قام رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة أمس الجمعة بزيارة جرحى الثورة الشعبية السلمية الذين يتلقون العلاج حالياً في المستشفيات التركية، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني حول الصومال الذي انعقد أمس بمدينة إسطنبول . وزار باسندوة الجرحى والمصابين في مستشفى شيشلي بمدينة اسطنبول ومستشفى المكان الجديد بأنقرة، وعددهم 48 جريح أصيبوا بإصابات مختلفة أثناء مشاركتهم في أحداث الثورة الشعبية السلمية التي اندلعت العام الماضي، وأطاحت بالرئيس السابق علي صالح.
وتفقد رئيس الوزراء أحوالهم واطلع على سير عملية علاجهم وحالتهم الصحية من الأطباء والعاملين في هذين المستشفيين، والذين أوضحوا طبيعة العمليات التي أجريت لهم والرعاية التي يتلقونها للتعافي من الإصابات المختلفة التي يعانون منها.
وغادر أمس الجمعة الدفعة الثالثة من الجرحى إلى تركيا وعددهم 50 شخص من المصابين في الإحداث التي شهدتها اليمن.
وعبر باسندوة عن تقديره الكبير للتضحيات التي قدمها الشعب اليمني وفي المقدمة الشباب من اجل إحداث التغيير المنشود، مشيرا الى ان هذه التضحيات العظيمة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ بأحرف من نور.
وقال «ان الوطن يسير في طريق التغيير الشامل بفضل هذه التضحيات»، مؤكداً ان جميع الجرحى والمصابين سيحظون بكافة أشكال العناية حتى يتماثلوا للشفاء الكامل، إضافة إلى رعاية اسر الشهداء.
وكان رئيس جمهورية تركيا الشقيقية عبد الله غول، استقبل أمس في مدينة اسطنبول رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة وناقش معه العلاقات الثنائية بين البلدين والإمكانيات المتاحة لتحقيق الشراكة الفاعلة بين الشعبين والبلدين الشقيقين على الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية والصحية وغيرها من المجالات.
وتطرّق اللقاء إلى مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية، وسير عملية تنفيذ التسوية السياسية في اليمن، والخطوات المنجزة في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، بما في ذلك الجهود التي تبذلها حكومة الوفاق الوطني لتجاوز تحديات وأعباء المرحلة الانتقالية والدور المعوّل على الأشقاء الأتراك الاضطلاع به لمساندة اليمن في مساعيها الرامية إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. وتناول الجانبان التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة كافة الأطياف السياسية اليمنية، والدور الحيوي المعوّل عليه في إخراج البلاد من الأوضاع الراهنة والانطلاق نحو التنمية وتحقيق النهوض المنشود.
وأكد الرئيس التركي مساندة بلاده لكافة الجهود الرامية إلى انتشال اليمن من وضعه الراهن ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في مختلف الظروف، مشيراً إلى أهمية أن يسود روح التفاؤل بين كافة الأطراف السياسية والاجتماعية من أجل بناء اليمن الجديد.
وأوضح غول أن تركيا تنظر باهتمام بالغ إلى مؤتمر الحوار الوطني القادم في اليمن نظراً لأهميته في تحقيق التقارب والتوافق بين جميع اليمنيين للسير نحو الغد الأفضل.
وشدد في نفس الوقت على أهمية أن تتضمن الإصلاحات الدستورية المرتقبة ترجمة وتحقيق مصالح الشعب اليمني بدرجة أساسية، مؤكداً أن تحقيق العدالة ورفع الظلم من المقومات الأساسية لديننا الإسلامي الحنيف.
وأكد الرئيس التركي أهمية تهيئة كافة العوامل لإحداث التأثير الإيجابي المنشود لدعم الأشقاء والأصدقاء المقدم لليمن في هذه المرحلة الانتقالية البالغة الأهمية.