لا يزال الشعب يعيش آلام ما خلفه النظام العائلي البائد، ومما يعاني منه اليوم الاستهداف المستمر لأبراج الكهرباء في منطقة الجدعان. وتزايدت تلك الاعتداءات في الاشهر الاخيرة من العام المنصرم ومع مطلع العام الجاري على ابراج الكهرباء التي تمر في منطقة الجدعان لتغذي أغلب محافظات اليمن. وبلغ ما يقارب عن 144 اعتداء ما ان ينقطع التيار الكهرباء في أي بقعة على أرض اليمن إلا وكان للجدعان مأرب الحظ الوافر من الدعوات وربما اللعنات وألفاظ أخرى كل بحسب أخلاقة فكان للجدعان النصيب الأكبر في زيارة معاناة أبناء اليمن خلال سنة كاملة حتى قال القائل من لم يقتل على خط مأرب بطلقات نيران أبنائها يتبعه الموت عن طريق الكهرباء, الجدعان التي رسمت لنفسها صورة قاتمة السواد في ذاكرة الإنسان اليمني دون تمييز من خلال استهداف أبراج الكهرباء في مناطقها رغم أن هذا الفعل يقدح في أخلاق وأعراف القبيلة ويؤرق كل اليمنيين. وقفنا على أعتاب هذه المشكلة فلم نستطع إلا الولوج للتعرف عن أسباب تلك الظاهرة الدخيلة والمخلة بالقيم الإنسانية التي تؤمن بالمنطق والحوار والعقلانية فوجنا أن الأسباب الحقيقية لاستهداف أبراج الكهرباء بحسب مجموعة من آراء وأطروحات أبناء مأرب وقبائل الجدعان خاصة التي يستهدف أبراج الكهرباء على ترابها الذي مزج كثيراً وعبر التاريخ با الأمان "إلا ما ندر مؤخرا" وكان من الأسباب كما يرى الشيخ ناجي شرهان أحد مشائخ قبائل "آل شنان الجدعان "يرى أن السبب يعود إلى استكبار السلطة عن الاستماع لمن كان له مطلب مع أنه لا يرى السبب يرقى إلى الاستهداف كما ان تجاهل المديريات والمحافظة بشكل عام من توصيل التيار الكهربائي يعد أحد الأسباب وفي معرض حديثه يرى أن البطالة التي يعاني منها أبناء مأرب ربما تكن أحد الأسباب للقيام بتلك الأعمال التخريبية و يرى أيضا أن من ضمن الأسباب أن القبيلة لم تود الدور الذي يجب أن تؤديه. بينما يرى الشيخ محمد علي الأعرج أنه ربما تكون هناك أيادي خفية أو تنظيمات سياسية ضالعة في عملية الاستهداف بطريقة أو بأخرى. واعتبر علي سعيد دواس أحد وجهاء الجدعان "فخذ آل شقراء " أن المستهدفين من بقايا النظام يعرفهم أبناء الجدعان بالاسم وأن المساومات من قبل بعض الجهات مع بعض المخربين وحصولهم على مبلغ مالي يدفع البعض الأخر إلى نفس الممارسة لاستجلاب المال. أما مرضي سعيد عميسان يرى الأسباب أن الجهات الأمنية لم تقم بدورها رغم ان بعض من يستهدف الأبراج يتجول وبكل أريحية في أرجاء المحافظة ولم يتم ضبطهم ' وأن العناصر التي تدفع إلى الاستهداف هي من بقايا النظام السابق وآخرين مدفوعين من شخصيات في الدولة لأغراض مختلفة. أما الشيخ ربيش مسمار أيد ما قالة الشيخ مرضي بأن المخربين من بقايا النظام السابق وموظفين في أجهزة الدولة. ولهم رواتب تصل شهرياً. أحمد صالح الشدادي أحد وجهاء المنطقة يرى أن وراء عملية استهداف أبراج الكهرباء دوافع مادية وكذلك غياب دور الأجهزة القضائية والأمنية التي تعمل على محاسبة المسئ وتشجع الملتزم والصالح واعتبر ايضاَ أن وراء تلك العمليات التخربية هم من تبقى من النظام يهدفون خلالها إلى إرباك حكومة الوفاق وافشالها عن طريق عناصر مأجورة بدراهم معدودة. فيما لايختلف رأي الأستاذ محمد البحري مع من سبق والتقينا بهم عن أسباب تلك الأعمال التخريبية والتي اعتبر بقايا النظام هي التي تدفع بتلك العناصر إلى استهداف أبراج الكهرباء حتى لا يستقر الوضع للحكومة الجديدة مؤكداً على أن النظام السابق من صنع تلك الثقافة لدى المجتمع من خلال استرضاء من يقوم بمثل هذه العمليات التخريبية حتى أصبحت تلك العناصر ترى أن التخريب حق من حقوقهم المشروعة في استجلاب المال. وحتى لا ندع أمام القارئ الكريم المشكلة دون التفكير بحلول يمكن اتخاذها لايقاف تلك العمليات التخريبية التي يكتوي بنارها أبناء المجتمع