قال الشيخ "عبد الله علي صعتر" أن التمزق مشروع استبدادي من باب ( فرق تسد ) ،وانه من المستحيل أن يستبد طاغية شغب متحد ، ولذا فلا بد أن يضرب هذا بذاك ويحيك المؤامرات بين مكونات الشعب . وقال الشيخ صعتر في خطبة جمعة "ارحلوا عن جيشنا" بساحة الحرية بدمت أن لا علاقة للوحدة بما حل بأحبتنا وإخواننا في المحافظات الجنوبية والشرقية من ظلم وإقصاء للكوادر الوطنية الكفؤة نتيجة الخلافات السياسية بين أقطاب الوحدة حيث تجد البعض منن يحملون الدكتوراه يقود سيارة أجرة أو تجد من يحمل رتبة اللواء ولا يستفاد من خبرته .. مضيفا وإذا كان هناك من نهب الأراضي في عدن والمكلا وغيرها فإن لا علاقة لذلك بالوحدة إطلاقا و إنما الأمر يتعلق بالاستبداد . وفيما قال الشيخ عبد الله صعتر أن الانفصال ليس حلا للمشكلات في الجنوب ولا يمكن له أن يكون حلا ؛ لأننا سبق وأن جربناه في الماضي وعانى شعبنا منه كثيرا حيث كان جيش الشمال في حدود الجنوب وجيش الجنوب في حدود الشمال ، وكانت الاغتيالات والتصفيات والصراعات ، وكان من يقتل في الشمال يهرب الجنوب والعكس انه سم ناقع حد قوله ، داعيا إلى تجربة العدل ودولة المؤسسات ويعود الحق إلى أهلة ويعوض من عانى من فترة الاستبداد بدلا من تطهير النجاسة بنجاسة أشد منها . وقال الشيخ صعتر أن المستبد فهم الوحدة بغير مفهومها العلمي فهي الوحدة عنده أن الأرض له وحدة فالجيش جيشه والأمن أمنه والمال ماله والدولة دولته والمواطنين عبيده وهذا هو المنطق الفرعوني الذي تحدث عنه القرآن الكريم ، فيما نفهم نحن الوحدة أن يكون هناك للبلاد جيش واحد بقيادة واحدة تتبع قيادة وزارة الدفاع ، والأولى بقيادة أي وحدة عسكرية تتبع الضباط وأقدمهم رتبة وأكثرهم خبرة وأعلاهم شهادة علمية عملا بقوله تعالى " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها .." ، بعكس الفهم العائلي الذي وزع الجيش والأمن كما توزع التركة - للذكر كحظ الانثيين - فأحمد له القوات الخاصة والحرس الجمهوري وعمار له الأمن القومي ويحيى له الأمن المركزي وخالد المشاة جبلي والأخ غير الشقيق له الطيران والدفاع الجوي تماما كما تورث التركة وتوزع الأموال والعقارات والمنازل وغيرها ، ويتعاملون مع الشعب كما لو انه مجموعة من الحيوانات. وقال صعتر أن الجيش هو جيش الشعب والأمن أمن الشعب والأمن انه أمن الشعب بكل أجهزته يتبع وزارة الداخلية ويخضع للدستور والقانون وقبلها لشرع الله فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته .. وأن من حق ابناء الشعب أن يتبوؤوا أعلى المناصب بالكفاءة والأمانة ، من أي محافظة كانوا أو مديرية ، لا فتا إلى أن هذه هي الوحدة التي نؤمن بها. وأكد بأن الدولة هي دولة الشعب وأن الشعب يختار رئيسه وحكومته متى شاء ويعزلهم متى شاء ، لأنهم بحسب قوله وكلاء وعمالا لديه كعامل العامل الأجرة مع صاحب العمل حين يعمل ويؤخذ أجرته ، مؤكدا بأن هؤلاء المسئولين ليسوا سوى عمال عند الشعب والشعب هو من يدفع رواتبهم . وقال أن من