- رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الرئيس الزُبيدي يدشّن بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يقدّم استقالته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    عدن تستغيث: لا ماء، لا كهرباء، لا أمل    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    عقد أسود للحريات.. نقابة الصحفيين توثق أكثر من 2000 انتهاك خلال عشر سنوات    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعتقلون المنسيون.. ودور المنظمات الحقوقية في إطلاقهم
نشر في الصحوة نت يوم 20 - 08 - 2012

مؤسسات المجتمع المدني هي التركيبة التنظيمية الملائمة لطبيعة المجتمع الإنساني المعاصر.. وواحدة من هذه المؤسسات هي تنظيمات حقوق الإنسان التي يُراد منها أن تنهض بعبء حل المشكلات العارضة أو الناجمة عن تطورات مجتمع العولمة، إن اضطلاع المنظمات غير الحكومية بمهمة الدفاع عن حقوق الإنسان يحتم وجود علاقة متواصلة بينها وبين السلطات أو الحكومات في بلدانها التي تعتبر المسئول المباشر عن انتهاكات حقوق الإنسان، وغالباً ما تجد نفسها في صراع مع بلدانها على خلفية هذه الانتهاكات ومعالجتها، فالعلاقة بين الحكومات وبين المنظمات غير الحكومية فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، هي علاقة يشوبها التوتر . وبالتالي فالصراع الأساسي ما بين الحكومة والمنظمة غير الحكومية ، هو صراع بين المبدأ والمصلحة ، وصراع بين رؤية منظمة حقوق الإنسان للقانون كجهاز للحماية وبين رؤية الدولة لهذا القانون كأداة للسلطة وبسط النفوذ وخلال الثورة لعبت بعض المنظمات دوراً كبيراً في كشف العديد من الانتهاكات التي مارسها النظام المخلوع أثناء الثورة ومنها قضايا اعتقال الشباب وتعذيبهم.
فهل قدمت تلك المنظمات دوراً إيجابياً في قضية المعتقلين ومحاسبة الجهات المتسببة في اعتقالهم وتعذيبهم، أما كانت دورهم يقتصر على الرصد والتوثيق.

اعتقالات وتعسف
منظمة هود والتي كانت لها دور كبير من بداية الثورة في متابعة قضايا المعتقلين والإسهام بشكل كبير في الكشف والإفراج عنهم منذ تفجير الشرارة الأولى للثورة.
يقول المحامي صالح المريسي مسؤول الرصد في منظمه هود: كان يتم التعامل مع البلاغات والشكاوى خلال الثورة التي تصل فريق الرصد والمتابعة لهود فور تلقيها بتقديم الدعم القانوني والعون القضائي من خلال القيام بالإجراءات القانونية الممكنة ومن ضمنها التواصل مع الجهة المختصة لأجل الإفراج عن المحتجزين والكشف عن المخفيين بما في ذلك النزول إلى أماكن الاحتجاز الممكن زيارتها والقيام برفع الشكاوى والبلاغات إلى النائب العام إلى جانب النزول إلى أماكن الاعتقال ومقابلة المعتقلين في أماكن الاحتجاز ثم متابعتها أمام النيابة المختصة في حال قيام النائب العام بتكليفها بالنزول إلى أماكن الاعتقال وغالباً في الأشهر الأولى من عام 2011م كانت النيابة تقوم بالنزول إلى بعض أماكن الاعتقال ويتم الإفراج عن المعتقلين.
ويضيف عن الإشكالية في الإفراج عن المعتقلين بقوله: بعد منتصف العام تعقد الأمر وصارت أجهزة الأمن تمنع أعضاء النيابة من زيارة وتفتيش أماكن الاحتجاز بل وصل الحال إلى قيام الأجهزة الأمنية برفض الأوامر القضائية الصادرة بالإفراج من النيابة، وفي هذه الحالة نعاود من جديد ونقدم شكاوى تعقيبية إلى النائب العام ونستمر بالمتابعة وفي نهاية الأمر يتم الإفراج غير أنه لا يتم إلا بعد بقاء المعتقلين أطول مدة، علماً بأنه أثناء نزولنا إلى أماكن الاعتقال غالباً ما يتبين لنا بتواجد معتقلين أكثر مما وصلتنا بلاغات.


