نحتسب عندالله أخانا الأستاذ عبدالملك محمد مرشد الشيباني؛ المؤرخ الداعية المربي، وعهدي به منذ أن عرفته عام 1970م خلوقاً، ودودوداً، متواضعاً، مجاهداً، خفيف الظل صاحب نكتة، موسوعة تاريخية، مخزناً للأمثال والحكم، أرجعُ إليه حين تلتبس عليّ حوادث وقضايا التاريخ القديم أو الحديث، يعيش في الظل، ولا يبحث عن الصدارة وهو المستحق لها عن جدارة. دخلنا كلية التربية بجامعة صنعاء عام 1973م، كنا مجموعة متجانسة، فاختار الدراسة في قسم التاريخ وأبدع فيه، وهو من القلائل الذين تفرغوا للتأليف والكتابة، وقد صدرت له عدة كتب، وكان لا يتوقف عن إلقاء المحاضرات في كل المحافظات، وكثيراً ما يستدعيه الطلاب اليمنيون في الخارج ليستفيدوا منه. عرضت عليه قبل خمسة عشر عاماً أن يكتب عموداً في الصحوة فتكرم واستجاب؛ ومازال عموده ( نفثات اليراع ) معيناً نستقي من ينبوعه كل أسبوع، يستجيب لنداء الواجب الدعوي في أي وقت يطلب منه وفي أي منطقة، لا يمنعه سوى المرض أو السفر. عاش الأستاذ عبدالملك الشيباني على الكفاف، عفيفاً، فقيراً، ابتلي بعدة أمراض منذ أكثر من عشرين عاماً، ومع ذلك ظل صابراً محتسباً، ولا تراه إلا مبتسماً بشوشاً، يفيض عليك من أخلاقه، يبعث الأمل في النفوس، على الرغم أنه يحترق من الداخل ألماً على أحوال أمة الإسلام. رحمك الله أيها الأخ المجاهد الكريم، وخسارتنا فيك لا تعوض، وجمعنا بك في جنات النعيم، " إنا لله وإنا إليه راجعون ".