اليمني وقفنا مع العديد من الشخصيات الاجتماعية والقبلية والمثقفين ووجهاء الجدعان كونهم أكثر من يدركون البيئة التي انطلق منها المخربون وما هي الحلول الرادعة التي يمكن أن تضع النقاط على الحرف للتتلاشي مثل هذه الظاهرة كان لنا وقفة للحل مع الشيخ محمد علي الأعرج والذي حدثنا عن حلول قبلية يعتقد أنها رادعة إذا صدقت النوايا وذلك من خلال توقيع وثيقة مع قيادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية بالمحافظة مفاد الوثيقة بالتعاون مع الجهات المذكورة بحماية المنشأة بما فيها أبراج الكهرباء والتخلي عن المخربين والمساهمة في تسليمهم للجهات الأمنية كما تمنى أن تقوم الأجهزة الأمنية بدورها وأن الدور تكاملي في الحماية بين القبائل والجهات الأمنية ودعا كافة مشائخ وأعيان القبائل إلى توقيع وثيقة بحماية أبراج الكهرباء كون التأخر عن التوقيع يكون بمثابة الضوء الأخضر للمخربين في الاستمرار في إعمالهم التخريبية. ناجي شرهان يرى الحل في توقيع وثيقة حماية لأبراج الكهرباء ووضع رادع قبلي أو امني جسيم وعلى كافة القبائل الحث على الحفاظ على الأبراج من أي استهداف ويرى أنه على الجهات الأمنية والسلطة المحلية في حل مشاكل المواطنين حتى لايلجأ البعض إلى استهداف أبراج الكهرباء. وأن تتداعى القبائل وتتعاهد على الحماية. ويرى علي سعيد دواس الحل أن تصدق نوايا القبائل وتوقع وثيقة حماية أبراج الكهرباء والوقوف الجاد في وجه المخربين. ويرى على أن الحل هو التشهير بكل من يستهدف الأبراج على وسائل الاعلام وتذكر المنطقة واسم شيخ المنطقة التي يتم استهداف أبراج الكهرباء فيها. بينما يؤكد مرضي عميسان على أن الحل الأمثل لردع المخربين هو قيام الجهات الأمنية بدورها بالإضافة إلى الدور القبلي المتمثل بالتوقيع على وثيقة الحماية من قبل كل مشائخ ووجهاء وأعيان الجدعان على وجه الخصوص. أما ربيش مسمار لايخالف رأي من سبقه في دعوة القبائل للتوقيع على وثيقة الحماية وقيام الدولة بالمهام المناطه بها. وأكد الأستاذ أحمد صالح الشدادي أن الحلول تكمن في ايجاد جزاء رادع لكل من يحاول المساس بالصالح العام كائناً من كان. وسن قوانين يتم الاتفاق عليها تكون رادعة. وأيضاً تغطية كافة مديريات المحافظة بالتيار الكهربائي معتبراً مديرية المحافظ "كالعيس في البيداء يقتلها الضماء والما ء فوق ظهورها محمول " كما دعا السلطة المحلية والأجهزة الأمنية إلى عدم تلبية مطالب المخربين حتى لا تكن مدعاة من فبل الآخرين لاستجلاب المال. وشدد الأستاذ محمد البحري على أن تفعيل مبدأ الثواب والعقاب المادي أو المعنوي يعد الحل الأمثل بالإضافة إلى تغطية كافة مديريات المحافظة بالتيار الكهربائي حتى إذا ما حدث استهداف لأبراج الكهرباء يتضرر أبناء مأرب مما يحملهم على استنكار وفضح وتعرية من يقوم بمثل تلك الأعمال وتسليمه للدولة للتصرف معه بحسب القانون. ونحن نتابع وسائل الإعلام التي تدين وبشدة ما يقوم به قبائل الجدعان من استهداف لأبراج الكهرباء وتنقل مآسي الناس في مختلف المحافظات جراء انقطاع التيار الكهرباء على خلفية تلك الاعتداءات التي تنبئ بأن أبناء تلك القبائل أجلاف تحجرت قلوبهم وخلت من العاطفة الإنسانية وإذا بنا نفاجأ بخبر الشيخ ربيش بن كعلان الذي ذرفت عيناه بالدمع عقب صلاة الجمعة بعد أن رفع المصحف الشريف بيده يسأل أبناء قبيلته لإنهاء مثل تلك الاعتداءات وفي خطوة سابقة لكافة فخوذ قبائل الجدعان أقدمت تلك القبائل على توقيع وثيقة حماية للأبراج الكهربائية بحضور مشائخ وأعيان تلك الفخوذ من القبائل ولم يتبق إلا قبيلة "آل سعيد " التي لم تقم إلى الآن بتوقيع أي وثيقة حماية أسوة ببقية فخوذ القبائل ويبقى التساؤل هنا هل هانت دموع شيخ قبيلة "آل سعيد "التي ذرفتها عيناه في المسجد على أبناء قبيلته وهو يسألهم إنهاء تلك العمليات التي تستهدف أبراج الكهرباء؟