أعداد وخفايا
كثير من شباب الثورة تم اختطافهم والزج بهم في السجون أعداد وبلاغات وصلت للمنظمات عن تعرضهم للاختطاف والتنكيل يقول المحامي محمد العروسي عن ذلك بقوله: من بداية أحداث الثورة قامت «منظمة مساواة» بالاشتراك مع اللجنة القانونية والمنظمات الأخرى المهتمة بهذا الشأن بمتابعة الإفراج عن أكثر من 1720 معتقلاً، من إجمالي عدد المعتقلين الذين تلقينا بلاغات عنهم وهم يزيدون عن 2500 بلاغ ، كما أننا تلقينا بلاغات عن حالات اختفاء بما يزيد عن (280) بلاغاً، وقد تم الإفراج عن البعض منهم ولم يتبق سوى (21) شخصاً لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وقد سلمنا كشفاً بأسمائهم إلى وزيرة حقوق الإنسان وإلى رئيس الوزراء، وحسب علمي أن رئيس الوزراء أصدر قراراً بتشكيل لجنة للبحث عن المعتقلين المخفيين، نأمل أن يؤدي ثمارها وتتمكن من معرفة مصير بقية المخفيين والإفراج عنهم وعن جميع المعتقلين.

قضيه عالقة
وعن قضيه المعتقلين العالقة تقول أفراح الأكحلي -المدير التنفيذي لمنظمة بلا قيود: حقيقة أن قضايا المعتقلين من القضايا العالقة واثق أنها من العثرات التي لا يمكن تخطيها لمرحلة بناء اليمن إلا بعد تجاوزها ووضع حل جذري لها .. ومن خلال متابعتنا فإنها ليست بالهينة ومحسوبة على كشف العديد من الحقائق التي تدين الكثير بمختلف جرائم تناقض كل المواثيق الدولية والإنسانية والأخلاقية .. لهذا ليس من السهل حسم قضايا المعتقلين التي تحتاج جهود كبيرة وموحدة لمواجهة وسرعة كشف جميع الحقائق والإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسرياً.
ويضيف يحيى الثلايا -رئيس الهيئة العامة لمعتقلي الثورة بقوله: لاندري ما سبب التأخير في موضوع المعتقلين ولا نرى مبرراً لبقائهم في السجون, ونستغرب أن يمنح القتلة حصانات، ونحمل الرئيس ورئيس الحكومة وأعضائها المعنيين سبب الغموض في قضيتهم، نحذر القوى الثورية من خوض أي حوار في ظل بقاء المعتقلين، وكذلك ندعو شباب الثورة في الساحات والميادين للتصعيد من أجل المعتقلين.
ويتحدث عبدالله الشليف -رئيس منظمة رقيب لحقوق الإنسان- عن ذلك بقوله: السبب الرئيسي تحكم بعض بقايا العائلة في العديد من الأجهزة الأمنية, وعدم انصياع العديد منها لتوجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع، كما أن تأخر هيكلة الجيش والأمن عامل أساسي في بقائهم، كذلك تدهور حالات العديد منهم وإصاباتهم بإعاقات جعل الجهات المتهمة تحاول إخفائهم أو إلحاق تهم جسيمة بهم كالانتماء للقاعدة أو حادثة النهدين.

أبناء أرحب وبني جرموز ونهم
شهدت مناطق أرحب ونهم وبني جرموز الكثير من الانتهاكات والممارسات البشعة، ومنها اختطاف وتعذيب العديد من أبنائهم ولايزال البعض إلى الآن في الزنازين. منظمة رقيب لحقوق الإنسان تابعت قضايا أبناء تلك المناطق ورصدت العديد من حالات الانتهاكات يتحدث عبدالله الشليف -رئيس المنظمة- عن سبب الاعتقالات بقوله: لم تكن هناك أسباب معقولة، كان الاعتقال بالهوية يعتقل الشخص في أي نقطة أمنية في الجمهورية بسبب أنها مناطق ناصرت الثورة وتعرض معظمهم للتعذيب وتوفي آخرون نتيجة لذلك، وأصيبت حالات بالجنون، وقد وصل عدد المعتقلين في تلك المناطق إلى مايقارب 300 معتقل واستطاعت المنظمة الإفراج عن العشرات منهم ولدينا كشوفات تفصيلة بأسمائهم ومعاناتهم، كما لدينا كل الوثائق القانونية التي تثبت اعتقالهم.
وأضاف قائلاً: تابعت المنظمة قضايا المعتقلين والمخفيين قسرياً في مناطق أرحب ونهم وبني جرموز، فقد شكلت المنظمة فريقاً متخصصاً لمتابعة قضاياهم، وقام الفريق بتشكيل قاعدة بيانات بتلقي البلاغات وتوثيق الحالات ومن ثم مخاطبة الجهات المختصة .كما قام الفريق بزيارة ميدانية لتلك المناطق للإطلاع على معاناة أسر المعتقلين واستطاعت المنظمة إيصال صوتهم إلى مراكز القرار، وتعاونت في ذلك مع المنظمات المحلية والدولية.
وتابع قائلاً: قمنا بمخاطبة الجهات المعنية برسائل وقد تعددت ردودها فمن التطنيش إلى الإنكار وهو كان الأمر السائد والمشترك إلا أننا كنا نحرج تلك الجهات عندما يتوفر لنا الدليل فيحدث تهرب وتلكؤ، وبعض تلك الجهات تجاوب جزئياً إلا أن الأمر تغير بعد تشكيل حكومة الوفاق حيث تفاعل معنا رئيس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية.

