نفى ائتلاف "اللقاء المشترك"، الشريك في الائتلاف الحاكم في اليمن، أمس الاثنين، أن يكون قدم، للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، 12 شرطا - على رأسها إقالة الرئيس السابق علي عبد الله صالح من رئاسة حزبه، المؤتمر الشعبي العام - قبل عقد مؤتمر الحوار الوطني، الذي ينص عليه اتفاق "المبادرة الخليجية" لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ أكثر من عام. وقال القيادي البارز في "اللقاء المشترك"، محمد قحطان، ل"الاتحاد الإماراتية ": لحزب المؤتمر الحق الدستوري والقانوني في اختيار صالح رئيسا له"، نافيا الأنباء التي تحدثت عن تقديم أحزاب المشترك 12 شرطا على الرئيس الانتقالي هادي، منها إبعاد الرئيس السابق عن قيادة حزبه، وإزاحة القادة العسكريين المشاركين في الأزمة السياسية، المتفاقمة منذ منتصف يناير 2011 على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإسقاط النظام الحاكم.
وأضاف: " ليس هناك شروط.. إنما هي أفكار طرحت على الرئيس هادي، كمتطلبات للعمل السياسي، نرى أنها ضرورية"، معتبرا أن بقاء صالح على رئاسة حزبه، الذي أسسه في العام 1982، "سيخل بالوفاق الوطني" بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وائتلاف "اللقاء المشترك" وشركائه، الطرفان الموقعان على اتفاق "المبادرة الخليجية" في 23 نوفمبر الماضي بالعاصمة السعودية الرياض.
وقال: "لا يمكن أن يتم الحوار الوطني برئاسة صالح"، الذي حكم اليمن قرابة 34 عاما، لافتا إلى أن بقاء الرئيس السابق على رئاسة حزبه خلال المرحلة الانتقالية "سيغير" القواعد الحالية للوفاق الوطني، بحيث "يتم تشكيل الحكومة والمؤسسات الحكومية على أسس جديدة".
وأوضح قحطان أن الوفاق الوطني "لن يكون بين (المؤتمر) وحلفائه و(المشترك) وشركائه، فربما سيتم تشكيل كتلة جديدة للوفاق"، مشيرا إلى أن الكتلة الجديدة للوفاق الوطني "قد تضم" أقطاب المعارضة اليمنية في الخارج، وقادة المعارضة الجديدة في الداخل، كجماعة الحوثي المسلحة في الشمال، وقوى "الحراك الجنوبي.
وكانت واشنطن، شددت الليلة قبل الماضية، على ضرورة "تعاون جميع القوى السياسية اليمنية، في تنفيذ بنود المرحلة الثانية من عملية نقل السلطة، والتي تتضمن عقد مؤتمر وطني للحوار الشامل، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية، التي يسيطر أقارب الرئيس اليمني السابق على أهم مفاصلها.
وشدد مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينيان، في اتصال هاتفي مع الرئيس الانتقالي هادي، على ضرورة "مواجهة كافة التحديات والإشكاليات بالطرق السلمية، وبحيث لا يسمح لأحد تعطيل المسار الذي اتفق عليه المجتمع الدولي"، بشأن عملية نقل السلطة في اليمن، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأشار برينيان، الذي زار العاصمة صنعاء الشهر الماضي، إلى أن المجتمع الدولي "حريص على امن واستقرار ووحدة اليمن انطلاقا من كون أي خيار آخر يؤثر على أمنه واستقراره سيكون تأثيره سلبيا" محليا وإقليميا ودوليا. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، وصل مساء الأحد، إلى صنعاء، في زيارة رسمية لليمن تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها الرئيس هادي وعددا من قيادات الأحزاب السياسية والشبابية ومنظمات مجتمع مدني. وأبلغ السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، أمس الاثنين، وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، أن بلاده مهتمة "بالمضي بالعملية السياسية في اليمن"، وفق بنود آلية المبادرة الخليجية.