تحولت محافظة إب، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، إلى مسرح يومي لانتهاكات جسيمة تطال الحقوق والحريات العامة والخاصة، وسط رفض شعبي متكرر، وقمع متواصل لكل أشكال المقاومة المجتمعية. وكشفت منظمة "رصد" للحقوق والحريات عن حجم مروّع للجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا بحق المواطنين خلال العام 2024، رغم القبضة الأمنية المشددة وعمليات الترهيب التي تطال الضحايا وذويهم لمنعهم من الإبلاغ أو التوثيق. 2215 انتهاكا قالت المنظمة إن محافظة إب شهدت خلال العام الماضي 2215 انتهاكًا وجريمة متنوّعة طالت مختلف الفئات والمناطق، توزعت بين القتل، والإصابات، والاختطافات، والجبايات، والتعذيب، والسطو، والنهب، واقتحام المدارس والمساجد، وعمليات الدهس بأطقم المليشيا، وغيرها من الجرائم التي جعلت من إب "عاصمة للانتهاكات الحوثية". وسجّل التقرير 237 حالة قتل وإصابة، منها 121 حالة قتل و116 إصابة، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، معظمها ناتجة عن فوضى السلاح أو صراعات داخلية بين أجنحة المليشيا، أو جرائم ناتجة عن نزاعات أراضٍ تغذيها الجماعة، وسط انهيار أمني شامل وتساهل متعمّد في محاسبة الجناة. ورصد التقرير اختطاف 381 شخصًا بينهم أطفال، تعرض كثير منهم لتعذيب جسدي ونفسي مروّع داخل سجون المليشيا، وسُجلت 8 حالات تعذيب موثقة، بينها حالات وفاة داخل المعتقلات. وأشار التقرير إلى أن المليشيا تستخدم المختطفين كورقة للابتزاز المالي، وترفض الإفراج عنهم إلا مقابل فدى مالية. ووثقت "رصد" 14 جريمة اقتحام لمؤسسات عامة وخاصة ومنازل، و6 حالات نهب، و26 واقعة سطو، إلى جانب 8 حالات سرقة سيارات و37 عملية سرقة استهدفت منازل ومحلات وممتلكات خاصة. كما سجلت 10 انتهاكات طالت المساجد، تمثلت في استهداف دور التحفيظ ومصليات النساء، وتغيير الأئمة والخطباء لنشر خطاب المليشيا الطائفي. وبحسب التقرير، فرضت المليشيا 422 جباية وإتاوة خلال العام، استهدفت التجار والمواطنين والطلاب، مستخدمة أساليب التهديد والابتزاز، مما أدى إلى إنهاك السوق المحلية وتدهور الوضع الاقتصادي للمواطنين. عنف أسري وانتحارات وسجل التقرير 22 حالة عنف أسري، و16 حالة انتحار أغلبها مرتبطة بتردي الأوضاع المعيشية، فضلاً عن انتشار ثقافة العنف بفعل ممارسات الجماعة والإفلات من العقاب. كما كشف التقرير عن انتهاكات واسعة في قطاع التعليم، تمثلت في تحويل المدارس والجامعات إلى منصات لنشر الفكر الحوثي وإقامة فعاليات طائفية. لفت التقرير إلى معاناة مرضى الفشل الكلوي جراء توقف قسم الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة بإب، ما تسبب بكوارث إنسانية، إلى جانب نهب المساعدات الإغاثية المقدّمة من المنظمات، وتحويلها لخدمة مشاريع الجماعة وأتباعها. وطالبت منظمة "رصد" المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالضغط على مليشيا الحوثي لوقف جرائمها، داعية المنظمات الدولية إلى زيارة السجون والاطلاع على حجم الانتهاكات، والتحرك لحماية المدنيين، وفقًا للاتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.