حذرت منظمة منظمة أوكسفام من تسارع الخطى في تفاقم الوضع الإنساني وأزمة الغذاء في اليمن ، في ظل تنامي لأعداد الفقراء في البلاد . وقالت مديرة الشؤون الإنسانية بمنظمة «أوكسفام»، جين كوكنغ،في تصريحات خاصة ل«الشرق الأوسط»، إن «أكثر من 10 ملايين يمني (قرابة نصف السكان) ليس لديهم ما يقيم أودهم من طعام. ولم يعد أمام العائلات اليمنية إلا الاستغناء عن بعض الوجبات، وإخراج أبنائها من المدارس، وبيع ما تبقى لها من متاع قليل، لمجرد أن تبقى على قيد الحياة. وقد علمنا درس أزمة القرن الأفريقي أن لتأخر الاستجابة تكلفة باهظة في الوفيات، والأموال، ومستقبل الأجيال القادمة».
وأضافت كوكنغ أنه «على الرغم من الوعود السخية التي شهدها مؤتمر أصدقاء اليمن في مايو الماضي، لا تزال الاستجابة الإنسانية تعاني من نقص خطير في التمويل، فقد تم الوعد بتقديم 4 مليارات دولار لمعالجة الأزمة في اليمن، لكن لا يزال من غير الواضح حجم ما تم تلقيه بالفعل من ذلك التمويل، وما الذي استهدف دعمه، والأهم، متى يصل!».
وأكدت المسؤولة الإنسانية في تصريحاتها الخاصة ل«الشرق الأوسط» على أن «المساعدات الإنسانية، على وجه الخصوص، لا تتمتع بالأولوية المناسبة على الرغم من توافر آليات مساعدة شفافة وقابلة للمساءلة، مثل خطة الأممالمتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن، وصندوق الرعاية الاجتماعية الحكومي، وهو برنامج رفاه على مستوى الدولة يوفر للناس مبالغ نقدية صغيرة لمساعدتهم على الوفاء باحتياجاتهم الأساسية».
وقالت جين كوكنغ إن نداء الأممالمتحدة لليمن يعاني من «نقص خطير في التمويل، يلقى معه الملايين من الرجال والنساء والأطفال العنت الشديد في الحصول على الطعام، والمياه والأدوية»، وذلك لأن النداء يحتاج إلى «تمويل يبلغ نحو 584 مليون دولار، لم يصل منه حتى الآن سوى 259 مليون دولار فقط، وهو ما خلق فجوة تمويلية هائلة من الضروري سدها بسرعة»، وأكدت أن الدول العربية المانحة «لم تلب النداء حتى الآن سوى قليلا، مفضلة القنوات الثنائية التي لا تنسيق بينها وبين جهود المساعدات الدولية ومشروعات التنمية طويلة الأجل، لكن، على الرغم من الدور المحوري للتنمية طويلة الأجل في حل الأزمة، فإنها يجب ألا تأتي على حساب المساعدات الإنسانية العاجلة».
وتطرقت كوكنغ إلى وضع النساء في اليمن، وقالت إنهن، خاصة الحوامل والمرضعات، أصبحن من «أكثر الفئات المعرضة للمخاطر، وفي الكثير من الأحيان تكون النساء هن أقل من يأكل في الأسرة، وقد أشار شركاء منظمة (أوكسفام)، مثل اتحاد نساء اليمن، إلى زيادة معدلات الزواج المبكر، حيث تلجأ العائلات إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة للتخفيف من وطأة الأزمة، خاصة بين عائلات النازحين الذين أدى استمرار عدم الاستقرار إلى تفاقم أوضاعهم»، واعتبرت أن «الزواج المبكر من أهم معوقات التنمية، حيث يسهم في ارتفاع نسبة الوفيات بين الأمهات، وانخفاض معدلات التعليم بين الفتيات وهو ما يقصي المرأة عن لعب دورها الجوهري في التنمية المجتمعية».
ودعت مسؤولة «أوكسفام» إلى «التحرك السريع والمناسب الآن في غاية الضرورة إذا أردنا ألا نخسر المزيد من البشر ومن تدمير مستقبل الأجيال القادمة»، وحثت «المجتمع الدولي، وبصفة خاصة دول الخليج، على الدعم العاجل لفقراء اليمن من خلال المساعدات الإنسانية على الأرض التي تساعدهم على اجتياز هذه الأزمة الغذائية المدمرة».