أصبح عبد الله على وشك الجنون بعد أن سمع من زميله بأن سعر البترول وصل إلى 42000 الف ريال فجأة بدون سبب، في هذه الحال سيكون مضطرا لرفع سعر الإيجار إلى 200 ريال للراكب وهو ما لا يتقبله المواطنون بسهولة خصوصا في ظل هذه الأوضاع. تعيش العاصمة صنعاء أسوأ أيامها على الإطلاق بسبب انعدام المشتقات النفطية في توجه حوثي واضح لإغراق صنعاء في الأزمات، واستخدام المواطن كورقة ضغط على الأممالمتحدة، كما يتضح في إعلامها ويظهر في تصرفاتها وسياساتها. يقول سائق الباص عبد الله " لقد تحول الروتين اليومي لنا إلى رحلة للبحث عن أسطوانة الغاز أو دبة بترول واللهث وراء اللقمة التي تمنعنا من الموت، رغم ان الموت أصبح أفضل بكثير من هذه الحياة ولكن أطفالنا لا ذنب لهم". وتجاوز سعر أسطوانة الغاز الواحدة من الغاز، عتبة ال 20 ألف ريال، بينما تجاوز سعر الدبة "البترول" سعة العشرين لتراً، حاجز ال 40 ألف ريال. وحسب ما أكده مصدر في شركة الغاز نفسها، فإن هذه الأزمة مفتعلة تماما ولا مبرر لها، إذ قال إن إخفاء المشتقات النفطية إضافة إلى مادة الغاز المنزلي جاءت بعد تعليمات من المدعو محمد علي الحوثي. ومطلع الشهر الماضي قال نائب في برلمان صنعاء الانقلابية بأن خزانات الحديدة مليئة بالبترول لدرجة أنها لا تتسع لتفريغ الحاويات القادمة فيها، وحسب النائب فإن المتوفر في المخازن يكفي لإغراق صنعاء بالبترول لعدة أشهر.
سائقو الأجرة
وعن معاناة سائقي سيارات الأجرة الناتجة عن الأزمة المفتعلة، يقول سائق يدعى عبدالكريم:" لم يعد العمل يسد أبسط حاجاتنا المعيشية الله ينتقم منهم جعلوا حياتنا سوداء مظلمة". ويقول سائق اخر يدعى عمر:" الحرب في اوكرانيا والازمة عندنا. هذه الجماعة الفاشلة الحاقدة تريد فرض عقاب جماعي على المواطنين لأنهم يعتقدون بأن الشعب خذلهم في الجبهات ولم يلتحق بصفوفهم". ولفت عمر أن السوق السوداء لم تتوقف في بيع المشتقات النفطية وبأسعار تتزايد كل يوم، كما أن المليشيا تريد أن مضاعفة الإيرادات لتعويض خسائرها وتغطية نفقاتها سواء في التحشيد والتنقل في المحافظات المجاورة للتجنيد ومن ثم الزج بهم في جبهات القتال."
تخزين عشوائي إلى ذلك تؤكد مصادر بأن قيادات جماعة الحوثي والتي يعرف الجميع بأنها تتحكم بالمشتقات النفطية، تعمل على تخزين البترول والغاز بكميات كبيرة عبر طرق عشوائية تنذر بحدوث كوارث مدمرة وهو ما يهدد حياة الأهالي. وأوضحت المصادر أن معظم المشرفين الحوثيين لديهم خزانات أرضية واسعة تم ملؤها بمادتي البترول والديزل، وذلك في منازلهم التي تقع عادة في الأحياء المكتظة بالسكان أو في العمارات والمباني التي استولوا عليها. يضاف إلى ذلك الدور الرئيسي التي بات يلعبه الحوثيون في استيراد المشتقات النفطية عبر شركات تابعة لهم انشأوها حديثا، أو من خلال محاصصة الشركات المستوردة له من الغرف التجارية المعروفة، والذي يدر عليها المليارات الطائلة.
إلى متى؟!!! ويحدثنا السائق "نصر " قائلا: "أزمة البترول والغاز وما سببته من غلاء وضيق زادت من هموم المواطن المغلوب على أمره، وما تردده الميليشيات من حجج للغلاء على أنها أزمة عالمية كذب وخداع من ناس لا يخافون الله، حياتنا أصبحت سلسلة من الازمات كلما انتهت أزمة عادت مرة أخرى لتنهي على ما تبقى لنا من أمل في انتهاء المعاناة التي نعيشها". ويضيف: "سيارتي الأجرة التي هي مصدر دخلي الوحيد واقفة أمام بيتي منذ أكثر من أسبوع بسبب انعدام البترول، وكل يوم جارنا الحوثي يسرح ويمرح بسياراتهم الأربع في الشوارع وهم مطمئنين ان البترول لديهم مليان، إلى متى هذا العذاب؟". وحوّلت ميليشيات الحوثي شركة النفط الحكومية إلى إقطاعية تعمل لصالحها في الوقت الذي تذرف الدموع فيه من ما تسميه بالحصار، في حين أنه لم تنقطع عنها المشتقات النفطية والمساعدات والأموال الطائلة يوما واحدا.