الثلاثاء، وجد "عمال اليمن" أنفسهم في مهب الاحتفاء بعيدهم العالمي، لكن دونما استيراد حرفي أو حتى مشابه هذه المرة، لأيٍ من طقوس العيد عند سائر عمال العالم. ففي حين تبدو كل الطرائق والطقوس مغايرة كليةً، لما يحدث في دول العالم اليوم، كانت مطالبات العمال اليمنيين في احتفائهم الذي وافق الأول من مايو الحالي، تبدو كما لو أنها غريبة، أو أنها فعلاً، تبدو باعثة على الشفقة والإنسانية والألم. span lang="AR-YE" style="font-size:12.0pt; font-family:" simplified="" arabic";mso-ascii-font-family:"times="" new="" roman";="" mso-hansi-font-family:"times="" roman";mso-bidi-language:ar-ye"=""عمال اليمن، لا يزالون حتى اللحظة، ينفضون عنهم غبار البطالة الإجبارية بفعل الأزمات التي خلفتها طموحات شخصية لئيمة، وقفت بكل غباء، في وجه "ثورة الشباب" ذات الأهداف الإنسانية والوطنية النبيلة.. العمال اليمنيون الذين طالما احتضنتهم بكل قسوة وقهر، أرصفة البطالة طوال السنوات الماضية، تجدهم الآن، مشردين في كل مكان، باحثين عن أملهم في أدراج الحياة البائسة، لا يستريح لهم بال في عمل أو في إجازة، أو بالأحرى، لا يفرقون بين ما هو عيد لتجديد الشعور بالأمل في الحياة السعيدة والتحفز لمزيد من الإبداع والإنجاز والتطوير، وبين ما هو تسريح إجباري بسبب تعنت رب العمل، وربما بسبب تعاسة قدرهم في أحضان دولة تحتضنها الإشكالات والقوانين المهزوزة.