أكد سياسيون أن بقاء المؤتمر الشعبي العام متماسكا قوياً وفاعلاً في الحياة السياسية مرهون بإبعاد الرئيس المخلوع عن قيادته بعد أن اختطفه لعقود طويلة وحوله إلى حزب خاص به. واعتبر هؤلاء بمناسبة الذكرى ال30 لتأسيس المؤتمر التي حلت الجمعة,أن استمرار صالح في رئاسته بعدما حصل على الحصانه التي تقضي تخليه عن العمل السياسي نهائياً سيؤدي إلى انقسام المؤتمر وتشرذمه وتراجع ما تبقى من شعبيته.
وقال الدكتور فارس السقاف,رئيس مركز دراسات المستقبل,أن أفضل سيناريو حاليا لضمان بقاء المؤتمر متماسكا ومتحدا يكمن في إنهاء رئاسة صالح للحزب بعدما عجز في ظل إدارته عن التحول إلى حزب فاعل وحقيقي.
وقال السقاف في تصريح ل " الصحوة نت ",إن المطلوب الآن من أعضاء المؤتمر عزل صالح من قيادته وإجراء تغييرات واسعة تشمل وضع منهج جديد يسير عليه وإعادة هيكلته بما يتناسب والمتغيرات الجارية في البلاد.
ولفت المحلل السياسي المعروف إلى انه إذا حصل ذلك بالفعل كما يتمنى فان المؤتمر سيكون له دور فاعل نحتاج إليه باعتباره شريكا في المبادرة الخليجية وفي الحكومة,محذرا في الوقت نفسه من أن استمراره بنفس الأسلوب والقيادة سيقوده إلى التشرذم والانقسام.
وشدد على أن الجميع يريد بقاء المؤتمر في الحياة السياسية كعامل توازن ولكن بعد أن تعاد صياغته بما يمكنه من تنفيذ ما عليه من التزامات بموجب المبادرة وبما يتطلب منه كحزب سياسي لديه رصيد شعبي.
وأشار السقاف في هذا الصدد إلى تحذير الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قال فيه خلال لقاء جمعه بأعضاء اللجنة الفنية للحوار أن المؤتمر يمر بحالة انقسام بل ويسير في الطريق إلى التفكك بسبب وجود فريق فيه يعمل على عرقلة المبادرة,الأمر الذي اعتبره السقاف تهديدا من الرئيس بأنه لن يقف مكتوف الأيدي إذا شعر أن الحزب معرض للتمزيق.
كما قال السقاف أيضا أن الرئيس هادي قصد كذلك انه سيلجأ إلى تغيير في الحزب حفاظا عليه.
وفي تقييمه لمسيرة المؤتمر بمناسبة ذكرى التأسيس,قال السقاف إن المؤتمر اتسم في عهد صالح بالشخصانية والفردانيه ولم يتحرك ضمن نظام مؤسسي.
وقال رئيس مركز دراسات المستقبل إن القائمين على احتفالية ذكرى التأسيس المقررة يوم غدا الاثنين يريدون أن يوصلوا رسالة للداخل والخارج بان مسألة رئاسة المؤتمر شأن داخلي وديمقراطي وأن هناك من يتمسك بالزعامه التاريخية للحزب ( علي عبدالله صالح),لكنه توقع أن يكون لهذه الاحتفاليه ما بعدها لما قد ستؤديه من مكاشفة للأوضاع.
من جانبه,قال الكاتب والمحلل السياسي,نصر طه مصطفى,أن المبادرة الخليجية نصت على خروج صالح من السلطة وتخليه عنها مقابل منحه حصانة قضائية، ولم تنص المبادرة ولا آليتها التنفيذية على خروجه من الباب وعودته من النافذة.
وأكد رئيس وكالة سبأ السابق,أن بقاء صالح في رئاسة المؤتمر وضع غير طبيعي لا يتفق مع مقاصد الثورة الشعبية ويتصادم مباشرة مع أهداف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ولا يخدم المساعي الوطنية والإقليمية والدولية التي تعمل لاستقرار اليمن وتجنيبه المزيد من العنف والصراعات الأهلية.
ودعا نصر في مقال له – منشور في الصحوة نت - عقلاء ومعتدلو حزب المؤتمر إلى عقد المؤتمر الثامن لضمان خروج صالح من قيادة الحزب,معتبرا أن كل يوم إضافي يقضيه هذا الرجل على رأس المؤتمر يقتطع جزءا من مكانة الحزب وما تبقى من شعبيته.
وأشار في هذا السياق,إلى أن هؤلاء العقلاء والمعتدلين الذين باتوا يشكلون الثقل الرئيسي في الحزب، وأنهم أصبحوا يدركون أن استمرار الحزب وبقاءه ونجاته من التشرذم والانقسام هي أمور مرهونة كليا بتخلي صالح عن رئاسته وعن أي سلطة فيه من أي نوع.
وكشف نصر عن ضغوطات جادة ومساعي حثيثة بدأها هؤلاء لتحقيق هذا الهدف السياسي الذي سيتوقف عليه مستقبل المؤتمر باعتبار إنجازه حاليا ضرورة نظرا لانعكاساته الإيجابية على الحياة العامة في اليمن وعلى مسار تنفيذ المبادرة وآليتها.