اختتمت الدورة التدريبية حول "آليات التأييد والمناصرة لوصول المرأة لمواقع صنع القرار" ضمن مشروع "مناصرة الكوتا 30% بالشراكة مع مشروع "استجابة" الممول من الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية (USAID)، والذي تنظمها مركز المرأة للبحوث والتدريب على مدى ثلاثة أيام 17-19/أبريل/2012م، في رحاب جامعة صنعاء. وفي فعالية افتتاح الدورة استهلت الدكتورة/ هدى علي علوي رئيس مركز المرأة للبحوث والتدريب كلمتها بالترحيب بالحاضرين والمشاركين في هذه الدورة، وشرح مختصر للأهداف المرجو تحقيقها خلال مدة الدورة، إلى جانب ذلك استعرضت محاور الدورة التي يتم من خلالها خلق آليات ومجالات مناصرة للمرأة اليمنية، متمنيةً للمشاركين الاستفادة من هذه الدورة والتي سوف يعقبها دورات لاحقة في إطار مشروع "مناصرة الكوتا". وتحدثت أ. إلهام الكبسي عن المناصرة للمرأة اليمنية في ظل التحولات التي تشهدها بلادنا وإيجاد آلية مشتركة لإيجاد المناصرة الفعلية من خلال الأنشطة والندوات والدورات التدريبية والحملات الإعلامية..وغيرها، كما استعرضت في كلمتها خصائص ومراحل واستراتيجيات المناصرة وضرورة تكثيف الجهود التي تصب في نفس الموضوع. بعد ذلك انتقل المشاركون إلى الجانب التدريبي مبتدئين بنشاط ذهني وتعريفي وتقسيم المشاركين إلى مجموعات. وفي الورقة التي قدمها أ.د. فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء والخبير في مجال المجتمع المدني وحقوق الإنسان حول آليات ومجالات مناصرة المرأة اليمنية تناولت التعريف بالمواثيق الدولية كالإعلان العالمي، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والاتفاقية الدولية الخاصة بمنع جميع أشكال التميز ضد المرأة، بشكل عام والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن، كالصكوك الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمرأة، إلى جانب ذلك استعرضت الورقة الخصوصية والعالمية في حقوق الإنسان (المفهوم والمجالات والتشريعات والمعوقات ..الخ)، وكذا طرح التساؤلات حول الوضع الحالي للمرأة وموقف الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني منها وما مدى جدية تلك المؤسسات التعاطي مع مشروع مناصرة الكوتا والإسهام الحقيقي والفعال في برامجهم المؤسسية. على ضوء تلك الورقة أجرى المتدربون بمداخلات حول موضوع المناصرة وإمكانية تطبيقه وإدخاله ضمن التشريعات اليمنية بحلول المؤتمر الوطني المرتقب في الأيام القادمة والذي طرح في المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها. وفي اليوم التالي تحدث أ.د. فؤاد الصلاحي عن التحديات السياسية في مشاركة المرأة وإشكالية وصولها لمراكز صنع القرار مستعرضاً مجمل التحديات والمعوقات وأبرزها مشاركة المرأة في العمل السياسي كما عكستها الانتخابات المحلية، والمعوقات المرتبطة بالعوامل الذاتية، إضافة إلى ذكر بعض المعوقات الأخرى التي يمكن أن تشل حركتها في العمل السياسي ككل. كما تحدث الصلاحي عن النظام الانتخابي الملائم للكوتا، والتنمية المستدامة كأفضل سياق لمناصرة المرأة وأهمية دور الإعلام في هذا المجال مختتماً حديثة عن ضرورة خلق ثقافة عامة مساندة ومناصرة للمرأة من خلال تجديد الخطاب الديني، وخلق وعي مستنير لدى الدعاة بأهمية مناصرة المرأة واعتماد خطاباً مستنيراً تجاه قضايا المرأة، مشدداً على ضرورة وضع رؤية عقلانية تجاه دور المرأة وفاعليتها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بالاستناد إلى دعائم نصية تسند هذه الرؤى. يلي ذلك تحدث الأستاذ/ عبدالسلام المحطوري المدير العام لمكتب لجنة الشؤون المالية بمجلس النواب في ورقته المقدمة لهذه الدورة عن "الكوتا وتطبيقاتها في النظم الانتخابية" واستعرضت الورقة النشأة والمفهوم، واستعرض مبدأ الكوتا في نظر المعارضين والمؤيدين وكذا العوامل المشتركة بينهما، ومن ثم الانتقال إلى النظم الانتخابية وأنواعها وكذا أهميتها، واستعرض المحطوري بعض النماذج من تطبيقات نظام الكوتا في كلاً من فرنسا، والمغرب، والأردن، والسودان، والعراق، ومصر. مشدداً في الختام على أهمية تحويل ما تبنته الأحزاب السياسية اليمنية في برامجها الانتخابية السابقة، وما ضمنته الدولة والحكومات في خططها إلى واقع ملموس وذلك من خلال تبني نظام الكوتا في مواد الدستور بنسبة لا تقل عن 15% من عدد أعضاء مجلس النواب الحالي، واعتماد نظام القائمة النسبية باعتبار أنه يشكل الضمان الأكثر جدية لوصول النساء إلى البرلمان والمجالس المحلية على حد سواء. وفي ختام الدورة تطرق أ.د. الصلاحي عن الآليات المناصرة للكوتا "التنمية المستدامة كأفضل سبيل لمناصرة المرأة ودور الإعلام (الرسمي، والأهلي) وأهميته في هذا المجال وضرورة تحديد طبيعة المرأة في الرؤية الإعلامية، مؤكداً على أهمية التنسيق المستمر مع وسائل الإعلام المختلفة واستهداف الإعلاميين في برامج التدريب والتوعية عبر مجموعات متعددة وفقاً لخطة لمدة عام على الأقل. واستعرضت الدكتورة/ هدى علوي مدير مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن في كلمتها الختامية التي عبرت من خلالها عن شكرها وتقديرها لكل المناصرين لقضايا المرأة، وكذلك القائمين على التنسيق والإعداد والتحضير لهذه الدورة.