أقام الآلاف من أبناء مديريات وصاب وعتمة ومحافظة ريمة وسكان منطقة الحصبة ومتضامين من مختلف محافظات الجمهورية صلاة الجمعة يوم أمس أمام قوات النجدة في الحصبة في جمعة أطلقوا عليها جمعة "النجدة من النجدة " مؤكدين على مواصلة اعتصامهم حتى يتم تسليم قتلة عبد الحميد الوصابي إلى العدالة. وكان أفراد من قوات النجدة قد أقدموا على قتل عبد الحميد الذي يعمل تاجر بيع هواتف نقاله بعد أن رفض تسليمهم ما بحوزته من مبالغ نقدية كبيرة وهواتف نقاله على بعد بضعة أمتار من بوابة النجدة. وقد رفع المعتصمون شعارات أشارت إلى أن هناك من يشوهون هذه المؤسسة الوطنية التي يفترض أن تعمل على حماية المواطنين وتأمينهم، مشيرين إلى أن هناك قيادات تعمل على التستر على الجناة وعدم تسليمهم إلى يد العدالة. وقد أكد خطيب الجمعة إلى أنه سيتم عقد الجمع القادمة في نفس المكان وأن قضية مقتل عبد الحميد قضية وطن ليست محصورة على فئة من الناس أو على منطقة دون أخرى، بل القضية التي كشفت أن هناك مجرمين داخل هذه المؤسسة الوطنية، يعملون على تشويه هذه المؤسسة والإضرار بأمن الوطن. وناشد خطيب الجمعة وزيرة الداخلية واللجنة العسكرية ومبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر إلى التدخل الفوري من أجل تسليم المجرمين إلى العدالة ووضع حد لمثل هذه الجرائم المروعة. وقال أحد المعتصمين أمام مقر النجدة في الحصبة" من المفارقات العجيبة والنادرة أن يتحول أفراد قوات النجدة إلى قطاع طرق، بدلا من إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وتأمين الطرقات." وأضاف "مطالبنا واضحة وبسيطة، لا تحتاج إلى مبادرة خليجية أو تدخل من جمال بن عمر أو غيره، إننا لا نطالب بإقالة قائد قوات النجدة أو المسؤولين الفاسدين في النجدة أو غير ذلك، بل نطالب فقط بتسليم مجرمين وقطاع طرق إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل". وعلق عدنان محمد،أحد المعتصمين" من البديهي أن يكون الجناة من الجنود المناوبين في المكان، لكن عدم تسليمهم للعدالة يثير الريبة والشكوك، والقضية لا تحتاج إلى مماطلة وتسويف، لقد ارتكبوا جريمة تهز المشاعر وتجعل الجميع يتوجسون من الأشخاص الذي يفترض أن يكونوا مصدرا للطمأنينة والأمن." وتحدث الكثير من أبناء حي الحصبة أنهم تعرضوا لأعمال سلب ونهب وانتهاكات من قبل أفراد النجدة، مشيرين أن هناك عصابات داخل هذه المؤسسة الأمنية اعتادت على ممارسات أبشع الجرائم بحق السكان. وقال أحد سكان الحصبة، محمد سعيد "إن مماطلة النجدة إلى اليوم في تسليم الجناة إلى القضاء يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها، إذ أن تسليم الجناة قد يؤدي إلى ظهور فضائح وجرائم ارتكبتها قوات النجدة في الحصبة وإلى تورط مسؤلين كبار في النجدة في تلك الأعمال." وأضاف قائلا" إن تلك العصابات كانت تمارس عمليات السرق والسطو وأن كثيرين ممن كانوا يرتادون سوق الحصبة تعرضوا لسرقة تلفوناتهم أو أموالهم، وقد تم إبلاغ الجهات الأمنية بذلك، لكن العصابة واصلت عملياتها، وهو ما يشير بشكل واضح إلى أن هناك تواطؤ مع هذه العصابة وغض الطرف عنها." وأشار عبدالله العباسي، أحد المتضامنين مع أسرة القتيل" اقتصرت عمليات هذه العصابات في السابق على سرقة التلفونات والأموال، لكنها تطورت في الفترة الأخيرة إلى ارتكاب عمليات إجرامية كبيرة، مستغلين الانفلات الأمني الذي شهدته المنطقة في الأيام الماضية، حيث كانوا يقترفون جرائم كبيرة ومن ثم يتم نسبها إلى الاشتباكات بين قوات الأمن و أتباع الأحمر." وأكد أحد أقارب عبد الحميد أنه رفض إعطاء ما في جعبته من مال وتلفونات للجنود ودخل في عراك معهم، فباشروا إطلاق النار عليه وظلت جثته متروكة على بعد بضعة أمتار من بوابة النجدة. وأضاف: «حتى بعد أن أطلقوا النار عليه،منعوا أي شخص حاول إنقاذه، وظل ينزف حتى فارق الحياة صباح الجمعة." ويطالب المعتصمون الجهات الحكومية والمنظمات الحقوقية بتسليم الجناة إلى العدالة مشددين على أنهم سيصعدون في مطالبهم إلى أن يتم تطبيق القانون على الجناة. وناشدوا جميع المنظمات ووسائل الإعلام وأعضاء مجلس النواب إلى التفاعل والتضامن معهم، مشيرين إلى أن عدم وضع حد لمثل هذه الممارسات، سيقود إلى تمادي مثل هذه العصابات في ارتكاب مزيد من الجرائم و القتل. وتضامن عدد من أعضاء مجلس النواب وضباط وشخصيات اجتماعية يوم السبت المنصرم مع المعتصمين أمام مقر شرطة النجدة في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء على خلفية القضية ذاتها. ويبلغ عبد الحميد الوصابي 24 عاما، متزوج، ولديه 3 أطفال، ويعمل في محل بيع الهواتف النقالة في شارع القيادة بالعاصمة صنعاء. الجدير ذكره أن أفراد من شرطة النجدة كانوا قد اتهموا قائد النجدة، محمد عبدالله القوسي، بالغرق في الفساد وحرمانهم من كافة المستحقات والمكافئات والعلاوات. وكان الجنود قد نظموا عدة اعتصامات وقطعوا أحد أهم شوارع العاصمة صنعاء ، شارع تعز، لكن قوات مكافحة الشغب وقوات الأمن المركزي هرعت إلى المكان وأطلقت النار على سيارات النجدة وفرقت المعتصمين. وتحدثت تقارير إخبارية حينها أن اللواء القوسي الذي تربطه علاقة مصاهرة مع عائلة صالح استقدام بلاطجة بقيادة عبد الحميد القوسي وماجد ناجي القوسي للاعتداء على اعتصام النجدة في شارع تعز.