تزدهر محافظة الجوف بالكثير من المعالم السياحية و المدن الأثرية, التي تحكي تاريخ اليمن السعيد وماضية المجيد ويذكر علماء التاريخ أن المعينين ، أسسوا فيها إحدى الممالك، وشيدوا معابدهم ومساكنهم في النصف الثاني قبل الميلاد . ومن المعالم الأثرية في محافظة الجوف مدينة قرناو, (معين)، مدينة (براقش ) وكهف اسعد الكامل, والقلعتين البيضاء والسوداء و مدينة خربة أل علي، و(خربة كمنة)، معبد النصيب، مدينة نشن (خربة السوداء)، معبد عُثتر (بنات عاد)، مدينة نشق (خربة البيضاء)، قرية السلمات, جبل اللوذ، منطقة المساجد، منطقة القارة)، ، (جبل برط) ، قبيلة أمير, مدينة حنان، معبد يغرو, نقوش الاعتراف ... كلها مدن ومعالم أثرية توجد في محافظة الجوف أصبحت اليوم تقاوم النسيان من قبل الحكومة والسلطة المحلية في ظل سيطرة الجماعات المسلحة على بعضها وعمليات النهب والنهب للمعالم والآثار لها من قبل المواطنين . فريق صحفي نزل الجوف في مهمة نقل واقع الساحة في الجوف ورصد التقرير الأتي . موقع الجوف . تقع محافظة الجوف في الجزء الشمالي الشرقي من صنعاء وتبعد عنها بحدود (143) كيلو متراً وتبلغ مساحتها حوالي 39496.33 كيلومتر مربع أي حوالي % 7.2 من إجمالي مساحة اليمن، وتعد الجوف موطن مملكه معين القديمة، ينتشر سكانها البالغ عددهم 443,797 نسمه بحسب إحصائيات 2004 م في تجمعات سكانية متناثرة حيث تبلغ الكثافة السكانية للمحافظة حوالي (11) شخص لكل كيلومتر مربع ويشكل سكانها ما نسبته (2.3%) من إجمالي سكان الجمهورية تقريباً وتعد الزراعة وتربية الحيوانات النشاط الرئيس لسكان المحافظة، ويمكن أن تكون المحافظة إقليما زراعياً، تشكل المحاصيل الزراعية ما نسبته (4.9%) من إجمالي الإنتاج الزراعي في الجمهورية، ومن أهم محاصيلها الزراعية الحبوب والخضروات والفواكه والأعلاف. وتضاريس محافظة الجوف يغلب عليها الطابع السهلي، إذ تتداخل مع صحراء الربع الخالي، وتتميز بمناخ صحراوي.. يحد المحافظة من الغرب محافظة عمران ومن الجنوب الغربي محافظة صنعاء ومن الجنوب محافظة مأرب، ومن الشرق محافظة حضرموت ومن الشمال الشرقي المملكة العربية السعودية ومن الشمال محافظة صعده. معين ....... تحت الرمال. من أبرز المدن الأثرية بمحافظة الجوف مدينة معين , وتبعد عن عاصمة المحافظة الحزم 40كليوا تقريباً وقد تفاجئ الفريق الصحفي عند وصولة إلى حضارة المعينين, حيث أصبحت مدفونة تحت زحف الرمال إضافة لعمليات النهب والسرقة من قبل بعض الموطنين داخلها بحثاً عن سلع ثمينة للبيع . معين لم يبق منها إلا أجزاء مرتفعة لم تصل إليها الرمال وأسوار في مؤخره المدينة وهناك أحجار في أشكال مختلفة مرمية في أطراف وداخل معين وبعضها مكسرة وعليها النقش ألمعيني وفي وسط معين لازالت مجموعة أعمدة صامدة وعليها النقوش والرسوم ألمعينيه , رغم النهب والعبث الذي أصاب المدينة . ويذكر الأهالي أن عمليات العبث والنهب بالصورة الحالية بدأت مع العام 2011عندما حدثت الموجهات بين القبائل ومسلحي جماعة الحوثي عندما تركت الدولة طرفيي الصراع يتقاسمون المحافظة دون حماية المدن ألأثرية ولم تبدي السلطة المحلية الجدية أي حلول لحمايتها من النهب والتخريب . وعلى بعد مسافة قليلة من معين توجد أعمدة بنات عاد و هي عبارة عن مجموعة أعمدة مرتكزة على شكل عمودي بنيت فوق التراب و فوقها أعمدة متراصة عليها نقوش المعينين وعليها شخبطة شوهت الصورة الجمالية . براقش .... معسكر للحوتين . في منقطة ألأشراف توجد مدينة براقش في مكان مرتفع وهي تخضع حالياً لسيطرة جماعة الحوثي وموجود على جدرانها شعارات الجماعة وفي بابها بنوا مقبرة اسموها مقبرة شهداء براقش وصور قائدهم المتوفي حسين بدر الدين الحوثي وعلى الخط العام منها لوحة تعريفة للمدينة وضعتها وزارة السياحة . ذهبنا إلى حراسة المدينة التابعة للجماعة للسماح لنا بتصوير القلعة كوننا صحفيين لسنا تابعين لأي جهة فاعتذروا لنا لدينا كون لديهم أوامر بمنع دخول أي صحفي أو زائر إلى ادخلها كونها صارت اليوم معسكر لهم ولديهم بداخلها سلاح إلا بشرط موافقة أبو سرحان قائد ميداني للحوتين فذهبنا إلية فاعتذر لنا هو ألأخر وحولنا إلى عند أبو صالح ودارت المفاوضات معهم ساعات وكانت النتيجة كالبداية بالمنع . التقطنا مجموعة صور من مكان بعيد عن القلعة بعد رفضهم لنا بالتصوير داخلها وعلى قرب منها . البيضاء والسوداء....وحفاري القبور في البيضاء والسوداء القلعتين الأثريتين ليس الوضع مختلفا عن معين وغيرها, فحفارو القبور الذين ينهبون التاريخ ويذهبون بها للبيع للخارج يحفرون المدينة من كل الجوانب دون مراقبة مجتمعية أو سلطة حاكمة وقاموا بمطاردة الفريق الصحفي بعد أن التقط عدد من الصور للحفر التي يحفرونها وفي البيضاء المحاذية للسوداء في العبث والنهب و الأشجار قد غطت المعالم والأعمدة. الخربة .... حكاية لا تختلف . الخربة وهي قرية تابعة لمديرية الحزم عاصمة المحافظة توجد فيها معالم أثرية وفي وسط القرية أعمدة الأهرام وتحت المباني الطينية الجديدة توجد مباني أثرية ردم الأهالي بعضها وشيدوا مباني فوقها. لا يختلف حديث الناس هناك لنا عن البيع والشراء للمعالم والكنوز وعن أشخاص يتبعون منظمات بالشراء منهم وعند خروجنا من القرية تابعنا شخص أعطانا أسمة ومكان منزلة إذا كنا نريد شراء الآثار فتعذرنا له كوننا صحفيين ولا نمارس بيع تاريخنا . من يحمى التاريخ . وفي ظل استمرار استنزاف الذاكرة الوطنية لليمن ومسلسل البيع والشراء للتاريخ تبقى المعالم اليمنية صامدة رغم النسيان فهل تسمع الجهات المعنية صراخ التاريخ ؟ وهل يعيى الشعب أن من لا ماضي له لا حاضر له . تقرير - محمد صالح المريسي – عبد السلام المساجدي