نجحت قوات الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية من رجال القبائل من استعادة مدينتين من ايدي تنظيم القاعدة جنوبي البلاد ، في عملية نوعية اسمتها "السيوف الذهبية". وسيطرت عناصر تنظيم القاعدة العام المنصرم على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين ، ومدينة جعار ، وأعلنتهما امارتين اسلاميتين .
وقد استغلت عناصر تنظيم القاعدة الوضع الامني الهش في اليمن ، وانقسام المؤسسة العسكرية ، نتيجة اضرابات الربيع اليمني ، وتمكنت من فرض سيطرتها على المدن، واتخذت قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مدينة "جعار" مقرا رئيسيا لها ، وكانت تدير معظم شئونها الادارية والعسكرية من تلك المدينة.
ومثلت مدينة جعار خلال الفترة الماضية قبلة لمئات الاجانب من مختلف جنسيات العالم ممن يؤمنون بعقيدة التنظيم الارهابي .
وخاضت قوات الجيش اليمني والقاعدة مواجهات متقطعة منذ العام الماضي في محافظة ابين خلفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين ومن المدنين.
وشردت تلك المواجهات اكثر من 160 الف نازح من الاهلي إلى خارج المحافظة هذا وانسحبت قيادات مسلحي تنظيم القاعدة اليوم من مدينة جعار ، قبل اقتحام المدينة من قبل قوات الجيش اليمن .
كما انسحب مسلحو التنظيم من مدينة زنجبار بعد مقاومة بسيطة ، ، حسب مصادر ميدانية تحدثت ل ((شينخوا)).
وأكدت المصادر ان مسلحي التنظيم زرعوا شبكة كبيرة من الألغام وان فرق متخصصة تقوم الان بتدمير تلك الشبكة، وان عملية تمشيط تقوم بها قوات الجيش للمدينة ، كما تقوم بعملية مطاردة للعناصر الارهابية التي لاذت بالفرار عبر البحر والبر.
وتهاوت عناصر تنظيم القاعدة اليوم امام عملية " السيوف الذهبية" التي قادها الجيش اليمني المعزز برجال القبائل وأثبتت القاعدة انها غير قادرة على السيطرة على الارض بل تنفيذ عمليات خاطفة، هنا وهناك.
وفي السياق، قال احمد الزرقة المحلل والمهتم بشئون الجماعات الارهابية في اليمن ، المؤكد بان القاعدة غير قادرة على خوض حرب نظامية والسيطرة على الارض بل تعتمد في حربها على العمليات الانتحارية .
وأوضح الزرقة لوكالة انباء ((شينخوا)) ان ما حدث من انسحاب لعناصر تنظيم القاعدة اليوم امام قوات الجيش اليمني، يؤكد ان القاعدة لايمكن لها الصمود وخوض حرب نظامية ضد الجيش.
وأضاف بان الدعم السياسي والشعبي ضد التنظيم ، ووجود دعم دولي، وإنهاء انقسام الجيش اليمني، هذه عوامل تجعل من بقاء القاعدة مسيطرة على مدن او مناطق في حكم المستحيل خصوصا في ظل عدم وجود حاضن شعبي لها.
وتابع "كشف الوضع القائم اليوم عن عدم قدرة القاعدة على السيطرة على الارض وسيسهم ذلك في اسقاط مرحلة التوحش التي نظر لها مفكري القاعدة " وحسب الزرقة فان الجيش اليمني سينجح في فرض سيطرته على بقية المناطق بحكم وجود دعم شعبي بجانبه والكلفة الكبيرة التي تنجم عن سيطرة القاعدة على تلك المناطق ماديا وبشريا ، بسبب قلة الموارد وحركة الحصار وقطع الامدادات والتمويل.
وأكد المحلل اليمني ، أنه من المتوقع ان تأخذ الحرب الان شكلا اخر يتم فيه استخدام المفخخات والعمليات الانتحارية من قبل تنظيم القاعدة هذا ولا تزال عملية السيوف الذهبية مستمرة ضد مسلحي تنظيم القاعدة جنوبي اليمن.
وقال ضابط ميداني رفيع ، لوكالة ((شينخوا)) ان العملية ضد مسلحي التنظيم الارهابي ، وعناصر الشر مستمرة حتى تطهير محافظة ابين بالكامل مضيفا ان مواجهات عنيفة تدور حاليا في كل من " العرقوب " و" شقرة" في ابين بين قوات الجيش المسنود برجال القبائل، وبين عناصر الارهاب .
وحسب المصدر، الذي يعمل اركان حرب في احدى الالوية العسكرية في ابين ، ان عناصر القاعدة التي انسحبت من جعار وزنجبار ، تمركزت في جبال " الحطاب" وجبال " المراقشة " وهي جبال وعرة، تقع بين محافظتي شبوة وأبين .
ووزعت القاعدة منشورات على ابناء مدينة جعار قبل مغادرتها المدينة ، تتضمن تلك المنشورات ان خروج عناصر التنظيم من المدينة يأتي كرد جميل لأبناء المدينة ، حتى لا تتعرض مدينتهم (جعار) للدمار، والخراب، وكذا دعوة المواطنين للتسامح من عناصر التنظيم ، وكذا شكرهم على احتضانهم خلال الفترة الماضية.
وتشهد مدينة جعار حاليا احتفالات وأفراح كبيرة مع وصول قوات الجيش واستعادة المدينة من ايدي القاعدة وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية رسميا استعادة مدينة جعار من ايدي تنظيم القاعدة.
وقال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31 مدرع اللواء الركن سالم علي قطن، أن أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية تمكنوا من السيطرة على مدينة جعار وتكبيد عناصر الإرهاب والشر من عناصر تنظيم القاعدة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وأضاف أن ما يزيد عن 20 إرهابيا لقوا مصرعهم وأصيب آخرون فيما لاذ العشرات بالفرار لافتا الى أن أربعة جنود استشهدوا وأصيب أكثر من 20 فيما جرح اثنان من اللجان الشعبية.
وأوضح أن وزارة الدفاع اليمنية اعلنت إن البحرية اليمنية اغرقت 10 قوارب كانت تقل عناصر من تنظيم القاعدة الارهابي أثناء هروبهم من مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين جنوبي البلاد.
وعانت الالاف من الاسر من عملية النزوح الذي استمر لأكثر من عام في مدارس محافظات عدن ولحج المجاورتين لمحافظة ابين جنوبي اليمن وتعرض عشرات الاطفال خلال الفترة الماضية للوفاة، وانتشار الامراض جراء سوء الخدمات المقدمة للنازحين.