عمليات تخريب خطوط الكهرباء وقطع الطرقات وانتشار من يسمون انفسهم بأنصار الشريعة وهم منها براء في عدد من المدن والمحافظات اليمنية والاخلال بالأمن ليس الا نتيجة طبيعية لمنح الحصانة لأركان النظام السابق وتأمينهم على انفسهم وأموالهم والتغاضي عن كل ماقاموا به من نهب وسلب لثروات الشعب اليمني وافساد الحياة السياسية وتغييب النظام والقانون والتعامل مع اليمن وشعبها وكأنها مزرعة خاصة..ولذلك فإن المشاكل والعراقيل التي توضع امام عملية التغيير واستكمال تحقيق اهداف ثورة الشباب ستظل قائمة ومستمرة ولن تتوقف مابقيت الرغبة في الانتقام وظلت هي المسيطرة على عقولهم وافعالهم. ولأنهم لم يحترموا انفسهم ولم يقابلوا تسامح الشعب اليمني معهم بالحسنى فإن الواجب يقتضي اعادة النظر في الحصانة التي منحت لهم ..وسحبها وتجميد أموالهم كون كل ماجمعوه ونهبوه ملك للشعب اليمني ولا يحق لهم التصرف فيه..وان كانوا لم يكتفوا بذلك فحسب وانما وصل بهم فسادهم الى حد انهم حاولوا اقناع الشعب اليمني بأن الثروة النفطية على وشك النضوب حتى لا احد يحاسبهم على عائداتها التي لم تكن تدخل خزينة الدولة وانما كانت تذهب الى الجيوب..اما البحر فقد قسموه فيما بينهم ومنعوا حتى القوات البحرية من التجوال في الشواطئ لحمايتها حتى لايتم اكتشاف مايهربونه من الثروة السمكية وغيرها. وعندما ادركوا انه قد قضي على نظامهم بفعل ثورة الشباب وضاعت منهم هذه الامتيازات وجدوا في الحصانة ملاذا آمنا لأنها ستحميهم من الملاحقة القانونية وتحت مظلتها يعملون على تخريب كل شيئ في محاولة يائسة منهم لصرف الأنظار عن جرائمهم وظلمهم لشعب بأكمله واشغال المواطنين بمايحدث من تخريب لخطوط الكهرباء والاخلال بالأمن بهدف الايحاءان نظامهم كان الأفضل..غير مدركين انهم حولوا الدولة الى اللا دولة للتحويلات بددوا من خلالها اموال الشعب لمراضات اللصوص وقطاع الطرق فسنوا بدعة قبيحة لم يتقبلها الجيل الشاب الذي قام بالثورة ويطمح في بناء يمن جديد تسود دولته المدنية الحرية والعدالة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية. ولهذا نقول:ان الحصانة ما كان يجب ان تمنح إلا بمقابل مايوازيها على الأقل بالحد الأدنى وهو:خروج من منحت لهم الحصانة من الحياة السياسية ومن البلاد ايضا خاصة وان الجميع يعرف ان هؤلاء لن يتركوا اليمن وشأنها وسوف يعملون بشتى الطرق والوسائل على تدميرها..لاسيما ولديهم الامكانيات والخبرة والعلاقات مع عصابات التخريب والقتل وغيرهم من الأوباش ان جاز التعبير لتنفيذ اجندتهم. وهنا يأتي السؤال الكبير:هل كان القصد من عدم عزلهم سياسيا واخراجهم من البلاد هو:استكمال مهمة تدمير اليمن بعد افقار شعبها وتجويعه؟وان كانت الإجابة واضحة ويحملها مضمون السؤال .. إن المشكلة المعقدة في الوطن العربي واليمن جزء لايتجزأ منه تتمثل في أن الأحزاب والقوى السياسية حينما تحاول أن تجد حلولاً للمشاكل والصعوبات التي تعاني منها الدول العربية بسبب سوء حكامها لاتتعامل مع أسباب نشوء هذه المشاكل وتشخيصها بحيث يسهل حلها وكشف المتسبب فيها وإنما تتعامل مع نتائجها فتزداد المشاكل تعقيداً وتقيد ضد مجهول .. إضافة إلى أن المتسببين فيما تعاني منه الشعوب تأخذهم العزة بالإثم ولايجرأون على الاعتراف بواقع مرير صنعوه بأيديهم وهو الأمر الذي جعل تلك الشعوب ممثلة بشبابها تضيق ذرعاً وتفقد القدرة على تحمل مزيد من الظلم فكان الرد من قبلها قاسياً جداً تمثل في الثورة على الأنظمة وإسقاطها .. وما ثورات الربيع العربي التي تسببت في إسقاط أربعة حكام مع أنظمتهم خلال عام واحد إلا أنموذج يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الشعوب العربية بدأت تقول كلمتها فعلا ولن تسمح بعد اليوم لأي قوى سياسية أيا كانت للهيمنة والسيطرة على مقدراتها والتحكم في مصيرها كما كان يحدث في السابق