توصلت وساطة قبلية في مديرية الحداء بمحافظة ذمار إلى تعليق الحرب الدائرة في منطقة البردون، وعقد صلح بين طرفي النزاع لأربعة أشهر، حتى تتمكن من إنهاء الحرب التي خلفت ما يقرب من 17 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقالت مصادر في المديرية ل"الصحوة نت" إن الحرب توقفت أمس بعد موافقة المتحاربين على سريان الصلح القبلي لحين التوصل إلى حل نهائي، كما قام مجموعة أشخاص من كل طرف بأداء اليمين للوساطة بعدم البدء بنقض هدنة كانت قد عقدت بعد الطرفين سابقاً. وأضافت: إن الوساطة ضمت عدد من كبار مشايخ مديرية الحداء ومحافظة ذمار، الذين وفدوا إلى المنطقة مع نهاية إجازة عيد الفطر، في ظل استمرار مواجهات ضارية بين طرفي النزاع "الأعماس" و"الفراصي" طوال أيام العيد، حيث كانت المواجهات قد تجددت في أول أيام عيد الفطر، رغم صلح قبلي لم تنته مدته. وكانت الحرب الدائرة في أكبر قرى مديرية الحداء قد اندلعت ما يربو على العام، إثر خلاف بين الطرفين على أرض بعاصمة المحافظة، وأدى الخلاف إلى مقتل شخص، لتنتقل المواجهات إلى منطقتهم الواقعة إلى الشرق من مدينة ذمار، حيث يستخدم الطرفين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ونتج عنها 17قتيلاً بينهم نساء وأطفال، وسقوط عن عشرات الجرحى، فضلاً عما لحق بمنازل المنطقة من أضرار بالغة نتيجة تقاربها. ويسود المنطقة استياءً واسع بسبب الموقف السلبي لقيادة المحافظة لوقف هذه الحرب وغيرها من الحروب التي تشهدها مناطق مختلفة من مديرية الحداء، وتخلف قتلى ومصابين. وقد أعربت قيادات اجتماعية وسياسية بذمار عن أملها في استمرار الهدنة بين الطرفين، وتمنت أن تنجح الوساطة في التوصل إلى إنهاء للقضية ووقف سقوط الأرواح، داعية طرفي النزاع إلى تحكيم العقل وأن يدركوا أن الحرب تعني مزيداً من الدمار ونزيف الدماء. يذكر أن هذه ليست الحرب الأولى في المنطقة بين طرفي النزاع، إذ أن حرباً سابقة كانت قد خمدت نيرانها بوساطة قبلية مع مطلع العام 2000، بعد أربع سنوات من حروب ضارية خلفت عشرات القتلى والجرحى –بينهم أطفال ونساء- غير أن الآمال تلاشت في أن تصبح تلك آخر صراعات المنطقة بعد اندلاع الحرب الجديدة العام الماضي.