لن يكون الإصلاح الثور الأبيض، ولن يكون الثور الأحمر، وإنما سيكون بفضل الله السباق إلى كل نداء ينادي به الوطن، وإلى كل اصطفاف وطني نظيف يخدم الوطن، ويعمل من أجل رفعة اليمن. والساحة اليمنية مليئة بالأخيار والشرفاء من كل الأطياف والجهات والقرى والمحافظات، من الذين سنجد أنفسنا وإياهم في مربع واحد، هو مربع بناء اليمن الجمهوري الجديد الذي يصنع المستقبل الباسم بإذن الله ثم بجهود كل هذا الاصطفاف الوطني العريض من الأخيار والشرفاء في كل أرجاء الوطن. الواجب الوطني تغيب عنده المناكفات، وتصفية الحسابات. والواجب الوطني يعزز بالمواقف والتضحيات، والواجب الوطني يأبى أن تتحول عنده المبادئ إلى حساب للربح والخسارة، أو إلى مساومات. سم نفسك الرجل الثوري الأول، وردد ما شئت من كلام وشعارات لتقنع نفسك وغيرك بهذه التسمية، لكن الواقع العملي هو من سيؤيد ادعاءك أو سيفضحك. سم نفسك الداعي الأبرز (للمدنية) واكتب عن هذا في كل الصحف وقل ما شئت في هذا على شاشات التلفاز والقنوات الفضائية. غير أن الواقع العملي هو من سيظهر الحقيقة، وهل كنت مدنيا بطبعك وثقافتك وسلوكك، أم كانت المدنية مجرد قناع زائف سقط عند أول اختبار!؟ تحدث عن ( الحداثة ) في كل المحاضرات والندوات وحلقات النقاش، ودبج ما شئت من مقالات ومقابلات، ولكن احذر أن تفضحك الوقائع العملية فتجد نفسك في خندق التخلف والجمود وتحت ركام غبار الماضي الظلامي البائد. ما أكثر الشعارات، وما أكثر الادعاءات، غير أن هناك واقع يأتي فيختبر هذه الشعارات، ويمتحن تلك الادعاءات، وهناك تسقط أقنعة كثيرة، وتبرز الحقيقة. وحين تبرز الحقيقة فإن اصطفافا عريضا يضم كل الشرفاء والأخيار ليكونوا جميعا حصنا حصينا للوطن بعيدا عن كل مشاريع الزيف والتضليل!