساك بي من الخلف وقد عطف أرجلي إلى أرجله بحركة لا يجيدها إلا متدرب. خاطبني الآخر: أفتح فمك، صرخت فوجه لي طعنة في الجانب الأيسر من فمي، وأخرى في الجانب الأيمن، وثالثة في أسفل البطن، والرابعة شرطة في لساني، ثم لاذوا بالفرار. وكان تم اعتقاله في شهر يونيو من العام المنصرم، وقضى في سجن جمال جميل بالتحرير شهرين تعرض فيها لأبشع أصناف التعذيب حد تعبيره. وقال إنهم أطلقوا سراحه بعد أن تعهد للضباط الذين عذبوه أنه لن يتحدث عما حدث، لكنه تقدم ببلاغ إلى هود. ونشير في هذا الصدد إلى أن المعتقلين يعيشون مأساة وأسرهم كذلك يعيشون مأساة وأسوأ منها أن تفجع الأسرة بفقد عائلها، وكانت تأمل خروجه كما حدث مع أسرة الشيخ ناجي السبعي الذي تفاجأت الأسرة بدعوتها لاستلام الجثمان.