شهد عدد من المدن بأنحاء مصر مسيرات مناهضة للانقلاب تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وبالعودة إلى "الشرعية" في جمعة حملت شعار "الشارع لنا.. معا للخلاص". في غضون ذلك نقل التلفزيون المصري لأول مرة صلاة الجمعة، بحضور وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، وعدد من القادة العسكريين وهو الأمر الذي لا يعرف إلا لرئيس الدولة. ففي منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة طالب المتظاهرون باستقالة وزير الداخلية منددين بانقلاب الثالث من يوليو وبالتنكيل بالمتظاهرين ورفعوا شعارات رابعة وصور الرئيس المعزول محمد مرسي وكانوا ينادون بعودة الشرعية. وفي الإسكندرية سار المتظاهرون في عدد من ميادين الإسكندرية مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين ونددوا بما سموها الاعتقالات السياسية التعسفية. كما نددوا بما سموه حكم العسكر وطالبوا باسترجاع كل مكتسبات ثورة 25 يناير. كما شهدت المنيا في صعيد مصر مظاهرة جابت عدداً من الشوارع ورفع المشاركون فيها شعارات رابعة وهم ينددون بالانقلاب ويطالبون بعودة "الشرعية" والإفراج عن المعتقلين. وشهدت مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية مظاهرة مناهضة للانقلاب أيضا، شارك فيها مئات من الشباب الذين رفعوا صور ضحايا فض الاعتصامات. وفي محافظة بورسعيد خرج مناهضو الانقلاب بعد صلاة الجمعة في مسيرة جابوا خلالها شوارع المدينة مرددين هتافات تطالب بإسقاط حكم العسكر والإفراج عن المعتقلين وبالقصاص لمن تسبب في قتل متظاهرين. وجاب متظاهرو جمعة "الشارعُ لنا.. معا للخلاص" شوارع قويسنا بمحافظة المنوفية وهم يقرعون الطبول ودعوْا العسكر للعودة لثكناتهم وعودة الشرعية للبلاد رافعين شعارات رابعة ومنددين بقمع المظاهرات السلمية، مؤكدين الاستمرار في التظاهر. وفي المظاهرة التي جرت بالمنصورة أحرق المتظاهرون صورا لقادة الانقلاب ورموز النظام الحالي. وقال مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد إن هناك تكثيفا في الحراك الشعبي بالتزامن مع تأخر في إجراء الانتخابات الرئاسية في غضون شهرين. حضور السيسي للجمعة وفي تطور لافت ربما يرتبط بالانتخابات نقل التلفزيون المصري صلاة الجمعة من مسجد القرية الأولمبية في دار الدفاع الجوي في القاهرة بمشاركة وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، حيث أدى الصلاة إلى جانب عدد كبير من العسكريين بينهم رئيس الأركان صدقي صبحي ووزير الشؤون الدينية محمد مختار جمعة ومفتي الديار المصرية شوقي إبراهيم. وقد ألقى خطبة الجمعة مفتي الجمهورية السابق علي جمعة. وتعد هذه المرة الأولى التي ينقل فيها التلفزيون الرسمي صور وزير دفاع مصري وهو يؤدي صلاة الجمعة، لأن الأمر لا يعرف إلا لرئيس الدولة. وأشار فايد إلى أن مكان هذه الصلاة لم يُكشف عنه سابقا ربما لاعتبارات أمنية لأنها منطقة عسكرية. وفي وقت سابق ليلة أمس نظم طلاب وأهال بعدد من المدن والمناطق في مصر مظاهرات ومسيرات ليلية منددة بالانقلاب العسكري و"انتهاكات" قوات الأمن، وللتعبير عن رفضهم عودة الحرس الجامعي. وطلب التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في بيانه رفع أعلام مصر وشعار رابعة وصور المعتقلين والشهداء، وحرق صور وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. وجاء في البيان أن هذه الأوقات دقيقة في صناعة ما وصفه بمناخ الحسم. وقال التحالف إن الثورة طوق نجاة للمصريين لاسترداد الكرامة، وإسقاط التبعية والفقر، وحفظ الدين، وتغيير الدنيا، حسب ما جاء في البيان.