أكد الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي والمندوب الدائم لبريطانيا مارك برانت أن مجلس الأمن يقف سندا لوحدة وسلامة اراضي الجمهورية اليمنية و لا جدل حول ذلك. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم بصنعاء مع وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني ومندوب المملكة المغربية لدى مجلس الأمن محمد لوليشكي، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر. وأوضح الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي أن أعضاء مجلس الأمن لاحظوا خلال هذه الزيارة واللقاءات التي أجروها أن هناك أقلية تسعى إلى عرقلة العملية السياسية الجارية حاليا في اليمن استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن (2014، 2051)، محذرا في هذا الصدد كل من يسعون إلى عرقلة العملية السياسية . وقال ليال غرانت أثناء حديثنا سمعنا أن هناك من يدعو إلى مغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح العمل السياسي كرئيس للمؤتمر من أجل استمرار العملية السياسية، وبالطبع سينظر في هذا الأمر في نيويورك" . ونبه إلى أن "هناك أقلية تسعى إلى عرقلة العملية السياسية"، وأضاف "أود أن أحذرهم بما صدر عن مجلس الأمن بالقرار 2151 وينص على أن مجلس الأمن سيتخذ المزيد بخصوص الذين يعرقلون العملية" وأكد أن مجلس الامن جاهز لاتخاذ إجراءات ضد من يحاولون إعاقة أو عرقلة العملية السياسية وفقا لما جاء في قرار مجلس الامن رقم 2051الذي تم تبنيه في يونيو2012م وتنص إحدى مواده بأن مجلس الامن سيتخذ مزيداً من الاجراءات وفقاً لتفويض الاممالمتحدة 41بخصوص أولئك الذين يعرقلون العملية الانتقالية في اليمن. وتطرق السيد برانت الى الهدف من زيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن إلى اليمن .. قائلا:" هذه الزيارة تعد أول زيارة لمجلس الامن للجمهورية اليمنية وايضا اول زيارة لمجلس الامن إلى منطقة الشرق الاوسط في خلال الخمس السنوات الماضية". وأضاف:" لقد سعدنا بما لقيناه من حفاوة وتكريم هنا في اليمن، ونيابة عن مجلس الامن نود ان نشكر الرئيس عبد ربه منصور هادي وكل مساعديه على ما لقيناه من تسهيلات ومساعدة ". وأوضح الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي أن اعضاء مجلس الأمن التقوا خلال هذه الزيارة برئيس الجمهورية و رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومجموعة من الوزراء في الحكومة وكذلك مع لجنة الشؤون العسكرية واللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني والامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي وحضروا جانبا من اجتماع لجنة الاعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني . وأردف قائلا:" طبعا الهدف من الزيارة كان هو دعم العملية الانتقالية السياسية في اليمن وكذلك تقييم التقدم الحاصل في تنفيذ قراري مجلس الامن 2014، 2051، ونعتقد ان جهود الرئيس هادي كانت مثمرة وفعالة في قيادة العملية الانتقالية والجهود الاصلاحية لجعل اليمن اكثر امناً واستقراراً". ولفت الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي الى أن اعضاء المجلس استخلصوا في ضوء لقاءاتهم اليوم وماجرى خلالها من مداولات أن هناك أربع أولويات يجب العمل عليها وفقاً لمجلس الامن تتمثل تتضمن الاولى الحوار الوطني الشامل الذي ينجم عنه الاستفتاء على الدستور وكذلك انتخابات بحلول 2014م فبراير .. وتتعلق الثانية باحراز تقدم في قانون العدالة الانتقالية وتفعيل دور المحاسبة وتتناول الاولوية الثالثة ضرورة اصلاح قطاع الأمن بشكل عام وتوحيد صفوف القوات المسلحة والجيش والشرطة وان يكونوا تحت قيادة موحدة والنقطة الأخيرة تتمثل في الدعم المقدم من المانحين لليمن بمافي ذلك الدعم الإنساني .. مشيرا إلى أن مجموعة أصدقاء اليمن ستعقد اجتماعها القادم في السابع من مارس المقبل في لندن وسيكرس لمعالجة التقدم في هذه المسألة وما سيقدمه أصدقاء اليمن في هذا الخصوص. وأكد على أهمية أن تنبذ جميع الأطراف العنف وان تحرص على المشاركة بفاعلية في مؤتمر الحوار الوطني بما فيها الأطراف التي تمثل أبناء الجنوب. من جانبه أشار مندوب المملكة المغربية لدى مجلس الأمن محمد لوليشكي إلى أن هذه الزيارة تاريخية كونها الأولى التي قام بها مجلس الأمن إلى اليمن. وقال :" كان لجميع أعضاء المجلس إحساس بأنهم مرحب بهم وان قراراتهم ومجهوداتهم تحظى بالتقدير من كل فئات الشعب اليمني الشقيق".. لافتاً إلى أنه تم خلال الإجتماعات التي عقدت اليوم مع كافة الأطراف تقييم التقدم الذي حدث في العملية الانتقالية وتشخيص العراقيل والعقبات والتحديات التي على اليمن أن يجابهها. ولفت إلى أن جميع اعضاء المجلس أقروا بأن هناك تقدما ملموسا في تنفيذ المرحلة الاولى من المبادرة الخليجية. وقال :" إن زيارة اليوم من طرف مجلس الأمن هي تثمين لما تم انجازه وفي نفس الوقت تحفيز وتشجيع للجميع على المضي قدما في تطبيق المرحلة التالية من المبادرة الخليجية، وتفعيل الحوار الوطني الذي من المفترض أن يؤدي الى صياغة دستور جديد وانتخابات شفافة ونزيهة وتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية". وأوضح مندوب المملكة المغربية لدى مجلس الأمن أن المجلس اطلع من خلال سلسلة اللقاءات التي اجراها اعضاءه خلال هذه الزيارة على التحديات التي على اليمن ان يواجهها ويتخطاها على درب الاستقرار .. لافتا إلى رغبة اليمنيين في إنهاء الانقسامات، وتوفير المناخ المناسب لإنجاح التطور والتحول السياسي، واستفادة جميع شرائح الشعب من ثمار الامن والاستقرار والديمقراطية وحقوق الانسان. وأكد أن مجلس الأمن سيكون سندا وحليفا لليمنيين لتحقيق طموحاتهم في يمن ديمقراطي يتسع لكل ابنائه ويساوي بينهم ويحمي كرامتهم ويحمي حقوقهم وفي نفس الوقت يصون وحدة الوطن وسلامة اراضيه.