أكد الكاتب اليمني محمد جميح الذي يعيش في لندن، أن الحوثيين يسعون بكل وسيلة ممكنة إلى تشويه سمعة أبناء محافظة مأرب خاصة، وأبناء اليمن بشكل عام، ووصمهم بالإرهاب الذي يمارسونه هم باستمرار، قائلًا: "نحن مع الدولة، ولسنا ضدها، ومع الجيش ولسنا أعداءه.. لكن الدولة إذا دخلت طرفًا في اعتداءات الحوثيين علينا، فإننا نعرف كيف ندافع عن أنفسنا، ونوجع من يعتدي علينا". وأوضح في مقال له نشره اليوم على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن من ضمن الوسائل التي بدأت هذه العصابة الإجرامية باتباعها، أنها دست عناصر منها في جهازي الأمن والجيش، وتقوم هذه العناصر حاليًا باستغلال مواقعها الرسمية للتحريض محليًا وخارجيًاً، بتعبئة ضباط الجيش– داخليًاً- ضد قطاع واسع من أبناء الشعب، لإعطاء تصريحات رسمية باسم "مسؤول يمني كبير"، لوكالات أنباء عالمية - في الخارج- لغرض وصم اليمن عمومًاً، ومحافظات معينة خاصة بأنها مرتع للإرهاب. وقال "جميح": "تصوروا أن مسؤولين يمنيين كبيرين - حسب وكالة رويترز- قالا اليوم: "إن الشقيقين الجزائريين اللذين نفذا الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة سافرا إلى اليمن عبر عُمان في عام 2011، وتدربا على استخدام الأسلحة في صحراء مأرب أحد معاقل القاعدة". وأضاف: تصوروا أن مصدرًا كبيرًا في الاستخبارات اليمنية قال لرويترز: إن الشقيقين الجزائريين اللذين هاجما الصحيفة الفرنسية الأربعاء الماضي "قابلا أنور العولقي وتم تدريبهما لمدة ثلاثة أيام في صحراء مأرب للرماية بالمسدس ثم عادا إلى عُمان.. وغادرا من عُمان في 15 أغسطس 2011 إلى فرنسا". وتابع "جميح": "تصوروا أن هؤلاء المسؤولين الحوثيين يسعون بكل ما أوتوا من طاقات الكذب لإقناع العالم بأن الجزائريين جاءا لليمن من فرنسا لمجرد التدرب على الرمي بالمسدسات، وكأن الشقيقين الجزائريين نفذا الهجوم في باريس بالمسدسات التي تدربا على استعمالها في صحراء مأرب، حسب تصريحات المسؤولين الحوثيين اللذين تقلدا مؤخرًا- مناصب رفيعة في جهاز الاستخبارات وغيره في صنعاء". وتساءل "جميح": "أية كرامة وطنية لدى هؤلاء المسؤولين الطائفيين الذين جاؤوا من عصابة مسلحة مليشاوية، ليس لدى منتسبيها حس رجال الدولة؟ كيف يجرؤ هؤلاء على توظيف أجهزة الدولة الحساسة، من أجل ضخ معلومات مغلوطة عن أبناء شعبهم، ووطنهم للعالم؟ هل يمكن أن يصل بالحوثيين الحقد إلى هذا المستوى من التآمر ضد أبناء اليمن؟". وقال: "على كل نفى وزير العدل الأمريكي اليوم، أن تكون لدى واشنطن أية معلومات تربط بين هجوم باريس وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يحاول الحوثيون المندسون في جهاز الاستخبارات اليمني استغلال وجوده في اليمن، لوصم مناطق القبائل بالإرهاب لتبرير حروبهم التي ينوون شنها عليها، ولتوريط الأمريكيين في تلك الحروب الطائفية". وأوضح "جميح" أن الحوثيين في مأرب، وإقليم سبأ يرون سدًا أمام طموحاتهم التوسعية باتجاه الجنوب وثرواته، ولا يروق لهم حالة التأييد التي يحظى بها هؤلاء الشرفاء الذين يدافعون عن الأرض والعرض في وجه همجية القروسطيين الجدد. وقال: إن أحد ضباط الجيش أرسل له رسالة تشير إلى مستوى خطير من التحريض يقوم به الحوثيون ضد أبناء مأرب، خاصة داخل مؤسستي الجيش والأمن ومضمونها: "دكتور محمد...من دون مقدمات.. حالة العداء تجاه إخواننا في مأرب زادت وتيرتها والتحريض ضدهم قائم حتى في أوساط الجيش من قبل الحوثيين". وأضاف ضابط الجيش: "لن يقتنع الحوثيون ويتراجعوا عن الاعتداء على أبناء مأرب واقتحام مناطقهم حتي ولو سلموا الأسلحة للحوثي نفسه.. هذا ما لمسته بنفسي، وكذا من خلال تواصلي مع بعض الزملاء". وأشار "جميح" إلى أنه جاءته رسائل كثيرة من شيوخ وأعيان من مأرب تقول إحداها: "أوضاع مأرب طيبة، ومعنويات القبائل مرتفعة، وينوون الدفاع عنها إلى آخر قطرة من دمائهم.. ووالله ما نسلم للحوثي لو فنينا عن بكرة أبينا...". وتساءل: ترى هل يراجع الحوثيون حساباتهم؟ قائلًا: "مأرب هي النفط، والنار إذا اندلعت بالقرب من النفط، فإن أحداً لن يضمن حدود الحريق فيما بعد، خاصة وأننا نتحدث عن مقاتلين صحراويين، أرضهم لديهم كعرضهم، وسيدافعون عنها حتى النهاية. واختتم قائلًا: "أتمنى ذلك حقنًا للدماء، وأتمنى أن تكون اللجنة التي وجه الأخ رئيس الجمهورية بتشكيلها لمعالجة الأوضاع في مأرب والجوف، على خلاف اللجان الأخرى التي كانت تمهد للحوثيين، وتعطيهم الغطاء الرسمي للاعتداء على اليمنيين".