حق أي انسان تتوفر فيه الشروط القانونية والشرعية أن يكون رئيسا للبلاد ، وليس عندنا شرط أن يكون من عائلة أو كما يقولون من البطنين أو الظهرين فالكل سواسية ولا فرق بين هذا وذاك. وتساءل الشيخ عبد الله صعتر بقوله : أي وحدة يكون فيها طبقات وأي وحدة فيها تمييز عنصري ، مشيرا إلى إن هذه ليست وحدة ، وإن الوحدة الحقيقية بقوله هي تلك التي يكون فيها كل فرد في الأمة له فرصة متكافئة مع الآخرين جميعا دون تمييز في الرئاسة والوزارة في الجيش الأمن ، وله الحق في توزيع الثروة والمشاريع بعدالة بين أبناء الأمة دون اهمال لأي منطقة باعتبار أن البلاد وحدة واحدة كالجسد الواحد إذا أكل المرء حبة تمر توزعت موادها بين أجزاء البدن كله كل خليه تأخذ منها نصيبها ، مؤكدا أن هذا هو فهمنا للوحدة وهي أن كل فرد في الشعب كالخلية في البدن يأخذ نصيبه من الثروة وله الحق في الشراكة الحقيقة في السلطة والثروة وليست الوهمية بمعنى أن يوضع في كوز ؛ بمعنى أن يعين قائد لواء ثم يؤتى بقائد أقل منه رتبة وهو القائد الحقيقي وهذا الشكلي ، القائد برتبة لواء والقائد الحقيقي برتبة نقيب يقود سرية أو ما هو أدنى ، مكتبه مزدحم والناس كلهم لا يتعاملون إلا عن طريقه .. وأوضح : نريد شراكة حقيقية فالمحافظ له كل الصلاحيات وقائد اللواء له كامل الصلاحيات القانونية وكل مسئول يجب أن يعطى كامل الصلاحيات وليس خادما لعائلة أو ينتظر أمرا من فوق . وقال الشيخ صعتر أن المخلوع صالح عمد إلى زرع الفتن أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب وولم يكتف عن هذا الحد ، بل فرخ الأحزاب والنقابات والجمعيات الخيرية ولم تسلم منه حتى المساجد وهذا هو مشروع الاستبداد الذي أضاع علينا الكثير من المصالح . مشيرا إلى أن الوحدة من المسلمات التي لا مجال للنقاش فيها فهي أمر فرضه المولى عز وجل ،كالصلاة والصيام ، وهي قاسم مشترك بين كافة أبناء الأمة الإسلامية لا شعب بعينه ، فربنا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة وقرآننا واحد ولا مجال في الاسلام بالعنصرية والتعالي والاستكبار. وفيما أشار إلى أن الوحدة دعا إليها الاسلاميون من منطلق عقدي والقوميون من الاشتراكيين والبعثيين والناصريين وغيرهم من منطلق قومي ورفعوها شعارا لهم ولم نجد جماعة من الجماعات التي تقول أنها وطنية إلا وهي ترفع الوحدة ولا يقبل وطني غيور أن يدعوا للتمزق والشتات ، قال انه لا مكان اليوم للصغار والعالم اليوم يتجه نحو العولمة والاندماج في كيانات كبيرة وتحالفات فأين ستكون الدويلات الصغيرة أمام دول كبرى وتكتلات دولية كحلف شمال الأطلسي . وقال الشيخ صعتر إن الأولى بنا كمسلمين أن نكون الكتلة الأولى في العالم لأن بيننا ما يجمعنا فكتلة حلف شمال الأطلسي ديانات متعددة ولغات متعددة وقوميات وأشكال وألوان والآسيان أفضع وأعظم كيف لا نتحد ولا شيء يفرقنا لكنه الاستبداد والطاغية الذي مزق الأحزاب والنقابات والقبائل وحتى المساجد والجمعيات الخيرية لم يبق شيء جميلا .