أهو جنون العظمة العسكرية (السيسي)؟! أم هو خرف الشيخوخة السياسية (البرادعي)؟! أم هو جنون العظمة الطامحة للرئاسة (صباحي)؟! أم هو عشم (الفلول ونظام مبارك) للعودة إلى الحكم والذي هو كعشم إبليس في دخول الجنة؟! أم هو نتيجة إغراء المال القادم من خارج مصر بمليارات الدولارات؟! أم هو تصفية حسابات مع القوى الإسلامية؟! أم هو الرغبة الأمريكية الجامحة بوضع نظام بديل لمبارك يستمر في تنفيذ الإملاءات الأمريكية؟! أم هو الخوف (الفوبيا) والحساسية المفرطة والهلع الشديد الإسرائيلي من الإسلاميين في أي موقع أو مكان كانوا فيه، سيما إذا كان قريباً من حدودها المغتصبة المصطنعة؟ أم هو الخوف الإيراني من وجود دولة سنية في المنطقة تناطحها وتقف أمام طموحاتها الاستعمارية الفارسية للمنطقة العربية، وتكون لها بمثابة الضد والند؟ أم هو خوف بعض الدول العربية من تأثير مد ثورات الربيع العربي إلى عقر دارها، وتأثر شعوبها بثورات الربيع العربي، ومن ثّمَّ حدوث ثورات ربيع عربي في تلك الدول؟ أم ما يحدث في مصر هو حصيلة إفرازات كل تلك الجهات والأطراف وغيرها والتي انبرت تعادي الإسلاميين لوجه الشيطان حتى لو جاءوا أي الإسلاميين عبر طرق ديمقراطية نظيفة، وفي انتخابات ديمقراطية نظيفة جداً كما حصل في مصر؟ وأياً كان ما يحدث في مصر فإنني أقول لكل أولئك إنَّ ما تفعلونه إنما هو حقيقة وقوفكم ضد الشعب المصري أولاً وضد الشعوب العربية ثانياً وضد الشعوب الإسلامية ثالثاً وضد الشعوب الحرة في أنحاء العالم رابعاً. ولستُ بحاجة لأن أذكرهم وهم – في سكرة نشوتهم بانتصارات وهمية وانقلابهم على الديمقراطية والشرعية – بأنَّ إرادة الشعوب من إرادة القدر، والأقدار غلابة، ولا يمكن لأحد أن يوقف زحف الأقدار أياً كان، وفي أي مكان أو زمان. ثم أن ما يفعله أولئك على أرض مصر إنما هو عمل سيرتد على أصحابه بدون شك، وذلك هو منطق السنن الإلهية والذي يأتي على كل أساسٍ ورأس، وذلك هو أسلوب عملها بحيث يرتد على أصحابه كما قال تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) و(يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) و(ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) و(والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) و(ويمكرون ويمكر الله). لا تنسوا أشقاءكم في سوريا: فمهما كانت الأحوال لا يجوز أن ننسى إخواننا في سوريا وتحت أي ظرف كان، لاسيما ونحن نلج شهر رمضان المبارك.