سجون وسراديب للتعذيب والاعتقال
سجن كثير من شباب الثورة في سراديب وأماكن سرية تم تعذيبهم وإخفاءهم لفترات طويلة وممارسة أبشع أنواع التعذيب على أجسادهم الثورية، هناك من أماكن التعذيب مكان معروف لدى الجميع كالاستخبارات العسكرية والأمن القومي وبعض المعسكرات وكثير من تلك السجون لايعرف مكان تواجدها تم فيها إخفاء العديد من الشباب.
ويتحدث المحامي محمد العروسي عن ذلك بقوله: من خلال المعلومات التي كانت تصل إلينا من الأشخاص الذين تم الإفراج عنهم ، ومن خلال بعض المصادر الخاصة بنا فقد تعرفنا على بعض أماكن الاعتقال غير القانونية ، ومن تلك الأماكن والمعتقلات غير القانونية بدرومات وزنازين انفرادية داخل دار الرئاسة وتحت منصة السبعين وفي الأمن المركزي حيث يوجد فيه جناح يتبع الأمن القومي يتم إخفاء المعتقلين فيه، وكذلك في معسكر القوات الخاصة بمنطقة الصباحة، رأس نقيل عصر، حيث يوجد زنازين انفرادية تحت الأرض بل إن البلاغات التي وصلتنا أن الأشخاص المعتقلين في تلك الزنازين هم من القناصة التابعين للقوات الخاصة والذين رفضوا تنفيذ أوامر الاعتداء على المتظاهرين وأسوأ ما في الأمر أنه تم وضعهم في الجهة المقابلة للفرقة الأولى مدرع وذلك ليكونوا دروعاً بشرية يتم التضحية بحياتهم في حال حصل رد من قبل الفرقة على القصف الذي كانت تتعرض له من قبل معسكر الصباحة، كما يوجد معتقل سري تابع للأمن القومي في منطقة سعوان بجوار كلية المجتمع ، بالإضافة إلى بعض البيوت المستأجرة من قبل الأمن القومي والتي تستخدم لإخفاء وتعذيب المعتقلين.
كما يضيف المحامي صالح المرسي بمنظمة هود قائلاً: إن أماكن الاعتقال التي يتم النزول إليها ليس بأكملها معتقلات سرية تابعة لجهاز الأمن القومي بل ومعتقلات أخرى غالباً تكون في المعسكرات، وفي حال تلقينا مثل هذه البلاغات يتم تقديم الشكاوى إلى النيابة وهي تقوم بالتخاطب معها وعادة ما كانت تنكر تواجدهم لديها، ومن خلال الضغط والمتابعة تقوم تارة بنقلهم إلى حجز إدارة البحث ومركز الشرطة، وتارة أخرى تحيلهم إلى القضاء بتهم ملفقة لاسيما العسكريين المنظمين للثورة وبعد ذلك تلقيهم في الأماكن والشوارع بعد تعذيبهم، وفي هذه الحالة غالبًا كان يتم تدوين شهادتهم ويدلون لنا بأسماء معتقلين لم نكن نعلم أماكن اعتقالهم.



مماطلة ... والمبادرة الخليجية
ألزمت المبادرة الخليجية الأطراف بإطلاق المعتقلين ولكن لايزال هناك من يضع العراقيل ويماطل في إطلاق المعتقلين. يتحدث المحامي محمد العروسي -رئيس منظمة مساواة- بقوله: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ألزمت الأجهزة الأمنية بإطلاق كافة المعتقلين على ذمة أحداث 2011م ، باستثناء المتهمين بقضايا جنائية، وحيث أن النظام السابق كان لا يزال هو المسيطر على كل أجهزة الدولة وجميع مفاصل السلطة. فقد قام بالالتفاف على هذا النص وعلى أي قرارات ستصدر بعد توقيع المبادرة، ولعلمه أن التوقيع على المبادرة سينتج عنه تحولات كثيرة ولن يستطيع أن يقف أمام قرارات دولية فقد قام النظام السابق باستباق قرارات حكومة الوفاق بالإفراج عن كافة المعتقلين ولفق لمعظم المعتقلين تهماً جنائية حتى يستطيع أن يبقي عليهم في السجون ويحيلهم إلى القضاء تحت هذا المبرر ، وثانياً قام النظام السابق بإخفاء عدداً كبيراً من المعتقلين في سجون سرية وغير معروفة، وفي بيوت مستأجرة تتبع الأمن القومي، ولذلك فقد صعب الوصول إليهم ومعرفة تلك السجون السرية حتى الآن.


