أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة حل في المرتبة الأولي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد بحصوله على 39,46 في المائة من أصوات الناخبين يليه محمد المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته ب 33,43 في المائة. وأفاد رئيس الهيئة شفيق صرصار في مؤتمر صحفي بأن قائد السبسي والمرزوقي سيتنافسان في جولة ثانية لم يتم تحديد تاريخها بعد، لأن أيا منهما لم يحصل على "الأغلبية المطلقة" من الأصوات أي 50 في المئة زائد واحد. وأشار شفيق صرصار إلى انه سيتم تحديد تاريخ اجراء الجولة الثانية بناء على "طعون" محتملة في نتائج الجولة الأولى، قد تتلقاها الهيئة. وحل حمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية في المرتبة الثالثة بنسبة (7,82 في المائة) فيما حل الهاشمي الحامدي مؤسس ورئيس حزب "تيار المحبة"، في المرتبة الرابعة بنسبة (5,75 في المائة )، وسليم الرياحي رجل الاعمال الثري ورئيس النادي الافريقي التونسي لكرة القدم في المرتبة الخامسة بنسبة (5,55 في المائة ). وأضاف شفيق صرصار ان نسبة المشاركة في الانتخابات التي دعي اليها نحو 5،3 ملايين ناخب بلغت 62،9 بالمائة. وتنافس في الانتخابات الرئاسية 27 مرشحا بينهم خمسة انسحبوا. وفي إطار ردود الفعل الخارجية أشادت بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات الرئاسية التونسية الثلاثاء بالانتخابات وب"استقلالية" الهيئة المكلفة بتنظيمها. وقالت البعثة في بيان "تشيد نيتس اوتربروك رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لملاحظة الانتخابات بأول انتخابات رئاسية تعددية وشفافة، جدد من خلالها الشعب التونسي تمسكه بالقيم الديمقراطية وذلك في جو هادئ". وأضافت "أثبتت "الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات" مجددا استقلاليتها وحياديتها وكفاءتها". وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وزين العابدين بن علي (2011-1987) والاخير أطاحت به انتفاضة يناير 2011. ولم تقدم حركة النهضة التي حكمت تونس منذ نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 وحلت الثانية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 اكتوبر الماضي، مرشحا للانتخابات الرئاسية وأعلنت انها تركت لانصارها حرية انتخاب رئيس "يشكل ضمانة للديموقراطية".. بيد أن خصمها "نداء تونس" يتهمها بدعم محمد المنصف المرزوقي بشكل غير معلن وهو أمر نفته الحركة. والاثنين أشار الباجي قائد السبسي (87 عاما) في تصريح لاذاعة "إر إم سي" الفرنسية الى أن كل الذين اصطفوا وراء المرزوقي" في انتخابات الأحد هم اطارات (حزب حركة) النهضة . يذكر ان قائد السبسي تولى حقائب وزارية مهمة كالداخلية والخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. كما تولى بين 1990 و1991 رئاسة البرلمان في عهد بن علي. ويأمل قائد السبسي ان يسهل فوزه بالانتخابات الرئاسية على حزبه نداء تونس الذي حصل أكثرية مقاعد البرلمان الجديد (86 من إجمالي 217 مقعدا)، تشكيل حكومة ائتلاف. ولا يستطيع الحزب ان يحكم بمفرده لانه لا يملك الاغلبية المطلقة من المقاعد (109 مقاعد). ونظمت تونس الأحد أول انتخابات رئاسية منذ انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بنظام بن علي. والأحد أعلن مديرا الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، والباجي قائد السبسي رئيس حزب "نداء تونس" أن هذين المرشحين تأهلا إلى الدورة الثانية من الانتخابات. وبحسب القانون الانتخابي، تجرى جولة انتخابية ثانية في حال لم يحصل أي من المرشحين خلال الجولة الأولى على أغلبية الأصوات أي 50 في المئة زائد واحد.