قال سياسيون ونشطاء أن صالح يستغل الحصانة لكسب الوقت من اجل إعاقة سير عملية التغيير وأنه يعتبرها بوابة للعودة إلى السلطة من جديد في ظل غياب التعامل معه على أن ثمنها كان الخروج من المشهد السياسي. جاء ذلك في الندوة التي أقامها المنتدى العربي للدراسات والتنمية السياسية صباح اليوم بفندق إيجل بعنوان" الحصانة وتداعياتها على المشهد السياسي الوطني" حيث قال المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي أن"صالح يريد أن يستفيد من الحصانة سياسياً ليكسب مزيد من الوقت لتشويه الثورة". وقال أنه يريد العودة إلى السلطة لأنه يعلم ان السلطة التي تتخلق هي التي ستحميه وليس الحصانة الممنوحة له وهو يدرك ذلك جيداً ولذلك رفض الخروج من اليمن" وأضاف الآنسي " أن ما يجري في مصر اليوم يشجع صالح على الاستمرار في ممارساته والبحث عن العودة إلى السلطة من باب الحصانة. وتابع "وفقا لمبادرة الخليج التي تضمنت الحصانة ورد فيها بند تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 2011م وهذا يعزز أن ليس هناك حصانة أو على الأقل حصانة قانونية ، بل المفهوم من المبادرة أن هناك حصانة من الملاحقة السياسية والكيد السياسي" لأن هناك جرائم ارتكبت وضحايا . وعليه حسب المحامي الآنسي "فإن المبادرة لم تمنح حصانة من الملاحقة الجنائية والقانونية" لكنها ساهمت في منع الكيد السياسي أو ما يعرف " بالاجتثاث" التي تفرزه الأوضاع السياسية بعد الثورات. من جانبه قال اعتبر الدكتور محمد الظاهري أن المشهد اليمني ناتج عن شرعيتين إحداها ثورية والثانية توافقية ، معتبراً أن الشرعية التوافقية حققت حضوراً على الساحة السياسية وأضاف "أن ثقافة العصمة السياسية هي التي يستغلها صالح في فهمه للحصانة حيث أنه انطلق من باب التعالي السياسي ". وأكد الدكتور الظاهري وهو أحد جرحى الثورة أن الحصانة لا تعفي من الملاحقة القانونية ولا يمكنها أن تسقط الحقوق الخاصة متمنياً أن يكون لها حضوراً سياسياً استراتيجياً لا حضوراً تكتيكياً فقط حسب تعبيره. من جابنه اعتبر الصحفي والمحلل السياسي على الجرادي أن المواطن اليمني يجب أن يدرك تماماً أن الحصانة تعني اعتزال العمل السياسي وهذا ما يجب أن يدركه صالح. وكان رئيس المركز العربي للدراسات نبيل البكيري قد عرّج على موضوع الحصانة وتداعياته السياسية وعلاقته بالعراقيل التي تقف أمام التغيير .