معتقلين ...ودور المنظمات الحقوقية
إن دور المنظمات غير الحكومية هي تعزيز احترام حقوق الإنسان وحمايتها ويجب على تلك المنظمات من خلال اتصالها بالواقع الاجتماعي أن ترصد حقيقة الوضع في المجتمع فهي تقوم بدور المراقب الحارس الغيور على حقوق المجتمع وأفراده من انتهاكات بشعة ترتكب في حق أفراده.
يتحدث المحامي محمد العروسي بقوله: في الحقيقة المنظمات الحقوقية كانت بمثابة الفاضح أو الكاشف للجرائم التي يتم ارتكابها من قبل النظام السابق في حق شباب الثورة والمناصرين لها ، وقد قامت بدور رائع جداً في متابعة الإفراج عن المعتقلين، وأعتقد أنه لولا الضغط الذي شكلته المنظمات الحقوقية والجهد الذي بذلته في فضح جرائم النظام وتسليط الضوء على تلك الجرائم وفضحها أمام المجتمع المحلي والدولي وإلا فإن جرائمه كانت ستكون أشد فضاعة، ولذلك فإن المنظمات الحقوقية قد قامت بدورين رئيسيين تجاه المعتقلين، الدور الأول أنها حدت من تغول النظام في موضوع الاعتقالات والتعذيب إلى حد ما عندما كانت تكشف وتفضح الانتهاكات أولاً بأول ، أما الدور الثاني فهو المتابعة الحثيثة للإفراج عن من تم اعتقالهم سواءً لدى أجهزة الأمن أو النيابة ، وبفضل الله ثم بفضل الجهود التي بذلت من قبل المنظمات الحقوقية والناشطين فقد كان يتم الإفراج عن بعض المعتقلين خلال أيام أو ساعات معدودة ، ولولا تلك الجهود لاستمروا رهن الاعتقال والتعذيب لفترات طويلة ، ومع كل ذلك فلا زلنا نشعر بالتقصير ، ولن يهدأ لنا بال أو يستقر بنا الحال حتى يتم الإفراج عن آخر معتقل ويكشف عن آخر مخفي ، وسنستمر نناضل حتى يعزل كل من تورط في اعتقال الثوار أو إخفائهم أو تعذيبهم من منصبه والتحقيق معه واتخاذ العقوبات القانونية بحقه وليس الإبقاء عليه في منصبه أو ترقيته أو نقله كما هو حاصل ، لأن ذلك يتنافى ويتعارض مع مبادئ العدالة الدولية التي توجب محاسبة ومعاقبة كل من منتهكي حقوق الإنسان ، كما أننا في منظمة مساواة سنظل نطالب بإعادة اعتبار وإنصاف كل من تعرض للاعتقال أو التعذيب ، وهذا واجب الدولة والمجتمع نحوهم.
وتضيف أفراح الأكحلي بقولها: حقيقة لا أستطيع التقييم هل قامت المنظمات المختصة في هذا المجال بدورها أم لا. لكن بعض المنظمات كهود وبلا قيود قد قامت بدور كبير بكل ما تستطيع جاهدة أن لا تترك أي مجال في ذلك .. ونسعى في «بلا قيود» بأن نستمر بدءاً بمتابعة قضاياهم والإفراج عنهم ومحاسبة سجانيهم وصياغة المشاريع التأهيلية لهم ..

جهود مشكورة
تظل جهود تلك المنظمات جيدة للعمل التي قامت به في قضايا المعتقلين وما بذلته من طاقة لإخراجهم والدفاع عنهم، ولكن لابد من ارتفاع وتيرة تلك الجهود لمحاسبة مرتكبي جرائم الخطف والاعتقال والتعذيب وهذا هو الانجاز الحقيقي لتلك المنظمات.

