أدلى شباب الثورة اليمنية السلمية بأصواتهم لمرشح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن خلال الفترة الانتقالية، مؤكدين في السياق ذاته على البقاء في الساحات حتى تحقيق كافة أهداف الثورة السلمية. ساحة التغيير بصنعاء وهي أكبر ساحة الثورة اليمنية، شهدت حشوداً عظيمة منذ الصباح الباكر، أمام مراكز الاقتراع ، وسط اندهاش من المراقبين واللجان الانتخابية ، وفي الساعة العاشرة صباحاً كانت عدد من اللجان قد أمتلئت صناديقها . وقال محمد علي مسؤول في اللجان الانتخابية إن الحشد والعدد فاق التوقعات، حيث أمتلئت الصناديق بحلول العاشرة صباحاً ، و ضل الألآف منتظرين خارج اللجان حتى تم إحضار صناديق وبطائق اقتراع جديدة . وأوضح أن المئات من شباب الثورة هم في طليعة المشرفين ورؤساء اللجان الانتخابية . الناشطة والقيادية في الثورة توكل كرمان طافت بخيام ساحة التغيير داعيةًً إلى المشاركة الفاعلة في ما وصفته ب " اليوم الثوري بامتياز "، وتحقيق أولى أهداف الثورة اليمنية المتمثل في إزالة حكم صالح العائلي إلى الأبد بانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا جديدا لليمن. وانتخبت توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام ، مع وزير الإعلام الثائر علي العمراني في ساحة التغيير بجامعة صنعاء ، للتعبير على أن الثورة ستستمر حتى تحقيق كامل الأهداف . من جانبها شكرت اللجنة التنظيمية للثورة الشعب اليمني على التصويت على إنجاز الهدف الأول للثورة ورحيل صالح، وأعلنت أن الثورة ستستمر حتى تحقيق كامل الأهداف . وليد العماري (35 عاما) وهو من القياديين في صفوف الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء، قال إن " ما تم تحقيقه من خلال الاتفاق السياسي لانتقال السلطة هو أقل من طموحاتنا. سنتابع اعتصامنا حتى سقوط جميع رموز نظام علي عبد الله صالح، خصوصا داخل الجيش ". ولفت العماري في تصريح سابق ل " الشرق الأوسط" إلى أن أقرباء صالح ما زالوا يتحكمون بمناصب حساسة في المنظومة العسكرية والأمنية في البلاد. وقال الطالب في كلية الطب حمزة كمالي (27 عاما) من ساحة التغيير لوكالة الصحافة الفرنسية، إن " الاتفاق السياسي سمح بتجنب الحرب الأهلية في اليمن، فعلى عكس تونس ومصر، حيث قام الجيش بإزاحة النظام، عندنا الجيش متصل بالنظام". ويؤكد شباب الثورة على البقاء في الساحات حتى تحقيق كافة أهداف الثورة التي خرجوا من أجلها وضحوا في سبيلها يقول العماري " نحن نطالب بإقامة دولة مدنية تقوم على مؤسسات حديثة وبإعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية، وبقضاء مستقل وبنظام تعليمي ناجح وبإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد ". وقالت الطالبة والناشطة ماجدة الصبري، إن " ما تحقق لم يلبي كل طموحاتنا، فطموحاتنا أكبر بكثير، لكننا بدأنا اليوم بخطوة مهمة في الطريق الطويل".