من هم ؟ كيف كانوا ؟ ماذا حدث لهم ؟ هم اناس يعيشون بيننا ممكن ان يكونوا من المقربين منا كعائلة أو في محيط اكبر كالأصدقاء او المعارف الآخرون الذين نتعرف عليهم من خلال تجارب حياتنا اليومية كالعمل والدراسة والسفر او عن طريق الأصدقاء او الأهل. ما جعلني افكر بضرورة ان اتحدث عن هذا الأمر ان هؤلاء الناس كانوا مثلنا وبعضهم افضل منا حتى سواءً من الناحية الفكرية او الإجتماعية والمادية فبعضهم جامعي وبعضهم له وضعه المتميز في المجتمع وفجأة تحدث الفاجعة .. يصاب هذا الشخص بما يمكن ان نسميه امراض نفسية ك ( الهلوسة الذهنية , انفصام الشخصية , جنون العظمة , الكذب .. وغيرها من إضطرابات السلوك ) . لا اقول ان كل تلك الأعراض التي ذكرت هي امراضاً خطيرة فأي منا قد يجد في نفسه بعض هذه الامراض وهذا شيء طبيعي ... نظراً للظروف المعيشية والاجتماعية التي نعيشها وخاصة هذه الايام فالأحداث تتوالى بشكل مجنون متسارع نحو شيء لا نستطيع فهمه ويقف العقل عاجزاً حائراً . وكما يقولون باللهجة العامية اصبح الناس هذه الأيام بنصف عقل وحقيقة الأمر بعد ان فهمنا ان كلاً منا بداخله خلل معين تبدأ المشكلة الحقيقية الكبيرة عندما ننفصل بأفكارنا عن الواقع الذي حولنا , وما دفعني للكتابة في هذا الامر كما اقول دآئماً ان الأمر اصبح خطير ' وما اتحدث عنه لم يعد حالات فردية شاذة بل وصل الأمر ليصبح ظاهرة , فمن المحيط الذي حولي رأيت الكثيرون ممن اعرفهم منهم من هو جارٌ لي في الحارة ومنهم من كان زميلاً لي في الدراسة ومنهم من هو من اقاربي . بمعنى ان الأمر اصبح فعلاً يأخذ منحى مخيف ومحزن , المخيف ان تكتشف ان هذا المرض في بلادنا ليس له علاج حقيقي وكلها مجرد مسكنات ومهدئات مثله مثل الأمراض الخبيثة !! أجارنا الله واياكم منها ,, فكيف سيتعامل من هم مسئولون عن المريض في مجتمعنا البدائي الفقير . فنظرت الناس لمريضهم هي انه مجنون يجب الحذر منه وتجنبه فيتم عزله ومن ناحيه اخرى إذا كان اهله من ميسورين فالمستشفيات هي طريقهم سواءً خارج البلاد او داخلها أما إن كانوا فقراء فالشارع هو المكان الوحيد الذي سيرحب بمريضهم وهذا هو غالب الحال لدينا وشوارعنا تشهد ولا حولا ولا قوة إلا بالله . المحزن المؤلم أنك ترى شخص كان متميزاًفي يوم من الأيام تنتهي حياته امام عينيك يوماً بعد يوم دون ان نستطيع ان نفعل له شيء سوى الانتظار 'أن يمن الله عليه إما بالشفاء او بالعزة "الموت " وكما يقولون بالعامية ( يارب عافيه ولا عزه ) , فهؤلاء كانوا في يوماً من الأيام مثلنا . وبسبب تعرضهم لموقف معين فقدو السيطرة وأصبحوا خارج نطاق التغطية .. فهل ممكن أن نصبح نحن كذلك مثلهم .. فنحن نعيش في نفس البيئة التي كانوا وما زالو يعيشون فيها ونتعرض لنفس الضغط الذي تعرضوا له الفرق بيننا ... انهم لم يحتملوا واننا ما زلنا نستطيع التحمل ' اللهم اشفي مرضانا وعافي مبتلانا وأدم علينا نعمة العقل والدين.