متابعات وفعاليات
قامت عدد من المنظمات المدافعة عن المعتقلين بالعديد من الفعاليات والمطالبات للإفراج عنهم ومخاطبة الجهات المتسببة في تعذيبهم وإخفائهم قسراً وعن فعاليات ومتابعات منظمة هود يقول المحامي صالح المريسي: قامت المنظمة بالعديد من الفعاليات والمؤتمرات الصحفية والوقفات الاحتجاجية من أجل الإفراج عن معتقلي الثورة طول هذه الفترة، والتي كانت تعتبر ورقة ضغط على النظام ويتم الكشف فيها عن الجرائم والمخالفات التي تقوم بها جهات الاعتقال ونتج عن ذلك قيام النائب العام بتشكيل لجنه بالنزول إلى السجون وتفتيشها وأفرج عن بعض المعتقلين.
كما قامت المنظمة مع منظمات أخرى بتقديم تقرير تقيم الوضع للجنة التي زارت اليمن في شهر يوليو 2011م وعلى ضوئه قامت البعثة بتضمين قضية المعتقلين في تقريرها لمجلس الأمن في تاريخه وحينه.
وكذا قدم تقرير للجنة تقييم الوضع في زيارتها الثانية، وتقرير ثالث بعد التوقيع عن المبادرة الخليجية إضافة إلى التقارير المسابقة تم تزويد منظمات دولية بجميع تفاصيل المعتقلين وضمنتها في تقاريرها، وكان لهذه التقارير دور في الضغط على الحكومة بالقيام بإفراج عن المعتقلين، وكذا قامت المنظمة بإرسال مبعوث لها لمناقشة مدى التزام الحكومة اليمنية في حقوق الإنسان في جلسة مجلس حقوق الإنسان في شهر مارس 2012م.
كما تم تقديم كشف بأسماء المعتقلين لحكومة الوفاق وتولى مساءلتهم وزارة حقوق الإنسان: يتحدث رئيس الهيئة العامة لمعتقلي الثورة اليمنية يحيى الثلايا بقوله: بعد ظهور تشكيل الهيئة من عدد من المعتقلين السابقين على ذمة أحداث الثورة الشعبية الشبابية نعمل في متابعة قضايا المعتقلين الحاليين والمفرج عنهم ممن تضرروا بسبب الاعتقال ونعمل بالوسائل المتاحة على إطلاق كل المعتقلين من شباب الثورة والمخفيين قسرياً وجبر ضرر المتضررين منهم.
تحركنا في المجالات الممكنة حقوقياً وإعلامياً وسياسياً ففي المجال الحقوقي تواصلنا مع عدد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وخاطبناها وشرحنا لها وضع المعتقلين ومن بينها منظمة «هيومن رايتس ووتش» و»منظمة العفو الدولية» و»منظمة الكرامة الدولية» وسلمنا بعضها ملفاً متكاملاً عن وضع المعتقلين.
ونماذج من حالات التعذيب التي تعرض لها شباب الثورة في المعتقلات, وعلى الصعيد الوطني تواصلنا مع أغلب المنظمات الحقوقية ومن بينها منظمة «هود» و»اللجنة الحقوقية في ساحة التغيير بصنعاء» وغيرها من الساحات.
ونفذنا بالشراكة مع منظمة «رقيب» ندوة في اليوم العالمي لمناصرة ضحايا التعذيب، وتم تقديم ورقة عمل حول ضحايا التعذيب من شباب الثورة.
في المجال السياسي خاطبنا رئيس الجمهورية ووجهنا له رسائل متتالية تدعوه لتحمل مسئوليته في الإفراج عن الأسرى والمخفيين من شباب الثورة وآخر رسالة وجهناها إليه هي التي تعم قراءتها في الوقفة الاحتجاجية التي نفذناها عقب صلاة جمعة «إطلاق المعتقلين» أمام منزل رئيس الجمهورية.
كما خاطبنا لجنة الاتصال واللجنة التحضيرية للحوار الوطني في أكثر من مناسبة بخصوص موضوع المعتقلين وخاطبنا رئيس الحكومة ووزيري الداخلية وحقوق الإنسان.
التقينا المجلس الأعلى للقاء المشترك باعتباره أهم القوى الثورية وشريك في الحكم وناقشنا معهم قضية المعتقلين وكيفية التعامل معها.
كما خاطبنا المبعوث الأممي إلى اليمن السيد جمال بن عمر قبل تقديم تقريره الأخير إلى مجلس الأمن، ودعوناه للتأكيد على موضوع الإفراج عن المعتقلين، وقد تكرم مشكوراً بتضمين قضية المعتقلين في تقريره، ثم أكد على ذلك القرار الأممي الأخير الصادر بشأن اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.