على المتحاورين أن يغلقوا مساحة الخطب الآن ويتجهوا إلى بناء المستقبل مغادرين مربع الماضي بكل تفاصيله الجارحة، وهذا المستقبل يجب أن يبدأ ببناء دولة قوية وعادلة بعيدة عن الفرد والأسرة والسلالة ومراكز النفوذ ...دولة للأجيال..... مشكلتنا الحضارية والإنسانية والاقتصادية والسياسية هي غياب الدولة المرتكزة على حكم رشيد وإرادة الشعب وإذا نجحنا في بناء دولة القانون والمواطنة المتساوية سننجح في كل شي... لابد من التركيز على ضمانات هذه الدولة التي ستحمي الخيارات والأشكال التي سيختارها اليمنيون وستحمي حق الشعب وكرامته وستمنع الاستبداد المتربص للعودة في اقرب فرصة. فالحكم بدون ضوابط أو ضمانات أو مؤسسات وطنية ضامنة وحامية للدستور والعدالة مثل المال السائب يعلم الناس السرقة واللصوصية والظلم والاستبداد ويغريهم بتحويل الشعب إلى زريبة أبقار للفرد والعائلة وخدم للحاشية والأبناء والبنات وهؤلاء الطامعون سيأتون في حالة الفراغ من أي مكان حتى من مربع الثورة فإذا نام الشعب وغابت مؤسساته حضر لصوص الأوطان وأوباش التاريخ؟! الكثير كانوا يتوقعون أن لا يصل اليمنيون إلى قاعة الحوار.... وصولهم إلى قاعة الحوار بهذا الشكل يدلل على إمكانية نجاح اليمنيين والخروج بيمن عزيز وموحد ودولة قوية, ربما هذا يزعج الكثير من الأطراف وان اختلفت هواجسهم وإطماعهم بعضهم يرى أن بقاءه ومصلحته في يمن (لا تشلوني ولا تطرحوني) يمن مدوخ نص نص لا حي ولا ميت، وهو افتراض أناني لا صحة له والبعض يرى أن بقاء اليمن موحدا وقويا يبخر كل أطماعه المريضة والصغيرة الأسرية والطائفية على حد سواء، والتي لا تأتي في ظل يمن قوي وموحد ولهذا يتحمسون مع الانفصال أكثر من الانفصاليين بل هم مغذو الانفصال ومحرضيه وهؤلاء، وأولئك سيفشلون لأن أبناء المحافظات الجنوبية حتى أولئك الذين يرفعون راية الانفصال سيتمسكون بالوحدة عندما يأمنون اللصوص ويضمنون دولة المواطنة المتساوية .... [email protected]