قال الصحفي عبد الخالق عمران "المحرر من سجون مليشيا الحوثي" إن الجماعة جعلت من التعذيب سياسة ممنهجة وطقساً عقائدياً لإرهاب اليمنيين وكسر إرادتهم، مؤكداً أن كل من يشكل حاملاً للوعي الجمهوري والوطني أصبح هدفاً لقمعها، من صحفيين وأكاديميين إلى سياسيين وخطباء. وأوضح عمران، في مقابلة تلفزيونية على قناة "اليمن اليوم"، أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وصف الصحفيين بأنهم أخطر من المقاتلين، ما شكّل ضوءاً أخضر لاستهدافهم، لافتاً إلى أن قيادات حوثية اعتبرت تعذيب الصحفيين "تقرباً إلى الله". وأضاف: "قضيت ثماني سنوات في سجون الحوثيين، وتعرضنا لتعذيب هدفه كسر النفس لا انتزاع اعترافات، وشاهدنا كيف يُمارس التعذيب ويُصوّر بكاميرات تُرسل للقيادات". وأكد أن الجماعة دمرت الإعلام، وهجّرت الصحفيين، وأعادت تشكيل المجتمع على أسس سلالية وطائفية، معتبراً أن مشروعها يحمل بذور فنائه الداخلي بسبب التناقضات والصراعات. وانتقد عمران محاولات إعادة تأهيل قادة التعذيب للمشاركة في مفاوضات السلام، واصفاً ذلك بخيانة للضحايا، داعياً إلى ملاحقة الجناة قانونياً وتحويل الشهادات إلى ملفات قابلة للتقاضي. وأشار إلى أن المليشيا كانت تنادي المختطفين ب"الكفار"، وتبرر تعذيبهم بأنه عبادة، مستذكراً واقعة رفض المحقق منحه مصحفاً بالقول: "دخلتم بعقول مليئة بالعلم.. ونحن نريد تفريغها". وفي ختام حديثه، دعا عمران إلى توحيد الصف الجمهوري وإنهاء تشرذمه، موجهاً رسالة إلى زملائه المختطفين: "اصبروا، فالنصر قادم، وسنفتح باب الزنزانة الأخيرة معاً".